الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوضى وجودية

بدرالدين القاسمي

2016 / 12 / 10
الادب والفن


وكرار-وزان 09 ديسمبر 2016
في البعد أفتكرك ، وفي غيابك أَيَةُ حُبٍّ عميقة تتجاوز حدود صدري.
أما بعد،
كنت لأبدأ مطلع نصي هذا بحبيبتي، لكني أعلم انه ليس من حقي ان أناديك بكذا كلمة لأنه ليس لدي فكرة اذا كنا حبيبين، لكنك حبيبتي رغما عنك، حبيبتي في خيالي ،و في حلمي ،و في شعري وفي رؤياي، وفي غفوتي، وفي تيهي الأبدي. لكن، متى تصرين واقعا؟ أتفضلين البقاء متقلبة بين الفواصل؟ أتعود تي أن أهمس لك بنفحات من الشعر كل مرة؟ الم يحن وقت لقاءنا أم أنه مؤجل لزمان ليس بزماننا ؟و لما عناقنا من ورق؟ ولما قبلنا كلمات؟ ولما لمساتنا من سراب؟ متى تكونين لي حبيبتا حقيقية، متى؟
مع انتصاف كل ليلة، يسكن كل شيء، يعم الهدوء الفضاء، يصبح العالم خاليا من دون شكوى، أما الجداول والحقول فتغدو صماء من دون تغريد شحرور وهديل حمام: لا صوت ولا كلام ولا عويل ولا صراخ ولا بكاء. لكن هناك أحاسيس ومشاعر تطال صدري تهوى الاستقاظ بالليل، تعشق الكتابة والقراءة، وأكثر شيء يمتها صلة بالحياة انت، نعم انت يا سيدتي. فالحنين يغلبني، والشوق يهزمني، والتوق اليك يرافقني حيث لا ادري.
ربما لم تتسني لي الفرصة لأعبر لك عن ما يحمله هذا الفؤاد المثقل بالشجون من حب اتجاهك، وربما تسنت، لكنى كنت حينها مخذولا أو ليس لي من الشجاعة ما يكفي للبوح، هناك عدة احتمالات كما ترين، لكن أيها مقنع لا ادري، فلسان القلب لا يحسن الإقناع، ولغة الصبابة ليست عاقلة أو راشدة. ربما تتساءلين لما أنا ممتنع عن السؤال فيك، ولما أنا بعيد عنك رغم قرب المسافات الفاصلة بيننا، ولما لا اهتم بك وأرعاك، ولما لا أشاركك تفاصيل حياتك. أظن ان التفكير في هاته الأسئلة قد يصيب رأسك بالصداع وقد يحدث فيه ضجيجا يُؤْرَقُ له نومك، ويريب له بالك، ويجعلك قاسية العواطف، متحجرة الأحاسيس ومنفعلة.
أنا أيضا لا أفهم نفسي يصعب علي أحيانا أن أحدد طبيعة اختياراتي ورغباتي، وتختلط علي الأمور فأدخل في دوامة من الشكوك، فتتشابه علي الأفكار ويضيق الأفق في وجهي، يضعف إيماني بالواقع وارتباطي به، فافضل الخيال والوهم كونا وتصورا وتمثلا. أعيش فوضة وجودية، حواسي فوضى يصعب ترتيبها.
ليس هدفي وراء هاته الأسطر البرهنة على موقفي أو تبرير ما صدر مني من سلوكات ألمت بك وجرحتك وان كانت عفوية و تلقائية. أكتب لك من دون سبب، فقط لأني اشتقت لك، فقط لأني تذكرتك، فقط لأنه لي رغبة في الكتابة، رغبةٌ أنت موضوعها.
لم تفارق بالي تلك الذكريات رغم بساطتها خيالي، ما أزال أستحضرها بكل تفاصيلها. أتذكر يوم سرنا على الشاطئ والأمواج تنكسر على مقربة من أقدامنا كان نسيم البحر لطيفا، وكنت أجمل امرأة أثثت المكان بأريجها، أصابتني أعينك بالدوار، كاد يغمى علي. كان قلبي يخفق بقوة شديدة، لم أستطع المقاومة، كان هنالك شيء قوي يدفعني نحوك، شيء يصعب تسميته، كانت لي رغبة في معانقتك، وإحاطتك بذراعي وشدك الي بقوة، كنت ارغب في امتلاكك حتى لا تضعين مني، وللأسف ها انت تضيعين. قبلتك، أجل قبلتك. قبلتك جعلتني اكتشفت أعماق ذاتي، تدفق الدم في شرايين من الجديد، انبعثتُ من رفاتي، كان لها نكهة فريدة وخاصة. كما اني أتذكر ابتسامتك الخجولة والمترددة، وأتذكر أيضا لمستك الرقيقة والمرهفة. وأتذكرك وآنت تغنين بعذوبة كما يصنع البلبل في الصباح. أتذكر كل شيء حبيبتي كل شيء.
لكن عزيزتي لا أتذكر أنك كنت أنت. فشخصيتك مزدوجة، ففي حضرتي تبدين صامتة، وخجولة، وهادئة. وفي غيابي انت أخرى لا اعرفها حتى نبرة صوتك تتبدل تصير أكثر عذوبة، وفي المقابل أكثر جدية، تصرين خطرة وشرسة. ألا ترين أنك غريبة مثلي؟
كل ما أعلمه حبيبتي أنه ليس للحب شريعة وليس له شكل ولا منطق، هو هكذا غريب وعجيب. لذا لا تحكمي عليه! دعيه يكبر حتى يصبح يافعا! لا تكبليه بانفعالاتك؟ لا تجحفيه بعنادك! ارسمي له جناحين ليخفق في الأفق، واجعلي له ثغرا ولغة ليصرخ بحبك.
---------------------
رسائل مؤجلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-