الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت صغيرة

جوزفين كوركيس البوتاني

2016 / 12 / 12
الادب والفن


معك
كم كنت
بريئة
رديئة
دنيئة
كنت صغيرة
بحجم اصبعك الصغير او اكبر بقليل
وكنت اصدق
اي شيء اسمعه
صدقت
مثلا
صاحب كتاب الذي يقول
كيف تصبح مليونير بدقيقة واحدة
حولتني الحروب
الى شحاذة
مشردة بدقيقة او اقل
وصدقت صاحب الكتاب
كيف تكسب الاصدقاء
خسرت الاصدقاء
وربحت نفسي
وصدقت صاحب الكتاب
دع القلق وابدء الحياة
ومن يومها وضعت الحياة جانبا
وتفرغت للقلق على اشياء اليوم اضحك عليها
وصدقت
ايضا اذا مسحت المصباح السحري ثلاث مرات
سيظهر المارد الطيب  ويحقق ما تتمناه
وحينها لم اكن اريد شيء سواك وكنت معي وصدقت
الصحف والمجلات
وكل وسائل الاعلام المرئية والصوتية والمقروءة والغير مقروءة
تصور صدقت
حتى جارتنا
حين رأيتها مرة تعانق ابي
قالت مبررة لي بخجل
ان اباك اعاد فك العظم لفمي الذي تحرك اثر لكمة تلقيتها من زوجي السكير
صدقتها وكذبت نفسي
وصدقت
امي  التي صدقت  جارتنا مجبرة
وصدقت
ايضا يوم قال لي احد  كان يعمل في البيع والشراء للاسهم
ان لا فرق بين الارانب والمال الحرام كلاهما من مصدر واحد
وكرهت حينها كل مربوا الارانب كل ظني مالهم حرام
واليوم بعد ان كبرت
اقصد بعد ان  شخت
وانت تركت العالم بمحض ارادتك وغير نادما عليها
ادركت متأخرا
ان كل اصحاب المال الحرام
اموالهم تتقافز كالارانب حولهم امامنا وبواقاحة
جارتنا العطشى فرت مع رجل عطش
وزوجها تزوج بأمرأة عطشى تشبهها الى حد كبير
وامي منذ رحيل ابي
لم تعد تتذكر سوى حسناته
وانا منذ رحيلك
لم اعد اصدق حتى نفسي لقد ابتليت بلعنة الشك
وابتلى الشك بي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى


.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا




.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح


.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر




.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل