الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصيحة رفاقية لأصحاب الميثاق

طارق المهدوي

2016 / 12 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



تحت اسم "ميثاق الشرف الوطني" أصدر حوالي مائتين من المعارضين المصريين اليوم وثيقة سياسية عاودت إنتاج بعض ما هو متفق عليه كتشخيص لما تعانيه المعارضة المصرية المعاصرة من أمراض حادة ومزمنة، والذي يشمل فيما يشمله أن تنازع شركاء ثورة 25 يناير 2011 كان ومازال ثغرة سمحت للثورة المضادة بالعودة والانتصار ثم التمكين والاستمرار في الحكم، وأن خطاب الكراهية المتبادل بين شركاء ثورة يناير قد تجاوز حدود الخلاف إلى درجة تهديد الوحدة الوطنية ككل لاسيما وأنهم جميعاً مسئولون عن تردي الأوضاع الثورية لصالح الثورة المضادة، ولكن عند انتقال الوثيقة إلى استعراض تصوراتها حول الخطوات الميدانية المباشرة المؤدية إلى حلول عملية قصيرة ومتوسطة المدى وقعت في فخ العبارات المثالية الافتراضية المرسلة، مثل حق الجميع في المشاركة المستقبلية مستفيدين من أخطاء الماضي مع وضع قواعد أخلاقية تكفل احترام الجميع لحق الاختلاف، دون وضع أية آلية لذلك سوى اقتراح مثالي افتراضي يتمثل في تشكيل لجنة ذات سلطة أدبية ومعنوية من حكماء المعارضة تكون مهمتها متابعة الالتزام بالقيم والمبادئ التي يتضمنها الميثاق مع اتخاذ اللجنة لما تراه مناسباً حيال من يخرق الميثاق، وفي الحقيقة فإن هذه المثالية الافتراضية ليست سوى النتيجة الطبيعية الحتمية لامتناع أي وثيقة سياسية عن قراءة خرائط التحالفات والمخاصمات المرحلية، والتي تستند إلى رؤية وتقدير ماهية التناقض الرئيسي وبالتالي هوية أطرافه لدى كل فريق من الفرقاء الثلاثة المؤثرين على مجريات الأحداث المعاصرة في مصر، حيث يرى فريق الحكم الأوليجاركي تناقضه الرئيسي مع من يهدد أو يزاحم سيطرته المطلقة على السلطة والثورة بصرف النظر عن ماهيته أو هويته أو أدواره التاريخية، أما فريق الجماعات الدينية (الإسلامية والمسيحية) فهو يرى تناقضه الرئيسي مع الكافرين والمخالفين والمختلفين دينياً سواء كانوا محليين أو إقليميين أو عالميين، بينما يرى فريق القوى المدنية (الليبرالية والماركسية والقومية) تناقضه الرئيسي مع المستبدين والفاسدين والتابعين للخارج، وإذا كان الأوليجاركيون الحاكمون يرون أن الفريقين الآخرين لا يخلوان ممن يهدد أو يزاحم سيطرتهم المطلقة على السلطة والثروة، فإن الجماعات الدينية ترى أن فريق القوى المدنية لا يخلو من كافرين ومخالفين ومختلفين دينياً بينما ترى القوى المدنية أن فريق الجماعات الدينية لا يخلو من مستبدين وفاسدين وتابعين للخارج، ناهيك عن التناقضات الثانوية والفرعية الأخرى العديدة الضاربة بين الأطراف الداخلية لكل فريق من هؤلاء الفرقاء الثلاثة والتي تعتلي أحياناً تناقضاتهم الرئيسية!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا