الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلان العالمي لحقوق الانسان بين المرجو والمتحقق ؟

مسَلم الكساسبة

2016 / 12 / 11
حقوق الانسان


دائما عيب الافكار الجميلة هو التطبيق السيئ او الرديء او حتى احيانا ربما صعوبة التطبيق على الأرض كما عنت وقصدت تماما، بالكامل ، مرة واحدة ومن الوهلة الاولى .

وتاريخ الانسان كله هو نضال من اجل الحرية والكرامة الانسانية والعدالة والمساواة.

وكانت الكرامة والسؤدد والشرف والحقوق للأقوياء فقط ، حكرا عليهم وحقا حصريا لهم.

وكان الضعفاء هم الميدان الذي يعبّر من خلاله الاقوياء عن حريتهم وشرفهم وحقوقهم وكرامتهم .. بسلبهم حرياتهم واضطهادهم والعيش ككائنات طفيلية على كدهم وتعبهم.

ومن اجل النهم والتعطش لمزيد من القوة التي هي وسيلة الشرف والكرامة والحرية والثراء الوحيدة وقتها ، تصارع الاقوياء أنفسهم هذه المرة فيما بينهم فأريقت دماء وتكبد البشر الكثير من المصائب سيما منهم المضطهدون ومن لا حول لهم ولا قوة.

وكثيرا ما انتصر بعض الاقوياء على بعضهم الآخر فحاز مزيدا من القوة ليعمق بها نفوذه وسطوته من جهة ، ويزيد بؤس وشقاء الآخرين بمزيد من احتكاره للكرامة والشرف والحقوق حصريا له وحده دون غيره من جهة أخرى ..ما جعل بعض من كانوا اقوياء في السابق يصبحون ضعفاء وليبدءوا يشعرون بفداحة ما كانوا يمارسون وبتشوش مفهومهم السابق عن الكرامة والحرية ، وانه كان مشوبا بالعيب والظلم والاختلال .. فانضموا بدورهم الى صف ضحاياهم السابقين من الضعفاء والمضطهدين وشعروا بمأساتهم ونظروا من زاويتهم .. وظهر منهم من نادى ودعا لمفهوم او مفاهيم جديدة لتلك المعاني من واقع من جرب المفهومين وعاش الحالتين ..اضافة الى ان المضطهدين انفسهم بدءوا بالتململ والنضال والتحرك في هذا الاتجاه

كما وظهر رجال ذوو فكر متنور اما فلاسفة ومفكرين تنويريين او سياسيين وزعماء متنورين دعموا بهذا الاتجاه ونشروا فكرا حرا متقدما عن معنى العدالة والكرامة والمساواة للجميع وليس للأقوياء فقط أو على حساب من سُلبوا تلك القوة ..

وإذا استعرضنا المنحنى البياني لمسيرة التقدم في هذا الصدد .. سنذكر البذور الاولى للديمقراطية الاثينيةرغم ما شابها من عيوب ، وأفكار الفلاسفة الإغريق ومن تأثر بهم واتى بعدهم .. ونذكر جهود الفلاسفة والمفكرين المشرقيين فيما بعد .. وقبل ذلك حمورابي وشريعته .. ثورة اخناتون .. مدونة سايروس ، وكثير مما جاء في بعض الشرائع رغم ما شوهها من شروح واجتهادات المتشددين من الشراح والفقهاء ، وفيما بعد الفيلسوف الروماني شيشرون وفكرة القانون الطبيعي .. وبعد ذلك وثيقة الماغناكارتا البريطانية وأفكار مونتيسكو وغيره من الفلاسفة والمفكرين التنويرين ، وفي عصرنا الحديث الثورة الفرنسية ونضالات المهاتما وسواه ، وحتى بعد الاعلان العالمي ذاته جهود مارتن لوثر كنج ومانديلا وغيرهم. ومن الاحداث العالمية المروعة نذكر الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي عجلت وانضجت - بسبب ما نشأ عنهما من دمار وكوارث مروعة - فكرة الاتفاق على مدونة او ميثاق عالمي لحقوق البشر يشملهم جميعا دون النظر للعرق او اللون او الدين ...الخ ، فاعلن عنه في العاشر من كانون أول/ديسمبر عام 1948.

اننا ورغم التشاؤم الذي نحس به احيانا والانتكاسات التي نشهدها .. إلا اننا اذا استعرضنا تاريخ البشرية سنرى ان المنحتى البياني يسير باطراد وتقدم باتجاه تحقيق المزيد من تلك المعاني من الحرية والكرامة والشرف والمساواة للبشر كبشر دون السؤال عن اللون او الجنس او الدين او المنبت او القوة ...الخ . رغم ما يبدو لنا من انتكاسات هنا وهناك وبين حين وحين.

صحيح ان التطبيق على الارض تشوبه الكثير من الهنات والعيوب وربما الاختراقات الهائلة احيانا والتي تشكل انتكاسات هائلة في مسار ذلك المنحنى البياني ..لكن اذا دققنا فالخط العام للمنحنى هو التقدم المطرد ..رغم بعض الانهيار الوقتي او الجزئي هنا وهناك في خط سيره.

وفي النهاية لا يعيب الفكرة الجميلة رداءة التطبيق او صعوبة التحقيق على الارض في وقت ما او معا مرة واحدة ومن الوهلة الأولى .. فلنستمر في المحاولة فنحن في الواقع نتقدم فعلا نحو انسانيتنا ووعينا وحقوقنا كبشر.

روابط
--------
نص الإعلان العالمي لحقوق الانسان باللغة العربية بصيغة Pdf
http://www.4shared.com/office/JfPh4DMNba/HumanR.html
نص الإعلان العالمي لحقوق الانسان باللغة العربية بصيغة صور jpg
https://www.facebook.com/pioneers.nets/posts/1170707106299239?pnref=story

















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية: قصف إسرائيلي يستهدف النازحين في المواصي ونسف


.. السودان.. قوات الدعم السريع تطلق سراح مئات الأسرى بمبادرة أح




.. ماذا تعني الأمم المتحدة بالصدمة الزلزالية في حديثها عن الوضع


.. المتحدث باسم -الأونروا-: هناك مئات الآلاف من الإصابات بالكبد




.. لماذا لم تنجح عملية استعادة الأسرى ومجزرة النصيرات في تجنّب