الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهداء الكنيسة البطرسية : رصيد جديد للشهداء

مدحت ناجى نجيب اسطفانوس

2016 / 12 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


لقد حان وقت ولادة المسيح فى مزود بيت لحم ، وها اليوم يتقدم إلى السماء شهداء جدد ينضمون إلى سحابة الشهود فى السماء ، فلهذا نفرح ونبتهج .
لا نريد ان تأخذنا السياسة إلى متاهات بعيدة لتخفى عنا أمجاد الصليب والطريق الضيق الذى قال عنه السيد المسيح له المجد انه فى العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ، فالعالم يدعو الآن إلى الصراعات والانقلابات كأن الارض لا تزول ، لكن طبقاً للمفهوم المسيحى فأن الهدف من حياتنا على الارض هو الوصول إلى السماء للتمتع بالحياة الابدية .
ففى هذه الظروف لا بد أن نعيد حسابات حياتنا على الارض ، وان نتذكر دائما بأن الارض ليست بدائمة ، وأن هناك حياة جديدة تنتظرنى ، ولا تأخذنا الشفقة اليوم على هؤلاء الشهداء ونتأثر لبضع ايام ثم نعاود الرجوع إلى الخطية ، إن الاستشهاد المسيحى الذى يقدم يومياً من اولادنا انما هو دليل على حيوية الايمان المسيحى .
هذه الاحداث لا تزعزع ايماننا الاقدس بالسيد المسيح ، ومن افتخر فليفتخر بالرب ،ولا يجب أن نفتخر بأمور عالمية بان الرئيس سينتقم لهذه الدماء أو انه ارسل برقية عزاء للبابا ولكل مسيحى ، وأن رئيس الوزراء والوزراء ذهبوا إلى موقع الحادث ويطمئنون الشعب القبطى أو أن وزير الدفاع أمر بعلاج مصابى الشرطة أو ان وزيرة الشئون الاجتماعية أمرت بصرف تعويضات هزيلة لمصابى الحادث أو ...الخ ، لاننا نعرف بأن أسماء هولاء قد كتبت فى السماء .
ليس جديد على الكنيسة القبطية الاستشهاد ، فهى كنيسة الشهداء فى كل وقت وزمان ، كنيسة خالدة ، فى كل جيل وعصر تقدم باكورة شبابها واطفالها وشيوخها إلى الاستشهاد ليشتمها الله راحة بخور حب تصعد إليه وتصرخ له وتقول " ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله ومن اجل الشهادة التي كانت عندهم. وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض. فاعطوا كل واحد ثيابًا بيضا وقيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضًا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم أيضًا العتيدون أن يقتلوا مثلهم". رؤ٦: ٩ - ١١
إن الكنيسة القبطية بكل فئاتها اطفالاً ، شباباً ،شيوخاً ، يرحبون بالاستشهاد على اسم المسيح ، لا يرهبهم سيف أو مدفع أو دبابة أو ارب جى ، كل من يعرف المسيح معرفة حقيقية لا يتمسك بالحياة الارضية التى لا تدوم ، بل مستعد لتقديم ما هو أعظم منها وهو أن يموت على أسم المسيح ، انه التاريخ المشرف للأقباط على مر كل العصور ، كتبوا وحفروا حياتهم الخالدة تحت فأس الاستشهاد فخرجوا بحياة جديدة مع المسيح فى السماء .
إن تاريخ الاقباط سيظل مشرفاً لكل إنسان مسيحى ، سيظل محفور بين قلوب كل المسيحيين ، لا نعرف الخوف ، ولا نخاف من الذين يقدرون أن يقتلوا الجسد ، نحن مع المسيح نستطيع أن نسحق كل جيوش العدو ، لا ترهبنا القوة العددية ، ولا صوت المدافع والمسدسات ، لدينا عزيمة الايمان القوى ، اطفالنا وشبابنا وشيوخنا تعلموا فى مدارس الأحد كيف يقدمون ذواتهم فداء للمسيح ، تعلموا حياة العطاء فى كل شىء ، حتى فى حياتهم .
نحن لا نخاف ، لأن ما يحدث مع كل قبطى فى كل مكان من حرق للكنائس ، وقتل للمسيحيين ليس جديداً على الكنيسة ، إن المسيحية ديانة متجددة ، تغير جلدها فى كل عصر من العصور ، لا يقهرها حاكم أو أى إنسان أو أى جماعة ، هى ديانة إله وليس ديانة إنسان ، مستندة على الحب الألهى ، هى ديانة القوة ، لا يحكمها السيف ، بل يحكمها دم الصليب ، كل تابعيها محبى للسلام ، لا يوجد بين رسالتها متطرف أو عدو أو حامل سيف أو مدافع عنها ، كل تابعيها يحمل الصليب فى قلبه ، لا يتخرج منها متشدد أو متشبث الرأى ، ليس لديها جماعات مسلحة تريد ديناً جديداً وفكراً جديداً ، لا تدعو إلى العنف ، هى تحب الآخر ، ومع كل تجاوزات الآخر معها من قتل وحرق للكنائس ، هى تحبه طبقاً لرسالة المسيحية ، رسالة المحبة التى قامت عليها المسيحية تستوعب أى أخطاء أو تجاوزات من الآخر ، لذلك أنظروا إلى كلمات مؤسسها المسيح على الصليب الذى غفر لصالبيه ، أرأيت حباً أعظم من هذا ، لقد علمنا المسيح إن الحب هو أقوى قوة للإنسان الروحى ، لم يدعونا فى تعاليمه إلى العنف بل إلى الحب ، لم يدعو تلاميذه فى يوم ما إلى حمل السلاح أو السيف ، بل أرسلهم بلا كيس أو عصى ، لقد غرس فى تلاميذه وتابعبه على مر الازمان بأنه يجب أن يقدم الانسان نفسه ذبيحة حب مرضية امام الله ، لذلك اصحاب السيف يقتلون ويدمرون فى سبيل مبادىء عالمية مستمدة من تعاليم انسانية ، لكن أصحاب الصليب يقدمون حياتهم من أجل ان يعيش الآخرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -