الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطيني يحضر بموته.. رحيل المخرج مازن غطاس

بشار إبراهيم

2006 / 1 / 5
الادب والفن


مع إطلالة هذا العام 2006، كانت قرية «الرامة»، في الجليل الفلسطيني، على موعد مع فجيعة الفقد، والحزن المؤسي. فما انجلى الصباح، إلا وقد شاع خبر النوبة القلبية التي باغتت الفنان المخرج مازن غطاس، وهو يمضي سهرة رأس السنة مع عائلته، فقصفت وردة عمره القصير (عن 51 عاماً، فقط).
وقرية «الرامة» الموعودة دوماً بتوليد المبدعين في الوطن الفلسطيني، فمنها الفنانة المدهشة كاميليا جبران، ذات الصوت الجميل، والأداء الرائع المعبِّر، ووالدها الأستاذ إلياس جبران أشهر صانع آلات موسيقية شرقية (عود، قانون، بزق..) في فلسطين، وشقيقها خالد جبران المؤلف الموسيقي، وعازف العود والبزق (يعيش الآن في القدس، ويعمل أستاذاً للموسيقى، ورئيساً لقسم الموسيقى العربية في المعهد الوطني للموسيقى، في رام الله)..
وقرية «الرامة» الموعودة بتوليد المبدعين الفلسطينيين في الشتات، فمنها الفنان المسرحي الكبير يوسف حنا، وشقيقته المخرجة أمل، والفنان الشاب المتميز رامي حنا، والكاتبة ريم حنا.. هي القرية التي فقدت قبل سنوات الراحل يوسف حنا، في وقت مبكر، وهو من كان على رأس المسرح القومي في سوريا، يحلم بالكثير في المسرح والسينما، والفن الجاد.. وهي القرية التي تشيع مازن غطاس، إلى مثواه الأخير، يوم الأحد 1/1/2006، تماماً قبل أن يكمل مازن أحلامه المسرحية العالية..
ولد مازن غطاس عام 1954، وأنهى دراسته في فن التمثيل والإخراج المسرحي، في كييف عام 1983، وعبر أكثر من ربع قرن حقق الكثير للمسرح العربي الفلسطيني في الداخل. فمازن كان أحد أبرز المؤمنين بضرورة قيام مسرح عربي، على الأرض التي بات الكثيرون يسمونها «إسرائيل». هناك في قلب الجليل الفلسطيني، في القرى، والبلدات، والمدن، التي بقيت عربية على الرغم من مرور قرابة ستين عاماً على تدمير فلسطين، وقيام إسرائيل..
في عكا، كان مشروعه المسرحي، يحمل عنوان «مسرح اللاز»، ومن خلاله كان سعي مازن إلى تحقيق هدفين اثنين، على الأقل، أولهما فني: من حيث بناء المسرح الحقيقي. وثانيهما وطني: من حيث بناء المسرح الفلسطيني. وإذ يرحل المخرج مازن غطاس، ولم يجاوز الواحدة والخمسين، من عمره، فثمة الكثير من الأمل بأن يستمر مسرح اللاز حاملاً لتلك الأحلام التي لم يأخذ مازن معه، بل تركها أمانة..
يرحل المخرج مازن غطاس، بعد مسيرة مسرحية حافلة، على الرغم من قصرها، فكان من أعماله المسرحية البارزة، إعداد وإخراج رواية الكاتب إميل حبيبي «المتشائل» في العام 1986، في إطار المسرح البلدي حيفا. كما أعد وأخرج في العام 1988 مسرحية جان بول سارتر «موتى بلا قبور» مع مسرح القصبة. وفي العام 1993 أعد وأخرج «المتاهة» عن رواية «حَسْوت» للكاتب سامي ميخائيل مع مسرح بيت الكرمة في حيفا. وفي العام 1994 أعد وأخرج مسرحية «طفل النور» عن رواية «ليلة القدر» للكاتب المغربي الطاهر بن جلون، وهي من انتاج مسرح اللاز. وقد فازت المسرحية بالجائزة الاولى ضمن اطار «مسرحيد – 2» لمسرح بيت الكرمة، واشتركت في المهرجان الدولي للمسرح في كولومبيا.
وفي العام 1996 أعد وأخرج مسرحية «رابطة دم» عن قصة للكاتب الحنوب أفريقي أوتول فوجارد، انتاج المسرح العربي. وفي العام 1998 أعد وأخرج مسرحية «سيف ديموقليس» للشاعر والمسرحي التركي ناظم حكمت، وهي من انتاج المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) القدس.
وفي العام 1999 أعد وأخرج مسرحية «هبوط اضطراري» للكاتب سلمان ناطور، وهي من إنتاج المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) القدس. كما أخرج في العام ذاته مسرحية «جزيرة الماعز» للكاتب الإيطالي أوغو بيتي، وهي من إنتاج مسرح الميدان. وفي العام 2004 أخرج مسرحية «زغرودة الأرض» وهي من إنتاج مسرح الميدان.
حصل الراحل مازن غطاس على الجائزة الأولى عن مسرحية «طفل النور» و«المتاهة»، ضمن أفضل نص مسرحي، برعاية قسم الثقافة والتربية في بلدية حيفا عام 1998، وانعكست المبادئ الوطنية والتقدمية في اعماله المسرحية. كذلك شارك الراحل في أنشطة مهرجان عكا للمسرح الآخر، وقدم من خلاله، على وجه الخصوص، مسرحيتين هما «فساتين» و«شنتيان» حازتا على جوائز، وعلى تقدير النقاد والجمهور.
سلاماً عرب 48..
من يعزِّي من.. والفلسطيني لا يحضر إلا بموته؟..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب