الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمةٌ شنيعة للمالكي وحزب الدعوة

امين يونس

2016 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أشهدُ أن السيد " نوري المالكي " يتمتعُ بِصلافةٍ عجيبة ، وأنهُ لا يُعير أدنى إهتمامٍ بالكَم الهائِل من الإنتقادات التي وُجِهتْ لهُ ، طيلة السنوات الماضية ، بِصَدَد كيفية إدارتهِ للحُكم في بغداد ، وفشلهِ الذريع ، في كافة المجالات : السياسية / الإجتماعية / الإقتصادية / الأمنية .. الخ ، والتي تّوَجها ، بتسليم الموصل إلى عصابات داعش . نعم ، دُبّجِتْ في إنتقادِهِ آلاف المقالات ، لمئات الكُتاب من مُختلَف الإنتماءات والمستقلين أيضاً ، لكنهُ تشّبَثَ بالكُرسي إلى آخِر رَمَق ، إلى أن تواطأ جزءٌ مهم من كتلته المُسماة دولة القانون أو التحالُف الوطني ، بل حتى من حزبه ، حزب الدعوة ، مع المُناهِضين له من الحركة الصدرية والمجلس الأعلى ، وإستطاعوا بالتنسيق مع المكونات الأخرى " فَرض " حيدر العبادي كبديلٍ لهُ . لكن المالكي ، لم ولن يعترف بما يعتقده " مُؤامَرة " حيكتْ ضّده .. ومازالَ يكافِح ، في سبيل العودة إلى كُرسي رئاسة الوزراء ! . وآخر نشاطاتهِ ، هو قيامهِ مُؤخراً بزيارة بعض المحافظات الجنوبية ، من أجل حشد التأييد لهُ ، لضمان عودته الى الموقع الأول في السلطة التنفيذية ، بدلاً من منصب نائب رئيس الجمهورية الذي لايكش ولا ينِش .
* اُستُقبِلَ المالكي في الناصرية والعمارة ، بمظاهرات مُنّدِدة بهِ ورافضة لزيارته ، ومُكّرِرة لإتهامه بالمسؤولية عن جرائم سبايكر . ونَعتهِ بالطائفي والفاسِد والسارِق .
* قائمة الإتهامات المُوّجَهة للمالكي طويلة : إستغلال السُلطة لمصالح حزبية وشخصية / تواطئه مع الفاسدين المحيطين بهِ طيلة ثماني سنوات من حكمه وفقدان مئات المليارات من الدولارات في دهاليز النهب والفساد / تحملهِ لجزءٍ مهم من مسؤولية تدهور العلاقة مع أقليم كردستان / سياساته الطائفية الحمقاء التي عّمَقتْ الخلافات الداخلية / تهاونه المُخزي مع المتسببين في جريمة سبايكر المُروِعة / تخاذلهِ المشين بإعتباره رئيساً للوزراء وقائداً عاماً للقوات المُسلحة ، في عدم الدفاع عن الموصل وغيرها من المدن ، وتسليمها لعصابات داعِش .
* رغم قيام حزب الدعوة المُتنفِذ ، بترتيبات مُسبَقة لإنجاح الزيارة ، وتنظيم لقاءات المالكي بشيوخ العشائِر ، ومُحاوَلة تلميع صفحتهِ .. إلا أن خروج مئات من الغاضبين المُستنكرين لزيارتهِ ، وفشل القوات الأمنية المحلية ، في كبح جماح المتظاهرين ... أدى إلى إفشال الزيارة برمتها ، والعدول عن زيارة بقية المحافظات .
* أشاعَتْ أوساط المالكي ، بأن ثُلة المتظاهرين ضده ، هُم بعض الموتورين من أتباع التيار الصدري الموغلين في الفساد . لكن الدلائل تشير ، إلى ان هنالك إستياءٌ شعبي ضد المالكي وبالتالي ضد حزب الدعوة الحاكم ، مِنْ قِبَل جماهير واسعة في الوسط والجنوب . ليس في التيار الصدري فقط ، بل لدى المستقلين والناس العاديين وحتى جزء مهم من أنصار حزب الدعوة أنفسهم .
..............................
- ان المنافقين المحيطين بالمالكي منذ تسنمه رئاسة الوزراء ، الذين أسبغوا عليهِ ألقاباً من بينها " مُختار العصر " ، و " القائد " و " الزعيم " و " الحَجي أبو إسراء " ... الخ . بلعوا ألسنتهم وسّدوا آذانهم ، حين سماعهم لهتافات المتظاهرين في الناصرية والعمارة والبصرة ، في وصف سّيدهم المالكي ب : سبايكرمان / الخائِن / المُجرِم / الحرامي ... الخ .
- ليس من الشائع ، ان يخرج متظاهرون في الجنوب ، منّددين بمسؤولٍ كبير بحجم نائب رئيس الجمهورية ، وليسَ هذا فقط ، بل هو في نفس الوقت رئيس حزب الدعوة المتنفذ الحاكم . أن الرفض في إعتقادي ، لايقف عند حدود شخص المالكي فقط ، بل هو رفضٌ لحزب الدعوة وبقية أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة أيضاً .
- لشد ما تُؤلمني المقارنات : فالرئيس النمساوي يتجول لوحده في الأسواق حاملاً حقيبته الصغيرة ، ورئيس الوزراء الهولندي ، مثلاً ، يسوق دراجته الهوائية في الشوارع مختلطاً بالناس ... بينما نائب رئيس جمهوريتنا والذي كان رئيساً للوزراء لسنين طويلة ، يخاف أن يزور مدينة في الوسط او الجنوب ، رغم حراساته الجّرارة ... بل يخشى ان يقترب من مسقط رأسه طويريج .
لكن ما يفرحني قليلاً ... هو ان هنالك ناساً ، لاينسونَ موبقات ومساؤي الحُكام ، ومستعدين للخروج ورفع ( لا ) كبيرة بوجوههم .
ان زيارة المالكي للجنوب قبل يومين ، كانتْ هزيمة شنيعة لهُ ولحزب الدعوةِ أيضاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هزيمة المالكي وسقوطه المدوي
شاكر شكور ( 2016 / 12 / 11 - 22:22 )
اؤيد قولك استاذ أمين من ان نوري المالكي يتمتعُ بِصلافةٍ عجيبة ، ظننت ان العراق لن يخرج منه قادة صلفين لا يستحون ولا يخجلون بعد موت صدام ، ولكن كنتُ على خطأ ، فصدام لم يتجرأ في عهده ان يأتي داعشي من السعودية او من الشيشان لهتك اعراض نساء العراق ، لكن هذا حدث عندما هُتكت اعراض العراقيات اليزيديات وتم بيعهن في سوق النخاسة في عهد قائد القوات المسلحة نوري المالكي ، اي قائد يمتلك ذرة من الغيرة والشرف فإن لم يقم بالإنتحار بعد حادثة دخول الدواعش الى الموصل فعلى الأقل كان له ان يختفي من الساحة السياسية ، لكن نوري المالكي عندما ذاق طعم السلطة وتعود على شم رائحة الدولارات نسى شرف المهنة وشرف المسؤولية وظن بجد انه يصلح كرئيس للوزراء وهو لا يصلح حتى لرعي الأغنام ، فحاول ثانية الجلوس على كرسي الرئاسة حتى لو كان ذلك الكرسي مصنوع من جماجم الشهداء الذين باعهم بأرخص الأثمان وغدر بهم ، ماذا استفاد العراقيون من حزب الدعوة هذا ؟ كلها احزاب سياسية توجه انظارها لتسلق المناصب وكل صلاواتها وركعاتها متجه نحو قبلة بيت المال ، تحياتي استاذ أمين


2 - نموذج للقادة العميـــــان عديمي الضمير
كنعان شـــماس ( 2016 / 12 / 12 - 13:21 )
ســــــــيفرح العراقيون لو قررت امريكا ان تجرع كاس المذلة والاهانـــة التي ســــقتها لصدام ان تجرعها لهذا الرجل واللذين معه ان تصادر اموالهم وتســــحلهم الى محاكمة عادلة بسبب جرائمهم التي هدمت الدولة العراقيــــة واهدرت دماء واموال الملايين من العراقيين . ســـــــود الله وجه كل زعيم لايستحي ويتحرك بين العراقيين في سيارات مدرعــــة ويســـــــلم قلم الاستاذ امين يونس في تعريــــة هولاء القادة العميـــــان عديمي الاحساس والضمير تحيـــــــة

اخر الافلام

.. الدورة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية.. تزوير وحريق رف


.. -بيريل-.. إعصار -كارثي محتمل- من الفئة الخامسة يضرب منطقة ال




.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تنتزع بطاقة التأهل لربع النهائي بفوز ص


.. كأس أمم أوروبا: البرتغال لمواجهة فرنسا في ربع النهائي بعد فو




.. الإريتري جيرماي أول متسابق أفريقي أسود يفوز بمرحلة في سباق ف