الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأسدل كلانا الستار

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2006 / 1 / 5
الادب والفن


اقترب الموعد , جلستُ أترقب طيفها ,أردد همسها , أحلم أكثر مما يحلم به العاشقون
وكأنني عدتُ لما قبل نضوج الألم .
أقبلتْ وقلبي يرفُّ وجلا مما سيحمله اللقاء , أرتجفُ كعصفورٍ سلبوا منه شمس الصباح ,
تلبس ثوبا يرسم فتنتها دون تكلفٍ أو إثارة ,أتوهجُ لهفة فتلقي بتحيتها وتمد يدها تمسك يدي
وتهمس أن اشتاقتني , أرنو لها بِلَوْعةٍ فتبتسم وتترك كفي وتسأل عن أحوالي هاربةً من حرقةِ نظراتي وأنفاسي ,
أتمتمُ بأشياءٍ لم أفهمها !!
وأمضي خلفها , تجلس على الأريكة الخضراء باسمة الثغر ونصمت طويلا ,
أفكر كيف سينتهي اللقاء وأخالها تفكر كيف نبدأ اللقاء!
أحاول أن أوقظ ذئبا في صدري فتمنحني بعض الدفء والحب لتشجعني أن أثور كسابق عهدي
ونداء داخلي يهمس أني قد هرمت على مغامرات الحب يا صغيرتي ,
فأنا بِحبكِ قد بنيت لنفسي ضريحا وجهزت قبله رفاتي ,
يغضبها الشعور بأني تغيرت وأن أحوالي بائسة وحزينة ,
تستفزني لعلي أعود ذئبا يفترس غزالة تشتهي افتراسها فالأنثى لا تفهم رجلا لا يحتاج امرأة بقدر ما يحتاج الهواء .
تبتعد وكأن برودي أحبط ثورة الأنثى داخلها وتسأل : ماذا بك ؟
فأجيبها : لم يعد في صدري متسعا للحب .
تصاب بغصة في القلب وتذرف دمعا متسائلا فأمسح دمعها ,
يا صغيرتي أنا ذئب غريب ينهش أحشاءه كل ليلة كي لا يُلبي نداء الغزالات الضالة .
تصرخ كيف تكون ذئبا ولا تنهش لحما اشتهيته يوما وقد سيق إليك الآن ؟
أصمت وأسألها مبتسما : ماذا تشربين ؟
تطلب ماءا ينقذها من لفح اللقاء وموسيقى تهدئ من روعها , فألبي رغبتها ويكبر داخلي شعور مبهم يجمع ما بين الراحة والندم ,
تكف عن البكاء , تلملم أشياءها وتنهض بحزم لتقول لي : لا أحتاجك ولا أحتاج أحدا , أهمس لها : أحبك ,
لكني لم أنتظركِ ولم أنتظر أحدا !! .
فترحل وتسدل الستار على المشهد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين