الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد فوز ترامب؟

اسلام احمد

2016 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أثار فوز ترامب الغير متوقع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية صدمة كبيرة على مستوى العالم لم يفق منها بعد , وبينما رحب به البعض تخوف منه كثيرون , والملاحظ أن الصراع السياسي في مصر قد ألقى بظلاله على الانتخابات الأمريكية فقد رحب الاعلام المصري الموالي لنظام الرئيس السيسي بفوز ترامب على اعتبار أن هيلاري كلينتون تمثل امتدادا لنظام أوباما الذي كان ينحاز الى الاخوان المسلمين ومر بفترة جفاء مع مصر بعد ما حدث في 30 يونيو فضلا عن أن ترامب كان قد أطلق تصريحات هاجم فيها الاخوان المسلمين والاسلاميين بشكل عام وعبر عن استعداده للتعاون مع مصر لمكافحة الارهاب

بينما أثار فوز ترامب وهزيمة هيلاري كلينتون استياء قطاع كبير من المثقفين الليبراليين والسياسيين المعارضين للنظام في مصر لأسباب تتعلق بالأساس بطبيعة دونالد ترامب العنصرية المتطرفة وتصريحاته المعادية للأقليات على اختلاف هوياتهم وعلى رأسهم المسلمون

والحقيقة أنني لم أهتم كثيرا بنتيجة الانتخابات الأمريكية وما ستسفر عنه , وان كنت تابعتها بطبيعة الحال مثل الجميع , وذلك لاعتقادي أن النتيجة سواء أتت بترامب أو هيلاري كلينتون الى رئاسة الولايات المتحدة لن تفرق كثيرا اذ ثمة ثوابت في السياسة الأمريكية لا تتغير وهي قواسم مشتركة بين الجمهوريين والديمقراطيين , يأتي على رأس هذه الثوابت دعم اسرائيل وضمان أمنها وتفوقها العسكري فضلا عن الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة

وليس أدل على أنه لا فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين في الثوابت والتوجهات الخارجية من مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الفوضى الخلاقة بتعبير كونداليزا رايس فقد نبعت الفكرة أساسا من الجمهوريين في عهد الرئيس الأسبق جورج دابليو بوش في حين أن من قام بتنفيذه على الأرض هو باراك أوباما الذي جلب داعش والاسلاميين الى المنطقة بهدف تقسيمها والهائها في حروب طائفية داخلية , وهو ما أثبتته وثائق ويكليكس المسربة فضلا عن بعض تسريبات القمر الصناعي التي كشفت عن دعم الولايات المتحدة لداعش في المنطقة

الغريب أن البعض لم يتعلم من درس باراك أوباما الذي تفاءل به الجميع في مصر والعالم العربي اثر انتخابه عام 2009 مبشرا بأصوله المسلمة لاسيما بعد تعهده بحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ثم تبين أنه منحاز تماما لاسرائيل بل لقد شهد عهده أكبر عملية استيطان اسرائيلي في تاريخ اسرائيل

ولذلك لم اتحمس لفوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة ولا أعتقد أنه سيغير كثيرا من أوضاع المنطقة والعالم

صحيح أنه سبق أن صرح بالقيام بتغييرات كبرى في السياسة الخارجية للولايات المتحدة مثل اعادة النظر في الاتفاق النووي مع ايران وتقليل حجم مساعدات الولايات المتحدة لأوروبا وحلف الناتو فضلا عن منع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة والقضاء على داعش والتنظيمات الارهابية , ولكن التصريحات الانتخابية شئ والممارسة الفعلية على أرض الواقع شئ اخر , كما أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات والديمقراطية فيها عريقة وبالتالي من المتوقع أن تقوم تلك المؤسسات بتهذيب خطاب وسياسات ترامب الذي بدأ فعلا في مراجعة كثير من تصريحاته العنترية بعد فوزه , كما قلل مساعدوه من شأنها وبعثوا برسائل اطمئنان الى دول العالم

ومع ذلك لا يخلو فوز ترامب من أمور مبشرة فقد تشهد العلاقات المصرية الأمريكية تحسنا في عهده وقد يشهد العالم أيضا تقاربا بين الولايات المتحدة وروسيا , وهو ما يبعث على الأمل في تسوية الصراع في سوريا , ويعطي فرصة لمصر أن يكون لها دور فيها , ومن المتوقع أيضا أن يكون للولايات المتحدة دور أكبر في محاربة الارهاب وتنظيم داعش في المنطقة لاسيما بعد أن اكتوى الغرب بنار الارهاب في السنوات الأخيرة

أما القضية الفلسطينية فالمؤكد أنها سوف تذهب الى غياهب النسيان في عهد ترامب الذي وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس خاصة أن مرشحه لوزير الخارجية نوت جينجريش هو من أكثر الشخصيات يمينية وتطرفا , وهو ما دفع وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينيت الى التصريح بعد فوز ترامب بأن الدولة الفلسطينية قد انتهت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟