الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لابد من مصر وإن طال السفر ...زيارة لمسجد سيدنا الحسين وخان الخليلي ومقهى الفيشاوي

شكيب كاظم

2016 / 12 / 10
الادب والفن


في دولنا المضطربة منذ عقود تظل الطموحات والمشاريع مؤجلة وتواجه المعوقات والإحباط، فمنذ نعومة اظفارك كنت تطمح بزيارة مصر، لما رسخ في اذهاننا من صور محببة عن هذا البلد العريق ففي الذهن صور الاهرام وجبل المقطم الذي سيكون عنوانا لجريدة أصدرها يعقوب صروف عام 1889، فضلا عن قلعة صلاح الدين وقصر محمد علي باشا الكبير، قائد نهضة مصر الحديثة، كذلك حي خان الخليلي الشهير الذي زادت في شهرته الرواية الرائعة التي خطتها يراعة الروائي النوبلي الكبير نجيب محفوظ الذي وشحها بالاسم ذاته (خان الخليلي) نحن الذين نهلنا وآباؤنا والجيل الذي سبقنا من كتاب مصر، الذين اتفقنا مع بعضهم واختلفنا مع بعضهم الاخر: طه حسين وعباس محمود العقاد وزكي مبارك واحمد حسن الزيات وشوقي ضيف ومحمد عبد المنعم خفاجي وعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) ولويس عوض ومصطفى لطفي المنفلوطي ويحيى حقي واحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم وإبراهيم عبد القادر المازني وعلي ادهم ومحمود امين العالم وعبد الرحمن بدوي ونجيب محفوظ وسهيل ادريس ومصطفى محمود ومصطفى صادق الرافعي وخالد محمد خالد ورجاء النقاش والشيخ علي عبد الرازق ومصطفى سويف و. و. و.

لذا كنا نهفو لزيارة الرامتان دارة طه حسين او مقهى الفيشاوي في خان الخليلي التي كان يقتعدها نجيب محفوظ وجمهرة من كتاب مصر فضلا عن مقهى ريش او زيارة حديقة الازبكية حيث الكتب والمجلات، مما يقترب من ظاهرة الجمعة في متنبي بغداد.

حين منع السفر

لكن اذ يمنع السفر في سنة 1982 توءد الطموحات والتشوفات وإذ يلغى المنع، ظلت الضريبة الباهظة التي تقترب من نصف مليون دينار وانت راتبك الشهري ثلاثة الاف دينار فكان هذا امتدادا للمنع، اذ كان السفر متاحا للتماسيح فقط، واكلي الاكتاف لا ماسحيها حتى اذا عادت الأمور الى مجاريها افقت على نفسك، وقد وهن العظم منك واشتعل الرأس شيبا والذي لا يأتي في وقته كأنه لا يأتي اي الذي لا يأتي في زهو الشباب وميعته كأنه لا يأتي لكنك تعلل النفس وتناجيها ان يأتي الامر متأخرا وقد احدودب الظهر خير من ان لا يأتي ابدا وقلنا يكفينا من القلادة ما أحاط بالعنق لذا ازمعت هذا الصيف رحيلا مع زوجتي نحو مصر العزيزة، بعد ان زرت عام 2015 لبنان العزيز وبيروت وشارع الحمرا ومكتباته وكازينوهاته لكن الحمرا بعد ان غادره القه ما عاد الشارع الذي قرأت عنه كثيرا الذي كان مثابة لادباء الوطن العربي ومفكريه وسياسييه أيام المقاومة الفلسطينية لقد تطامن الشارع مثلما تطامنت دنيا العرب ورضخت لمشاريع الاحتراب والطائفية والتقسيم وإذ قالت العرب

لابد من صنعا وان طال السفر

وان تحنى العَوْدُ فيها ودَبَرْ.

الخطوط الجوية العراقية والسفر الآمن

فاني قلت وقد طال علي الأمد وتأخر لابد من مصر وان طال السفر لذا ازمعت نحوها رحيلا لامتطي صهوة الطائر الأخضر ظهر الثلاثاء 30/ آب/ 2016 طائرة الخطوط الجوية العراقية الامينة والرصينة التي نزل بها قائدها ارض ميناء القاهرة الجوي بعد نحو ساعتين ونصف الساعة طيرانا نزل بها قائدها على مدرج المطار ما احسسنا برجة احتكاك إطارات الطائرة بارض المدرج مما يدل على مهارة الطيار الكابتن الذي لا اعرفه فله منا نحن ركاب تلك الرحلة خالص التحايا وإذ اكملنا معاملات الوصول كان في استقبالنا مندوب شركات النقل كانت حافلة فارهة مكيفة في انتظارنا لينزلنا في فندق (الواحة) الذي هو حقا واحة غناء بستان انيق حيث الهدوء الشامل وهواء القاهرة العليل ودرجة الحرارة عند الثلاثين بعد ان كنا في العراق تحت لهيب الخمسين.

نظمت لنا زيارة لاهرام الجيزة الهرم الكبير خوفو وهرم ابنه خفرع وهرم حفيده منقرع ثم زيارة لابي الهول الحارس للاثار حيث وجه الانسان مركب على جسد الأسد وكان لابد في اليوم الثاني من زيارة خان الخليلي ومسجد سيدنا الحسين ومثوى الرأس الطاهر الطهور وأداء الصلاة صلاة الظهر وصلاة العصر والامتثال عند الرأس الزكي الزاكي، وقت من الابتهال والخشوع والتبتل ومناجاة الشهيد ومحاكاة الذات وإذ افقت من انذهالي وانا في حضرة الرأس البهي الباهي وعدت لذاتي كان لابد من سؤال عن مقهى الفيشاوي والاهتداء اليه والقعود فيه، وشرب الشاي بالنعناع ومشاهدة الصور المعروضة وفي المقدمة منهم: نجيب محفوظ ورزمة الجرائد على فخذه يطالع احداها وعدنا الى فندق (الواحة) حيث بركة السباحة المسبح الانيق بمائه النظيف لنعوم فيه مستعيدين أيام صبانا في شاطئ دجلة، حيث الكرخ ومحلتنا التي ولد فيها الاباء والاجداد؛ الشواكة المطلة على دجلة الخير والعطاء.

منتجع شرم الشيخ مفخرة لمصر العربية

زيارة منتجع شرم الشيخ الانيق والجميل الذي قرأنا عنه وشاهدناه في التلفاز كانت في ضمن منهاج الرحلة الى مصر لذا فقد غادرنا فندقنا الواحة عند الثانية من ليل الجمعة 2/ أيلول/ نحو شواطئ شرم الشيخ التي تبعد نحو خمس مئة كيلومتر وبعد رحلة طويلة مضنية اقتربت من العشر ساعات وصلنا مع اذان الظهر الى هذا المرفق السياحي الباهي الجميل لندشن كما قال لنا الدليل السياحي – فندق الميركاتو المذهل ببنائه ونظافته واناقته لا بل بهرجته انه يشبه القصور الفرنسية في العصر الوسيط بناء وريازة نظمت لنا زيارات للبحر الأحمر، والسباحة فيه ورحلة نحو الشعب المرجانية، فضلا عن زيارة المدينة السياحية (الف ليلة وليلة) وبعد ثلاثة أيام عدنا الى القاهرة والعود احمد عدنا للـ (الواحة) ثانية لنغادره في اليوم التالي الثلاثاء 6 من أيلول نحو ميناء القاهرة الجوي الدولي، وكان لابد لي من زيارة المكتبتين في المطار، وتفحص المجلات والجرائد والكتب فالمتعة لا تكتمل الا بالمكتبة انا الذي بحثت عنها طويلا في خان الخليلي فعدت خالي الوفاض فلا كتب ولا كتاب ولا مكتبة حتى وان كانت (كشكا) فالناس ما عادت تقرأ، راكضة وراء متطلبات البطن فالكتاب تجوهل مثل واو عمرو اشتريت رواية (أوراق محارب الضوء) للكاتب البرازيلي الشهير باوللو كويلو الذي ترسخت شهرته عندنا نحن القراء العرب من خلال قراءتنا لروايته التصوفية الجميلة (الخيميائي) فضلا عن كتاب (شجون مصرية) للكاتب المصري المثير للانتباه يوسف زيدان ولاني شغوف بادب الروائي يحيى حقي (1905 – 1992) نحن الذين قرانا روايته المكثفة القصيرة (قنديل ام هاشم) في حين ان روائيينا في هذا الزمان المتسارع الراكض نحو اللا اين يمطون برواياتهم من اجل مزيد من الصداع لرؤسنا! فقد التقطت الحوار المعرفي الجميل الذي اجراه معه الإعلامي المصري عمر بطيشة، ودونه في كتاب يقرأ، فضلا عن حوار اخر مع القاص والروائي الدكتور يوسف ادريس (ت/1991).

وسألت عن المجلات في المكتبتين، سألت عن مجلة (العربي) الكويتية ولم اعثر عليها فقلت لعل لهم اسبابهم فلنسأل عن اشهر مجلة مصرية واقدمها صدورا واعني مجلة (الهلال) التي انشأها الباحث جرجي زيدان لكن البائع وقد سألني عن اسم المجلة التي طلبتها مردفا بعد ان اعدت على سمعه اسمها انهم لا يبيعون المجلات، ولاسيما اذا كانت غير مصرية، فاوضحت له انها مصرية قلبا وقالبا واسسها جرجي زيدان في بداية القرن العشرين في عاصمة بلدكم مصر، فضلا عن انها توسعت لتمسي دارا رائعة للنشر، تصدر عنها شهريا، مجلة الهلال وكتاب الهلال وروايات الهلال فابتسم خجلا وانا اواصل حديثي معه عادت بي الذاكرة الى حادثة مماثلة رواها العلامة الدكتور إبراهيم السامرائي (1923 – 2001).

الكتبي الذي لم يسمع بمجلة (الهلال)

في ترجمته لحياته والتي وسمها بـ(حديث السنين) يوم ضاقت به السبل سنوات الحصار المدمر فيمم وجهه شطر جامعة صنعاء، حيث رحب به رئيسها الباحث والشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح.الدكتور السامرائي يمضي وقته بعد ان يفرغ من القاء محاضراته يمضي وقته في مكتبة الجامعة، صادف ان راجعه شخص ظنه طالباً في الجامعة سائلا إياه عن مصادر تبحث الشأن الثقافي أواخر القرن التاسع عشر وبداية العشرين لانه يزمع كتابة بحث يدرس فيه هذه السنوات واذ فهم السامرائي من لهجة محدثة انه مصري، فقد أشار عليه – فيما أشار من مراجع – العودة الى مؤلفات جرجي زيدان ولكن الدكتور السامرائي يصعق كما صعقت انا من عدم معرفة الكتبي في مكتبة مطار القاهرة الدولي بمجلة (الهلال) اذ رآه يكتب في ورقة خاصة بهذا السائل، يراه كتب (جرج زيدان) فطلب منه رؤية ما كتب كي يتأكد، فتأكد ويا لهول ما تأكد منه انه كتب (جرج) دلالة الى ان لم يسمع بهذا الباحث الكبير الذي فاض على الدنيا بكتاباته، فسأله يبدو انك لم تسمع باسم هذا الباحث بدليل انك كتبت (جرج) ترى هل انت طالب في هذه الجامعة؟ فساءه هذا السؤال لينتفض هذا الجاهل الامعة مجيبا انا أستاذ في الجامعة وحاصل على الماجستير من جامعة الازهر واحضر الان لنيل الدكتوراه.

فوبخه السامرائي قائلا: الأفضل لك ان تعود للدراسة الابتدائية لتبدأ تعلمك وكيف منحك الازهر هذه الدرجة وانت لا تعرف من هو جرجي زيدان، وانت المصري وجرجي من بلدياتك!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل