الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديموقراطية المكونات أم تلك القائمة على مبدأ المواطنة ؟

محمد سيد رصاص

2006 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لم يذكر أحد من السوريين طائفة المرحوم فارس الخوري( وهي الطائفة البروتستا نتية القليلة العدد) عندما تولى رئاسة البرلما ن بالأربعينيا ت ومنصب الوزير الأول بالخمسينيا ت, وهما منصبان كانا أكثر أهمية من منصب رئيس الدولة في نظام كان شبيهاً با لنظام المعمول به في ألمانيا ,حالياً.
مع الحضور الأميركي إلى المنطقة, عقب 11أيلول, تجري صياغة للأوضاع الداخلية في منطقة الشرق الأوسط عبر نموذج ديموقراطي يتم ادخاله إلى البلدان التي حصل فيها حضور أميركي عسكري (أفغانستان والعراق), يمكن تسميته بنموذج ( ديموقراطية المكوِنا ت),يتم فيه توزيع المناصب والتعيينات وفقاً لنسب" المكوِنا ت"العددية , سواء كانت طائفية أوقومية أودينية, فيما رأينا كيف جرت إعادة صياغة السودان عبر مفاعلات أزمة الجنوب(بواسطة إدارة اميركية للأزمة)أدت بالمحصلة إلى إعادة توزيع ,وفقاً للمكونا ت الدينية –الإثنية بين العرب المسلمين والجنوبيين, أفضت إلى تقاسم للسلطة والثروة والمناطق بينهما في (مشاكوس ) و(نيفاشا),وهو مايبدو أنه السيناريو القادم مع الدارفوريين الذي سيفرض على الحكومة المركزية .
يمكن لمس هذا التوجه الأميركي في (مشروع الشرق الأوسط الكبير)/13 شباط 2004/,عبر صياغة ايديولوجية- ثقافية,تقوم الممارسة الأميركية السياسية للإدارة الحالية من خلالهابأكبر إعادة صياغة لمنطقة الشرق الأوسط جرت منذ عام 1918, عندما رسمت لندن وباريس اللوحة الإقليمية للمنطقة عقب سقوط الدولة العثمانية.
الآن ,يلاقي هذا التوجه الأميركي هوى وقبولاً عند فئات سياسية عديدة في المنطقة العربية :نجد ذلك عند القوى الكردية في سورية,وعند القوى التي عقدت المؤتمر القبطي الأخير في واشنطن,بينما يلاحظ أن قوى سياسية سورية عربية قد تلاقت مع مفهوم ( ديموقراطية المكوِنا ت) عبر ماسمي ب "اعلان دمشق", فيما لاتلمس مقاومة فكرية-سياسية عند القوى العراقية لمفهوم ديموقراطية المكوِنا ت, بل انخراط في العملية السياسية على أساسها,وإذا وجد شيء من هذا عند العرب السنَة فإنه قائم على الاعتراض على النسب والحصص القائمة الآن,أوربما هو مبني على حنين إلى الوضع الذي شهد هيمنة سنية عربية على السلطة العراقية بين عامي 1921-2003 .
ربما أتت الاستجابات المحلية في البلدان العربية المذكورة,لذلك التوجه الأميركي,من فشل مشروع بناء الدولة الوطنية في تلك البلدان, وماأعقب(أومارافق)ذلك من نشوء سلطات قامت بإقصاءات على أسس فئوية وقومية , وأيضاً سياسية وايديولوجية, أفضت إلى تهميش مفهوم المواطنة,بمعنى مواطن المجتمع والدولة الذي يتساوى مع الآخرين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين والطائفة والعرق أوالجنس أوالرأي السياسي,لصالح احساس تملكَ مواطن تلك المجتمعات بأنه قد وضع في زاوية أجبر من خلالها على أن يكون "مواطن الطائفة " أوالعرق أوالدين الذي ورثه عن أبيه .
لم يؤد هذا إلى تكريس وضعية فارس الخوري(أووضعية ليونيل جوسبان, في انتخابات 2002 الرئاسية أمام شيراك, عندما لم يذكر أحد من الفرنسيين أويشر إلى بروتستانتيته, وهو ماأشًر إلى نجاح الثورة الفرنسية في تكريس مفهوم (مواطن المجتمع والدولة),عقب قرن من اضطهاد لويس الرابع عشر للهوغنوت البروتستانت الفرنسيين وطرد الملايين منهم إلى انكلترا وسويسرا إثر الغائه لمرسوم نانت في عام 1685) وإنما إلى تكريس اقليمي لوضعية جرت في بيروت1943 بين الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح,وإن جرى,بعد حرب أهلية استمرت عقداًونصف,اجراء طبعة منقحة عنها في(اتفاق الطائف) بعام 1989.
حذ ًر العميد ريمون إدة,في صيف 1974, من قبرصة لبنان والمنطقة, ثم جرت تحذيرات كثيرة, أثناء الحرب الأهلية اللبنانية ,من لبننة المنطقة :بعد أربع سنوات من حصول طبعات أفغانية وسودانية وعراقية عن (الطائف اللبناني ), يطلُ سؤال كبير بكلكله على أبناء المنطقة العربية, يتعلق بمآل أوضاع العرب في حا ل انتصرت ديموقراطية المكوِنا ت,نتيجة لتلاقيات محلية-دولية ,على ديموقراطية المواطنة ؟....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس