الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الإذاعة السّرية- كشفت للرأي العام الدولي جرائم فرنسا الوحشية في الجزائر

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 12 / 7
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


مجاهدون: فرنسا أوهمت الرأي العام الدولي بأن ما يجري في الجزائر فرنسي فرنسي

"الإذاعة السّرية" كشفت للرأي العام الدولي جرائم فرنسا الوحشية في الجزائر


طالب مجاهدون، مؤرخون، كتاب و إعلاميون شاركوا في ندوة وطنية حول مراحل تأسيس الإذاعة الجزائرية و دورها في محاربة المستعمر نظمتها كلية أصول الدين بجامعة ألأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة الإسراع في تدوين تاريخ الجزائر و حفظه من التلف، و إعادة النظر فيما كتب حول تاريخ الثورة الجزائرية، و أجمع المتدخلون على أن الإذاعة الجزائرية لعبت دورا لا يستهان به في التعريف بالثورة الجزائر و كشف المجازر التي كانت ترتكبها فرنسا، و توهم الرأي العام أن ما يحدث في الجزائر هو فرنسي فرنسي

الإذاعة السرّية بدأت بشاحنة و جهاز إرسال فقط، ذلك ما كشفه الدكتور عبد القادر نور الذي أرّخ للمرحلة التي لعبها الإعلام الجزائري أيام الاحتلال الفرنسي عندما كان في صوت العرب بالقاهرة و قال أن الإعلام المسموع لم يكن موثقا لإبراز الجهود التي بذلتها جبهة التحرير الوطني آنذاك، حيث كانت في بدايتها تعتمد على الإذاعات العربية منذ قيام الثورة في 54 إلى غاية 16 ديسمبر 1956 اليوم الذي انطلقت فيه إذاعة صوت جيش و جبهة التحرير الوطني، و كانت أول إذاعة جزائرية سرية في التاريخ رغم بساطة وسائلها، و كانت تبث عبر شاحنة متنقلة في الحدود الجزائرية المغربية في الناظور، و استطاعت الإذاعة السرية أن توصل رسالتها للعالم، كان يؤطرها أكثر من 30 فردا يعيشون في الجبل، إذ صعب على الاستعمار الفرنسي الوصول إليها، و استطاعت الإذاعة السرية أن تحاصر العدو الفرنسي من كل جانب، أما عن الإذاعة الجزائرية فقد بقيت مستعمرة رغم توقف القتال وكان عيسى مسعودي من اقترح إنزال العالم الفرنسي مهما كانت النتائج، كما تمت السيطرة على 06 مراكز يؤطرها تقنيون من الإذاعة السرية و على رأسهم عبد الرحمن الأغواطي.
كما تحدث الكاتب و الإعلامي الأستاذ خليفة بن قارة في محاضرة ألقاها بعنوان " الماضي يخاطب المستقبل " عن الجيل الإذاعي الأول الذي خاض معركة كانت من أصعب المعارك، فقد جعل الثوار كما قال من الإذاعة السرية المئذنة الكبرى التي تخاطب الجزائريين و تدعوهم الى الجهاد من اجل استرجاع الوطن المسلوب، فكانت الإذاعة السرية حسبه بمثابة السلاح الفتاك الذي حطم القوى الاستعمارية و هي تحتفل بمئويتها، أسقطوا من خلالها مقولة الفرنسيين أن "الجزائر أمّة في طور التشكل"، و استعرض الأستاذ بن قارة تاريخ تأسيس الإذاعة، حيث قال أن أول محطة إذاعية في الجزائر أنشأت على يد شركات تجارية استعمارية عام 1925، لكن بعض الكتابات تعتبر أن سنة 1929 هي السنة الأولى لميلاد الإذاعة في الجزائر، وبالتالي يمكن القول أن الجزائر البلد العربي الأول الذي شهد ميلاد الإذاعة كمؤسسة، كما تطرق الأستاذ بن قارة في محاضرته إلى المراحل التي مرت بها الإذاعة في الجزائر ، كانت البرامج في الفترة ما بين 1925 و 1940 موجهة للأقلية الفرنسية، و في الفترة بين 1940 و 1954 خصت فرنسا برنامجا تحث فيه الجزائريين على التجنيد للوقوف معها في حرب مع ألمانيا النازية ، كما كانت تسعى إلى تشويه الثورة الجزائرية و التشويش على الإذاعة السرية و تضليل الرأي العام في الجزائر، و ابتداءً من سنة 1956 أصبح للجزائر صوت في كل دولة عربية ، كانت كل البرامج موجهة للمجاهدين في الجبال و الرأي العام الفرنسي، و لما انعقد مؤتمر الصومام حث على الإسراع في إنشاء إذاعة جزائرية و حدد أهدافها في دحر ادعاءات فرنسا، و هذا من اجل الرد على الدعاية الإعلامية الفرنسية و الأطلسية التي كانت تصور الواقع الجزائري على انه مشكل فرنسي فرنسي، و قد قامت جبهة التحرير الوطني بنشر إعلام تخبر فيه الجزائريين بأن إذاعة جزائرية قد أنشأت هي: "إذاعة الجزائر الحرة المكافحة" انطلقت من الحدود الجزائرية المغربية، و تبث باللغات الثلاث ( العربية، الأمازيغية، و الفرنسية)، تعرض فيها قراءة في السياسة الكولونيالية، و قال الأستاذ خليفة بن قارة أن الدعاية الماهرة التي يقدر لها النجاح هي الدعاية الصادقة التي تعتمد على الحقائق و ليس الإثارة التي تتميز بالهرج.
و تكملة لما جاء به الأستاذ بن قارة بأن الإعلام قائم على الدعاية الصادقة ، أضاف الأستاذ عبد المجيد شيخي أن دور الإعلام في الأساس هو تكوين الرأي العام، مثمنا الدور الذي لعبته إذاعة صوت العرب من القاهرة في تجنيد الجزائريين و غرس فيهم الحماس الثوري، لدرجة أن المجاهد أحمد سعيد في الأوراس لدرجة سماعه لصوت العرب التحق برفاقه في الجبل، كما لعبت الأغنية السياسية حسبه دورا مهما في التعريف بالثورة الجزائرية ، و هنا عمدت فرنسا إلى استحداث إذاعة سمتها "فرانس سانك" (France 5 ) نسبة إلى الجمهورية الخامسة، و أشار عبد المجيد شيخي في مداخلته أن الحقد الفرنسي على الجزائر قديم جدا و يعود إلى الحقبة الرومانية، كما أن استقلال الجزائر في الواقع كان يوم 03 جويلية و ليس في 05 جويلية، و قال شيخي أن المؤرخين في كتابة التاريخ وقعوا في خطأ جسيم لأنهم كتبوا التاريخ بطريقة لا يمكن الفصح فيها عن حقيقة ما وقع في الجزائر.
وزير الإعلام و الثقافة الأسبق الدكتور الأمين بشيشي:
مدني حواس هو من كان يكتب التعليقات السياسية ويسلمها لعيسى مسعودي
أما وزير الإعلام و الثقافة الأسبق الدكتور الأمين بشيشي فقد تحدث بدوره عن نشاط أعضاء الإذاعة السرية الذين كانوا يعرفون بأسماء مستعارة ، و كانت الفترة الليلية أحسن فترة للبث، غير أن الظروف التي وقعت في سبتمبر 1957 أدت إلى توقف الإذاعة السرية عن البث نهائيا، بعدما فتحت الدول العربية أمواج أثيرها، في الرباط، تطوان التي أخرجت جريدة المقاومة الجزائرية، و كان صدور العدد الأول من باريس في 22 أكتوبر 1957 ، كما كان صوت الجزائر يصدر من طرابلس و في بن غازي، و عن كاتب التعليقات السياسية قال الدكتور الأمين بشيشي أن "مدني حواس" هو من كان يكتب التعليقات من منطقة الناظور، و كان يسلمها لعيسى مسعودي لقراءتها، بعدما تحول هذا الأخير إلى المنطقة الغربية، مذكرا أن عدد التعليقات السياسية وصل إلى 270 تعليقا، و تأسف الدكتور الأمين بشيشي عن إصرار مدني حواس التزامه الصمت في الإدلاء بشهادته التاريخية.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |