الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي والتهديد بصولة خرفان جديدة !

سهر العامري

2016 / 12 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المالكي والتهديد بصولة خرفان جديدة ! سهر العامري
كل العراقيين سمعوا بتهديدات مختار العصر ، المالكي ، بصولة فرسان جديدة يشنها على فقراء أهل البصرة ، وربما فقراء العراق قاطبة ، وقد حرص المالكي أن لا يتفوه هو بهذا التهديد الأجوف فرماه على عموم حزب الدعوة ببيان رنان لم يرَ العراقيون منه غير دخان بقية من رماد .
الكثير من العراقيين لا يعرفون لماذا تحرك المالكي في جولته الأخيرة بين محافظات الناصرية ، والعمارة ، والبصرة ، وعلى حين غرة ، ومن دون سابق إنذار ؟ ولماذا أراد المالكي أن يلقي بهذيانه على مسامع ممن يسمون أنفسهم بشيوخ العشائر في المحافظات الثلاث المذكورة دون غيرهم من أبناء تلك المحافظات ؟
قد يقول البعض إن المالكي ذهب لحشد التأييد له أولا ولحزبه ثانيا ، وذلك بسبب قرب ساعة انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في الشهر الرابع ، نيسان ، من السنة الجديدة 2017م ، ويضيف هذا البعض : إن توجه المالكي نحو بعض من شيوخ العشائر كان بسبب من أن المالكي قد قدم لهم الكثير من الرشى على مدى السنوات الثمان التي شغل هو بها منصب رئاسة الوزارة ، وها هو يعود لهم اليوم كي يمنيهم بتلك الرشى التي ذاقوا حلاوتها في سالف الأيام . لكلا القولين بعض من الوجاهة ، وليس الوجاهة كلها .
المراقب لما يجري على الساحة من أحداث في العراق يعرف أن زيارة المالكي للمحافظات الجنوبية الثلاث جاء بعد يومين من مقابلة السفير الأمريكي في العراق له ، تلك المقابلة التي استدعاه السفير الأمريكي ذاك لها . فغب هذه المقابلة سار موكب المالكي بسياراته السود نحو تلك المحافظات ليبيع تجارته البائرة على بعض أصحاب النفوس الضعيفة التي سماهم أبناء الجنوب بكلمة " اللوكية " وهي كلمة تليق بأولئك الشيوخ الحالمين برشى المالكي .
حدثني صديق ينتمي لحزب ديني خارج منظومة التحالف الشيعي يقول : توجهت لاحد شيوخ العشائر ، أحمل له دعوة لحضور احتفال ديني نقيمه بعد أيام ، حين فتح الشيخ المظروف الذي يحمل الدعوة ، وهو عبارة عن ورقة مكتوب فيها اسمه ومكان وتاريخ ذلك الاحتفال ، التفت لي هو وملامح السخرية تغطي وجهه قائلا : خذ ورقتك وانصرف من هنا ، وأضاف كنا نفتح المظروف زمن صدام نجد فيه الخمسة آلاف دينار ! وأنت اليوم أتيتني بورقة . خذها واذهب ، ولن تعود لي ثانية بمثلها !
هذه هو الجمهور الذي راهن عليه المالكي ومن ورائه حزبه ، فهو يعلم علم اليقين أن عموم جماهير المحافظات الثلاث ، وكذلك عموم الجماهير في العراق ، اكتشفت اللعبة الأمريكية التي كان المالكي كعميل واحدا من رجالاتها ، فعادت تلك الجماهير تبتعد شيئا فشيئا عن فرسان تلك اللعبة التي استغفلت الناس بالطائفية المقيتة ، وبالديمقراطية الأمريكية المزيفة التي لم يحصد منها عموم الناس في العراق سوى الدمار والخراب ، والقتل والموت المتواصل على مدى أكثر من ثلاث عشرة سنة ، ومن دون أمل بالخلاص من هذا الوضع المزري الذي تعيش فيه الجماهير العراقية حيث الفقر والبطالة وقلة الخدمات وفقدان الأمن ، وامتهان كرامة الوطن ، وضياع خيراته ، وحرمان أغلبية أبناء الشعب العراقي من العيش الكريم .
وعلى هذا يبدو أن السفارة الأمريكية في العراق صارت على اطلاع أكيد بالوضع السياسي في العراق ، وبتردي شعبية الأحزاب والشخصيات التي حملتها الى الحكم في العراق على دباباتها ، ولشعورها بهذا الخطر ، وبخطر تصاعد العداء لأمريكا وسياستها المدمرة في العراق ، ذلك العداء الذي صار ينتشر بين أوساط كثيرة خاصة في جنوب العراق لهذا عادت أمريكا وجند حصانا خاسرا لطالما ركبت عليه من قبل ، ذلك الحصان الذي حاصرته الجماهير الغاضبة في المحافظات الجنوبية ، ففر هاربا الى بغداد ينشد الأمان بحضن السفارة الأمريكية ، وهو يطلق التهديد بصولة خرفان جديدة ، لن تقع ثانية أبدا لسبب واحد لا غير هو عدم وجود جندي أمريكي على أرض البصرة اليوم ، هذا الجندي هو الذي أمر المالكي بصولة الخرفان الأولى ، وهو الذي حماه وقتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجات الحرارة تهدد قطاع الطاقة العالمي | #عالم_الطاقة


.. الاتحاد الأوروبي يعبر عن دعمه لجهود الوسطاء الدوليين من أجل




.. نتنياهو: قبلنا مقترح الوسطاء وهو اقتراح جيد يتوافق مع فكرة و


.. ترمب يجتمع بنتنياهو للمرة الثانية في واشنطن لمناقشة الوضع في




.. زيارة ماكرون إلى بريطانيا... استقبال ملكي وقمة حول الدفاع وا