الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كشف حساب ...!!

جاسم هداد

2006 / 1 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


استقبل ابناء شعبنا العراقي العام الجديد بأصوات انفجارات لثمان سيارات مفخخة ، وكأن القوى الأرهابية لاتريد الأكتفاء بواحدة او اثنتين ، وفي كل مؤتمر صحفي يخرج علينا وزير الداخلية معلنا عن خطة امنية جديدة ، وتنقل لنا وسائل الأعلام اخبار القاء القبض على عصابات وشبكات ارهابية طالت معاونين ومساعدين للزرقاوي ، ويتدارك لسامع هذه الأخبار ان الدائرة بدأت تضيق حول الزرقاوي وماهي الا ايام وسوف يتم القاء القبض عليه ، ويشاهده العراقيون في قفص الأتهام مثلما حل بالطاغية صدام واعوانه ، وان كل من يتسبب في أذية العراق لابد وان ينال جزاءه وفق القانون .

والمواطن العراقي يعيش وسط جحيم من الخوف وترقب ما سيحصل ، فالخارج من بيته للعمل او لقضاء مشاغله لا يتوقع العودة سالما ، والآباء والأمهات قلقون على مصير اطفالهم ، والمسافر لايأمن على نفسه فهو يتوقع خروج الملثمين ليقطعوا الطريق ويسلبوا منه حياته لا لسبب الا لكونه من المذهب الفلاني ، ورب العائلة لا يهدأ في نومه خشية مفاجأته من قبل الملثمين الذين تاه على الناس تمييزهم فجميعهم يدعون انتسابهم للشرطة او الجيش .

بعد اربعة اشهر سيتم بلوغ العام الثالث لسقوط الصنم ، ولم يتلمس شعبنا الذي عانى الكثير الكثير من عسف وظلم الدكتاتورية ، أي جديد او تحقيق للوعود التي نادت بها الأحزاب التي تربعت على كراسي السلطة ، والتي كانت تتباكى على معاناة الشعب العراقي عندما كانت في صفوف المعارضة ضد النظام البعثي الفاشي .

فالبطاقة التموينية تدنت محتوياتها وبلغت من السوء ان تمر اشهر ولم يستلم المواطنون استحقاقاتهم ، وانقطاع الكهرباء اصبح مشكلة المشاكل ، وكل عام يكون اسوأ من سابقه ، حتى الماء دخل مرحلة الأزمات والأنقطاعات ، اما النفط ومشتقاته ، فالحديث حولها يثير المرارة والألم ، فكما يتناقل العاملون في مصافي النفط انه لغاية الآن لا توجد عدادات تقوم بحساب الكميات المستخرجة ، ويتم تهريب النفط وبيعه وبشكل منظم وشبه رسمي ومن خلال تعاون ميليشيات احزاب السلطة وتسهيل وحماية من الدول الأقليمية ويكون ذلك جهارا ونهارا ، ويكون ذلك حلالا طالما كان مردوده لنصرة احزاب الأسلام السياسي .

واحزاب الأسلام السياسي ، التي استلمت مقاليد الأمور بفضل غزو قوات الشيطان الأكبر للعراق واسقاطها الصنم ، ولولا ذلك لكانت لغاية الآن باقية تحت حماية دول الجوار ، وبجهود هذه الأحزاب تم تقسيم العراق الى كانتونات طائفية يتم حكمها من قبل الميليشيات الحزبية ، فلا وجود للدولة العراقية في مدينة الثورة في بغداد ، وفي مدن عديدة اخرى لا يختلف حالها عن حال مدينة الثورة .

والعسف والقهر وفرض الرأي الواحد والأكراه والتهديد وغيرها من اساليب البعث الممجوجة والمكروهة ، يتفنن الآن ذوو القمصان السود بتطبيقها ، وما حصل قبل الأنتخابات الأخيرة وفي اثنائها كشف عن المعدن الحقيقي لهؤلاء وما يخبئونه من مصير مظلم لوطننا وشعبنا لو استقامت لهم الأمور بشكل كلي ، وما يحصل في جامعة البصرة خير مثال حيث يقوم الظلاميون ما يفوق ماكان يقوم به ازلام صدام والبعث الفاشي .

كل هذا حصل ويحصل ، وقوى الأسلام السياسي تريد قيادة البلد لأربع سنوات قادمة ، فإلى أي هاوية ستأخذنا ، وأية كارثة ستحل ببلدنا نتيجة سلوك هذه القيادات التي لم تتورع عن كشف مخططاتها التقسيمية علنا ، وتحت شعار اقليم الوسط والجنوب ، الذي اكده احد ممثلي هذه الأحزاب بشكل علني من خلال دعوته الى انفصال الوسط والجنوب في مقال نشرته بعض المواقع الألكترونية ، والتي فضلت مصالحها الحزبية الضيقة الأنانية على مصالح الوطن والشعب ، وعملت على فرض اجندتها الطائفية مما دفعت الطرف الثاني الى التخندق ، واصبح خطر الحرب الأهلية يلوح في افق العراق ، وبرامجهم الظلامية والمدعية زورا بالأسلام والتي يريدون فرضها بالأكراه ولم يتعظوا بما كان يفعل الطاغية صدام وما مصيره الآن .

لقد عاش العراق في نفق مظلم لأكثر من ثلاثة عقود ، والخشية والخوف من دخوله نفق مظلم جديد سيكون اشد ظلاما من نفق البعث الفاشي ، وعليه فالمطلوب الآن انقاذ العراق من هذا المصير المظلم ، وهذا يتطلب من جميع القوى التي تناضل من اجل فصل الدين عن الدولة ، والعدالة الأجتماعية ودولة المؤسسات والقانون ، بعيدا عن حكم الميليشيات الحزبية ، ومن اجل ان يكون العراق لجميع العراقيين ، وان يتم التعامل مع المواطن العراقي بإعتماد المواطنة العراقية والكفاءة والنزاهة ، بعيدا عن الحزبية الضيقة والطائفية والعرقية ، المطلوب من جميع القوى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية ان تلملم صفوفها وتوحد جهودها ، وتترك خلافاتها الثانوية جانبا ، وتضع نصب عيونها مصلحة العراق وشعبه ، و الوقوف صفا واحدا بوجه المشاريع التقسيمية لأن المخاطر باتت تتهدد
وحدة العراق ، مطلوب من كل قوى الخير وخاصة القوى الأسلامية المتنورة الوقوف بوجه الرياح الصفراء ، و ضد عودة البعث المتلبس لبوس الدين واساليبه الفاشية ، وضد كل من يفضل مصالح الدول الأقليمية على مصالح بلده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ