الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام و دور النشر في الجزائر واقع و آفاق

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 12 / 11
الصحافة والاعلام


الإعلام و دور النشر في الجزائر واقع و آفاق

يعتبر النشر جزء لا يتجزأ من الإعلام، بحيث يعمل الناشر على طبع ما دونه الكتاب من أحداث في كتاب، خدمة للصالح العام، حتى تبقى هذه الأحداث مرجعا للأجيال القادمة، و الإعلام يلعب دور مهم جدا في ترويج الكتاب و تسويقه، من أجل ترقية القراءة، و هذا خدمة للصالح العام


تشهد دور لنشر في الجزائر تزايدا مذهلا من حيث العدد في الهياكل، بحيث قفزت قفزة نوعية منذ 2003 إلى اليوم، بسبب دعم الدولة لهم في إطار التظاهرات الثقافية و المعارض الوطنية و الدولية ، و استهوت هذه القفزة الكثير من المهتمين بعالم النشر و لتوزيع، الذين هم في الحقيقة وسطاء بين الكاتب و القارئ، و هذا يطرح الكثير من التساؤلات حول الدول الذي تلعبه دور الناشرين، و هل وصل أصحابها إلى مستوى "الاحترافية" أم أن العملية لا تعدو أن تكون تجارية، و قبل البحث عن من هم صناع الكتاب؟ يقول الخبراء أن صناعة الكتاب هي فنٌّ و ثقافة قبل كل شيء، من خلالها نعرف من هو الناشر المحترف، لاسيما و الدولة تخصص ميزانية من أجل ترقية الكتاب و إيصاله إلى القارئ في كل مكان، في إطار صندوق الدعم، و هي حاليا تسعى إلى تعديل بعض المواد التي تضمنها قانون الكتاب الذي يضم 60 مادة، وكان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد صرح أن 40 مادة من القانون قيد التعديل و هي على طاولة مجلس الأمة للمصادقة عليها، و تهدف هذه النصوص التنظيمية التي جاء بها قانون الكتاب إلى تقريب الكاتب و الأديب و الشاعر من المسرحي و رجل السينما، حتى يطلع هؤلاء على ما أبدعته الأقلام ، وخلق سوق للكتاب في إطار مُقَنَّنٍ.
إن النشر كما يقول المختصون مغامرة فكرية، و أن مهمته من الناحية الخلقية بقدر ما هي محفوفة بالمخاطر من الجانب المالي، بقدر ما هي سامية بمفهوم المواطنة للعبارة، و طبقا للمقولة : "الكتب هي مومياء أفكارنا" ، فقد أثبت الناشرون مدى وعيهم بأهمية الكتاب و تسويقه و ترقيته كذلك من خلال الاختيار الجيد لطبيعة الورق و الغلاف، حتى يكون أكثر جاذبية لدى القارئ، وحتى يكون في مستوى المنافسة في ظل تطور "الرقمنة" و ظهور الكتاب "الإلكتروني"، الذي أصبح منافسا للكتاب الورقي، بل يزاحمه في كل المجالات، لأن الوصول إلى الكتاب الرقمي أصبح سهلا و البحث عنه في المنظومة الرقمية لا يستغرق سوى بضع ثواني، لكن ما يميز الكتاب الورقي و الكتاب الإلكتروني هو أن هذا الأخير قد يلجأ صاحبه إلى حذفه من الموقع المنشور فيه ( أي أن مُدّةُ حياته محدودة)، عكس الكتاب الورقي، الذي يبقى بين يدي القارئ، و ينتقل به من جيل إلى جيل، وفي هذا الصدد آن الأوان لدعم الكتاب الورقي، و الدعم يبدأ من دار النشر، أي بمجرد خروج الكتاب من المطبعة و ترتيبه، ولهذا يلعب "الإعلام" دورا مهما جدا في عملية "الترويج" للكتاب و تسويقه من أجل ترقية القراءة، وعلى الصحافة خاصة المكتوبة منها التعاطي مع هذه المسألة و إعطاءها بعدها الإعلامي، و هذا خدمة للصالح العام .
فتخصيص مساحة صغيرة في الصفحة الثقافية مثلا، أو تخصيص صفحة كاملة بـ: "عالم الكتب" و لو مرة في الأسبوع لا يكلف الجريدة عناءً أو خسارة مادية للجريدة، ليس من أجل التعريف بصاحب الكتاب ، و إنما من أجل طرح قضية و معالجتها أمام الرأي العام، فكثيرا ما تتحمل دور النشر خسائر مالية لما تطبع كتابا من حسابها الخاص و لا يلقى هذا الكتاب رَوَاجًا، العيب طبعا ليس في الناشر، بل في مضمون الكتاب، و هنا وجب على الكاتب أن يختار ما يهم القارئ و اهتماماته، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لو خُيِّرَ القارئ الجزائري بين أن يقرأ كتاب محمد حربي عن الثورة الجزائرية و كتاب "أزمة الإسلام السياسي" في السودان لحيدر إبراهيم علي، لأختار الأول طبعا، لأن الجزائري بطبعه شغوف بالإطلاع على أحداث الثورة الجزائرية بكل محاسنها و مساوئها، و بكل إيجابياتها و سلبياتها و المعنى واحد ، و أحيانا يعجز القارئ نفسه عن الاختيار عندما تقع عيناه على كتب بمستوى راق، فمثلا لو خيرته بين أن يقرأ " تحت ظلال الزيتون" لمفدي زكريا، و "مرافئ غصن الزيتون" لقاسمي الحسني حسان، قد يختار الاثنان معا ، فنجاح الكتاب يبدأ من مضمونه وعنوانه ، كما للغلاف أهمية في نجاح الكتاب، ثم تأتي عملية "الأرشفة"، و الملاحظ هنا أن بعض دور النشر التي تلقى مطبوعاتها رواجا كبيرا لما تنشره من كتب تنفذ بسرعة، و أمام قانون الطلب، تجد نفسها عاجزة عن إعادة طبع الكتاب المرغوب فيه، لأنها لم تعمل على رقمتنه، و في هذا يمكن القول أنه بات من الضروري تكوين ناشرين مختصين في مجال النشر و الطباعة من خلال تنظيم دورات تكوينية حول المبادئ الأولية للنشر و الطباعة، بهدف تحسين مستوى الناشر و كذا تجديد معارفه و معلوماته قصد الارتقاء به إلى استعمال التكنولوجية الرقمية و صيانة الكتاب و استرجاعه عند الحاجة، و هذه يمكنه من رفع التحديات التي تفرشها البيئة الرقمية
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و


.. الانتخابات الفرنسية.. الطريق إلى البرلمان | #الظهيرة




.. إيران أمام خيارين متعاكسين لمواجهة عاصفة ترامب المقبلة


.. الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة | #




.. بعد قصف خيامهم.. عائلات نازحة تضطر للنزوح مجددا من منطقة الم