الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما انتبه إليه لينين... ولم يره المصريون...

حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)

2016 / 12 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من جديد أكرر ما قاله الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي من أنه لا ثوري بدون فقه ثوري؛ أي لا يستطيع المرء أن يكون ثوريا بحق دون أن يتبنى منظومة فكرية تدعم حسه الثوري وتحركه الميداني على أرض الثورة.
أقول ذلك لأن ما جرى في 25 يناير كان تحركًا ثوريًّا ولكنه لم يك مدعومًا بفكر ثوري أصيل. وكانت المفارقة أن التيارات الإسلامية التي يحرم الكثير منها الخروج عن الحاكم، ويتبنون فقه دفع الضرر المقدم على جلب المنفعة هم من سموا أنفسهم الثوار، في مفارقة تليق بثورة تنافس في أول انتخابات رئاسية تلتها رئيس وزراء النظام المخلوع مع وزير خارجية سابق في النظام المخلوع بإشراف وزير دفاع النظام المخلوع...!!

اشتراطات لينين وماركس...
وضع فلاديمير لينين الزعيم الأبرز في الثورة البلشفية مجموعة من الاشتراطات اللازمة لنجاح التحرك الثوري، وأوردها في مقاله "الماركسية والانتفاضة" والذي نُشر لأول مرة عام ١٩٢١ في مجلة (بروليتاريسكايا ريفولوتسيا)، العدد ٢. فماذا قال لينين؟!

"وفي سبيل النجاح، ينبغي للانتفاضة ألا تعتمد علي مؤامرة أو على حزب، بل علي الطبقة الطليعية. تلك هي النقطة الأولي. النقطة الثانية. ينبغي للانتفاضة أن تعتمد علي انعطاف حاسم في تاريخ الثورة الصاعدة، حين يبلغ نشاط الصفوف المتقدمة من الشعب ذروته، حين تبلغ الترددات في صفوف الأعداء وفي صفوف أصدقاء الثورة الضعفاء، الحائرين غير الحازمين، أشدها. تلك هي النقطة الثالثة".

المشكلة التي وقع فيها المصريون في ثورة يناير هي أنه لم يعتمدوا على طبقة طليعية بعينها، وإنما اعتمدوا على شريحة الشباب بكل ما تحمله من تلونات طبقية داخلها، وبالتالي مالت مجموعة من الشباب إلى هذا التيار بكل ما يحمله من أهداف، بينما مالت تلك المجموعة من الشباب إلى ذلك التيار بكل ما يحمله من أهداف ربما تكون متعارضة مع أهداف التيار الأول، وهو ما ساهم في تفتيت الكتلة الشبابية لعدم تكونها من طبقة اجتماعية واحدة تحمل الهموم والأهداف والأفكار ذاتها.
المشكلة الثانية التي وقع فيها المصريون — وفق ما ورد في كلام لينين — هي أنهم لم يستغلوا الانعطاف الحاسم في تاريخ الثورة الصاعدة، والذي تمثل في أحداث محمد محمود، وما تلاها من إعلان المجلس العسكري 30 يونيو موعدًا لتسليم السلطة في مصر إلى رئيس منتخب. تفرق المصريون فيما يخص أحداث محمد محمود؛ حيث شاركت فيها القوى اليسارية والليبرالية بينما قاطعتها القوى الدينية (وهي القوى التي يجوز تسميتها بـ"أصدقاء الثورة" وهو المسمى الذي سيتضح مدلوله فيما بعد) على المستوى الرسمي، وأرسلت بعضًا من أنصارها إلى ميدان التحرير بهدف "اللعب على الحبلين" وفق التعبير المصري بأن يقولوا إنهم لا علاقة لهم بها، إذا فشلت، أو يقولوا إن شبابهم كان حاضرًا في الميدان إذا نجحت، وهي لعبة دنيئة أسقطتهم في النهاية من على كل الأحبال...!!
أما المشكلة الثالثة، فكانت عدم استغلال المصريين من الراغبين في الثورة الضعف الذي بدا في صفوف أصدقاء الثورة الضعفاء من التيار الإسلامي عندما تفتت بين سلفيين وإخوان مسلمين، وكذلك الضعف الذي تبدى في أعداء الثورة بالانقسام بين الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وبين عمرو موسى وزير خارجية مبارك الأسبق.

كانت هذه باختصار الأخطاء التي وقع فيها المصريون وانتبه إليها لينين قبل حوالي قرن من الزمان...
لم يقرأ المصريون لينين قبل أن ينطلقوا في ثورتهم...
ولن يقرأوه فيما يبدو...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ