الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة للأشقاء في حركة حماس.. عروبة القدس أهم من دخولكم المجلس التشريعي

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2006 / 1 / 5
القضية الفلسطينية


أفهم أن من حق حركة حماس أن تأخذ مكانتها التي تستحقها في دائرة صنع القرار الوطني الفلسطيني، فهي تعبر عن قطاع واسع من الشعب، وساهمت في الحركة الوطنية بقدر كبير، ولا أجادل، ولا يحق لأحد أن يجادل، في حقها في التطلع لاحتلال مواقع في السلطة وبالحجم الذي يمنحه الشعب لها.. هذا مفهوم بالنسبة لكل تنظيم سياسي، وعندما أعلنت حركة حماس عن اعتزامها المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي القادم، فهي تفعل ذلك، باعتبارها حركة سياسية ذات تطلعات سلطوية.. والواقع أن الحالة الفلسطينية بحاجة ماسة للخروج من وحدانية التحكم في صنع القرار الذي لا تزال حتى اليوم تحتكره حركة فتح، ومن مصلحتنا الوطنية أن ننتقل خطوة في طريق كسر الاحتكار السياسي الراهن، والإخوة في حركة فتح، لا يعارضون ذلك، وهذا يشهد لهم باعترافهم بواقع جديد، وبضرورة خلق واقع جديد..
أنا من كل قلبي وعقلي مع مشاركة حركة حماس، وكل القوى الفلسطينية الأخرى، في صنع القرار الفلسطيني.. واشتراك حركة حماس والقوى السياسية الأخرى، في الانتخابات التشريعية هو مدخل لفك رهن القرار السياسي بإرادة حركة فتح.. في هذا تكمن أهمية وضرورة اجراء الانتخابات التشريعية لاختيار مجلس تشريعي جديد لمناطق السلطة الفلسطينية، نأمل أن يبعث الأمل فينا من جديد في تجاوز الحالة الراهنة التي لا يقبل بها أحد..
لكن.. ايها الأشقاء في حركة حماس، وفي كل الحركات التي تصر على إجراء الانتخابات التشريعية حتى لو جرت بدون شمولها للقدس العربية.. إذا كان علينا أن نختار بين إجراء الانتخابات بدون القدس، أو بما لا يؤكد عروبة القدس، وبين تأجيل الانتخابات أو حتى الغائها تماما، فإن المصلحة الوطنية العليا تكمن في تأجيل أو الغاء الانتخابات.. لماذا؟
لأن القبول باستثناء القدس من الانتخابات أو شمولها لكن بطريقة لا تؤكد عروبتها، يعني أننا عمليا نقبل استثناء القدس من تحديد مصير قضية شعبنا الفلسطيني.. ولا يخفى عليكم أيها الأشقاء جميعا، أن رئيس حكومة اسرائيل إرئيل شارون يخطط لفرض حل لقضيتنا يستند على الأمر الواقع وبموافقة أمريكية، ومن ضمنه عدم التنازل عن القدس.. إذا قبلنا باجراء الانتخابات بدون القدس أو بطريقة لا تؤكد عروبتها فإن هذا سيمنح العدوان الإسرائيلي ورقة هامة جدا لاستغلالها وهو يستعد لفرض الأمر الواقع علينا..
قضية القدس في سياق الصراع العربي الإسرائيلي لها خصوصيتها باعتبارها تحمل رمزية الصراع بين عدوانية الصهيونية التي تحاول أن تبرر عدوانها بالزعم أن لليهود حقا في استعادة مملكة لهم كانت القدس عاصمتها، وبين مقاومتنا للعدوان الصهيوني التي تقاوم هذا الزعم، وتقاوم المشروع العدواني التضليلي الظلامي الذي يرتكز إلى أيديولوجيا الصهيونية..
مصلحتنا الوطنية تكمن في أن نرفض منح اسرائيل، الفرصة لفرض حل علينا يحمل في طياته ضم القدس العربية للكيان العدواني الصهيوني..
أجل، نحن بحاجة لتجديد المجلس التشريعي لنوفر لنا امكانية جديدة لكسر احتكار القرار والهيمنة الفتحاوية، ولإغناء حياتنا السياسية بمشاركة قوى جديدة في قيادة مركبتنا، ولمواجهة الفساد الذي نعاني منه، ولخلق انطلاقة جديدة لمشروعنا الوطني.. ولكن، يمكن تحقيق هذه الحاجة، ببدائل أخرى، نستطيع الاتفاق عليها، بالإرادة العاقلة، وبالإخلاص الوطني الذي لا نشك أن كل فرد في شعبنا يتحلى به..
نحن بحاجة لانتخابات تشريعية جديدة، ولكن يجب أن لا يتم ذلك مقابل تعريض قضية القدس لخطر جسيم، أفدح من الخطر الذي تعرضت له ولا يزال متواصلا..
وبوضوح، أقول: إن عروبة القدس أهم جدا من دخول حركة حماس والجبهة الشعبية وقائمة الدكتور مصطفى البرغوثي، ومن سواهم، في المجلس التشريعي القادم!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة السيارات الكهربائية الصينية | عالم السرعة


.. الشرطة الألمانية تطلق النار على مهاجم يحمل فأسا داخل تجمع لم




.. سلسلة جرائم مروعة.. قصة قتل غامضة وسلسلة من الألغاز تقود إلى


.. مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ




.. -يلوّح بفأس وعبوة حارقة بين المشجعين في #هامبورغ.. - والشرطة