الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل بين الأمريكان والحكومة، حول تنحية قائد اللواء الأكفأ في العراق

كهلان القيسي

2006 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


رغم الاعتراضات القوية للقادة الأمريكيين في بغداد، فان الحكومة العراقية رشّحت قائدا جديدا للواء الذي عين لاستلام القيادة على البعض من مناطق العاصمة الأكثر حسّاسية، ومن المحتمل إن هذا الجدال سيؤخر تسليم المنطقة من قبل القوات الأمريكية الشهر أخر على الأقل.
اللواء الخامس، من الفرقة السادسة من الجيش العراقي حدّد لاستلام المسؤولية في 27ديسمبر/كانون الأول لقلب بغداد، بضمن ذلك محيط المنطقة الخضراء المحصّنة، حيث تقع سفارة الولايات المتحدة والعديد من البنايات الحكومية العراقية. هو أيضا سيقوم بدوريّات على الطريق إلى مطار المدينة الرئيسي.
لكن مراسيم التسليم قد ألغيت قبل ثلاثة أيام والتي كان من المقرر أن يحضرها الجنرالات الكبار، بعد أن قالت وزارة دفاع العراق بأنّها لا تصادّق على الضابط الذي هيأ من قبل القوات الأمريكية منذ أغسطس/آب لقيادة الوحدة، وهو العقيد محمد واصف طه,ذو خبرة 23 عاما كمحارب في الجيش العراقي .
القادة الأمريكيون قلقون بأن الرفض من قبل حكومة جاء كونه مرشّحا مسلما سنيا مؤهلا، وهذه الحكومة مسيطر عليها بالأغلبية الشيعية المنافسة،إن هذا الرفض سيثير التصوّرات بان قوّات الأمن العراقية هي كمؤسسات طائفية، خصوصا في المناطق السنيّة حيث التعاطف يزدادا مع التمرّد.
الضبّاط الأمريكان الذين يعملون مع الوحدة يقيمون اللواء على انه من المستوى الاول وبدون قائده طه سينخفض مستوى استعداده من المستوى 1، -والذي يعني بأنّه يمكن أن يعمل بدون مساعدة أمريكية، - إلى المستوى 3 والذي يعني سيبقى بحاجة إلى طلب مساعدة هامّة. ذلك التقدير، جاء نتيجة شهر من الاختبارات بدون قائده، والذي جعله غير مؤهّل رسميا للمسؤوليات الجديدة المقترحة.
ويقول العقيد Ed Cardon من الجيش الأمريكي في بغداد عندما تجلب قائدا جديدا، فنحن لسنا متأكّدين من مستوى تعليمه، و تجربته العسكرية على الأرض. لذا من الصعب علينا تقييمه، نحن مرتاحون جدا للعمل مع العقيد محمد. وسوف لن نكون مرتاحين مع قائد جديد الذي لم نعمل معه مسبقا. إن موعد التسليم يبقى ساري المفعول ومتوقفا على قيادتهم حيث هم يقررون.
تجيء هذه المواجهة في وقت الإنتقال السياسي والعسكري الواسع في بغداد. ففرقة المشاة الثالث ستترك العاصمة في وقت لاحق من هذا الشهر، والحكومة العراقية تستعدّ لفسح المجال لإدارة جديدة التي تتلي إنتخابات 15 ديسمبر/كانون الأول.
منذ عدة لشهور، هناك نقاشا باهت و بيانات رسمية قليلة من المسؤولين الأمريكيين والعراقيين الذين صوّروا بان عملية الإنتقال مستمرة في كافة أنحاء البلاد لتمكين الإنسحاب النهائي للقوات الأمريكية.
من خلال كافة عمليات التسليم، الذي يتظاهر فيها بان القوات العراقية قد تسلمت العشرات من القواعد الأمريكية السابقة، والقليل من مراكز المدن وأغلبية الأرض في العاصمة، فان المسئولين الأمريكان عززوا دورهم فيها كمدربي للجيش العراقي الجديد. ويرجئون أمر الانتشار والتسليم إلى الحكومة. لكن تأييدهم القوي للعقيد لطه يبين تردّدا في ترك السيطرة على تفاصيل الأمن، خصوصا في الأجزاء المهمة بشكل إستراتيجي للبلاد.
من خلال عدة اتصالات هذا الإسبوع مع الناطق بلسان وزارة دفاع، اللواء صالح سرحان، قال طه من المحتمل أن يقبل على أساس التجربة. لكنه قال يوم الثلاثاء بان الوزارة في ذهنها مرشّح مختلف.
سرحان لم يسمّي الشخص لكن وصفه ك"ضابط مؤهّل مجرّب، وأقدم أكثر من ناحية الرتبة "من العقيد طه. " وان الوزارة أرادت تنصيب ضابط كبير الّذي سيكون قائدا تنفيذيا بالرتبة الملائمة، "
العقيد طه، 42 عاما، تخرج في العراق من أكثر برامج تدريب الضابط وأفضلها كذلك تخرج من أكاديمية عسكرية باكستانية عليا، ويعد بين أفضل القادة في الجيش العراقي، طبقا للضبّاط الأمريكيين الذين عملوا معه.
في مقابلة معه، قال طه إن اللواء العراقي الذي كان بإمرته أثناء الإحتلال الأمريكي قد حل بدون قتال.ثم ذهب للعمل لاحقا في شركة هاتف للأقمار الصناعية في بغداد، ثمّ انضم إلى الجيش العراقي الجديد المدعوم من قبل الولايات المتحدة في صيف 2004.
ويقول الضباط الأمريكان، إن هذا الضابط كعربي سني من بغداد، هو يساعد على التنويع في قيادات الجيش العليا، التي يسيطر عليها حاليا من قبل الشيعة والأكراد.إن تطعيم الجيش بعدد أكثر من العرب السنّة يمكن أن يحسّن الاستقرار في المناطق السنيّة المتململة حيث أن قوّات الأمن هناك غير موثوقه.
ويقول العقيد طه: إن الجيش يجب أن يكون متوازنا بين كل أطراف المجتمع العراقي، وليس هناك حاجة ليسيطر طرف واحد كل شيء، ويجب إشراك كافة العراقيين فيه.
ناطق أخر بلسان وزارة الدفاع، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، قال إن طه كان ضابطا في الحرس الجمهوري الخاص لصدام حسين وعضو عالي المستوى في حزب البعث حسين. وقد أنكر طه كلا الادعاءين.
وكان الجيش العراقي قد حلّ مباشرة بعد الإحتلال الأمريكي، والضبّاط الكبار منعوا أوليا من الانضمام ثانية إلى الجيش الجديد. لكن وزارة دفاع العراق قبلت عودة العديد من القادة السابقين، الذين الآن يكوّنون مجموعة من هيئة الضابط الجديدة.
وقد كشف العقيد كوردن، قائد اللواء الرابع الأمريكي بان، مرشّح وزارة الدفاع الغير مسمّى لحد ألان هو ضابط برتبه عميد من الكوت وهي مدينة شيعية بالدرجة الأولى تقع جنوب شرق مدينة بغداد.
ويقول النقيب Ballanco قائد فريق التدريب العسكري الذي يشارك بعمليات مع اللواء الخامس: لربما إن الشخص الذي تريده الحكومة أفضل ضابط في العراق، أو انه لربّما هو الأسوأ، نحن لا نعرف، لكنني أنا أعرف العقيد محمد إلى حد بعيد والأكثر من ذلك هو أفضل ضابط محترف عملت معه في هذه البلاد."
وقال المقدّم فريد ويلمان, الناطق الرسمي للقوة الدوليّة المسئولة عن تدريب الجيش العراقي، بأنّه تفاجأ بأنّ تغيير مسؤول اللواء ينحدر إلى هذا المستوى مجرد قائد مختلف. "قلقي انه نحن نستثمر جهودنا في شخص من خلال الولاء الشخصي، الذي هو جيد، لكن لا نسمح للنظام الذي وضعناه بالانحلال، وقد. "طلبنا من العراقيون السيطرة على وزارتهم وذلك ما هم يعملونه ألان.
ويقول Cardon بان المسئولون الأمريكان قلقون على نحو متزايد لان التماسك ونوعية الجيش العراقي سيعانيان كثيرا، لأن الاعتبارات السياسية أو الطائفية بدلا من الاستحقاق هي التي تقرّر التعيينات. أما وزير دفاع العراق، سعدون الدليمي عربي سني وأكاديمي سابق، يتوقّع على نحو واسع أن يترك منصبه عندما تشكّل حكومة جديدة مستندة على إنتخابات الشهر الماضي. ويضيف
"نراقب لنرى كم من قادة الألوية سيقصون من وظائفهم عندما يكون عندك وزير دفاع جديد، "من الخطر جدا لتسييس القيادة بهذه ألطريقه ثم تصبح المسالة هل أنت موالي للبلاد أو إلى حزب سياسي؟

" أثناء المقابلة على تعيينه، تسلم العقيد طه مكالمات هاتفية مهدّدة له. Cardon يعتقد إن البعض من هذه التهديدات صدرت من الضبّاط في وزارة الدفاع لأن الأشخاص المتّصلين اتصلوا به على هاتفه الخلوي. "أحيانا تلك التهديدات بالموت ليست صادرة فقط من المتمرّدين، لذا أنا أقلق حول مستقبله،
ويقول طه : بأنّه لا يعرف لماذا عورض تعيينه. "أنا الأفضل بين الضبّاط وأنا لا أعرف لماذا هم ضدّي، "قال. "أنتظر ومهما يقرّر الله فهو خير."
من Jonathan Finer
Washington Post Foreign Service
الأربعاء، 4يناير/كانون الثّاني, 2006
ترجمة: كهلان القيسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا: بوتين يهدد بتسليح بعض الدول بغية ضرب المصالح الغربية


.. القبة الحديدية لقمة سائغة | #نيوز_بلس




.. جبهة إسرائيل الشمالية.. تصعيد غير مسبوق مع حزب الله| #غرفة_ا


.. رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد يستقبل وزير الداخلية ا




.. ضغوط دولية متزايدة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار | #غرفة_ال