الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرض وتعليق على رسالتي لينين عن الحب الحر.

علي عامر

2016 / 12 / 13
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


جاء رد لينين على الكرّاس الذي وضعته اينيس آرمان, المناضلة الفرنسيّة, بخصوص العلاقات بين الرجل والمرأة, في رسالتين, هنا سنحاول استخلاص جوهر الرسالتين, وإضافة بعض التعليقات والشروح:

الرسالة الأولى (15 كانون الثاني 1915):

• يطلب لينين حذف الفقرة الثالثة: "المطالبة للمرأة بالحب الحر", ويعتبره مطلباً برجوازياً, لا بروليتارياً, من حيث هو شعار فضفاض يحمل دلالات متناقضة.
• يتسائل لينين, عن مضمون ذلك المطلب, فهل ذاك يعني:
1- التحرر من الحسابات الماديّة (الماليّة) في الحب؟
2- التحرر من الهموم الماليّة؟
3- التحرر من الآراء المسبقة الدينية؟
4- التحرر من النواهي الأبويّة؟
5- التحرر من آراء المجتمع المسبقة؟
6- التحرر من البيئة الخسيسة (الفلاحيّة, البرجوازية الصغيرة, المثقفة البرجوازية)؟
7- التحرر من عراقيل القانون والمحاكم؟
• أو هل يعني ذلك:
8- التحرر من انجاب الأولاد؟
9- التحرر من تبعات الحب الجديّة؟
10- السماح بالزنا؟ الخ...

• يقول لينين: "لأنّ الطبقات الأكثر ثرثرة والأكثر لغطاً والأكثر بروزاً في المجتمع الراهن تفهم من الحب الحر النقاط من 8-10, لذا فهذا المطلب, ليس ببروليتاري, وإنّما هو برجوازي".
• وهنا يعرب عن موافقته على شعار الحب الحر, ولكنّه يطلب تحديداً واضحاً لمضمونه, حيث أنّ غياب التحديد يفضي لعدة تأويلات بعضها سيكون رجعياً بامتياز.
• بالنسبة للينين, فإنّ النقاط الأكثر أهميّة للبروليتاريا هي الأولى والثانية, ثمّ النقاط من 3-7, ويؤكد لينين, على أنّ هذا كلّه, ليس الحب الحر حصراً.
• ثم يضع الأساس الفلسفي لعرض مفهوم الحب الحر: "ليست المسألة ما تقصدينه ذاتياً, وإنّما المسألة مسألة المنطق الموضوعي للعلاقات الطبقيّة في الحب".
• ولن تفهم النقطة الأخيرة هنا فهماً صحيحاً, إذا أخذت بمعزل عن مقولة جدل الحريّة والضرورة الماركسيّة, وبدقة أكثر إذا أخذت بمعزل عن الفهم الماركسي للمجتمع والحياة.

الرسالة الثانية (24 كانون الثاني 1915):

• يعيد لينين توكيده على أنّ النقاط من 1-7 نموذجيّة بالنسبة للعاملات.
• وأنّ النقاط من 8-10 نموذجية بالنسبة للبرجوازيات.
• كتبت اينيس آرمان: "حتّى الهوى العابر والعلاقات العابرة" "أكثر شاعريّة ونقاوة" من "القبل بلا حب" المتبادلة عادة بين زوجين.
• يوافق لينين على أنّ القبل الخالية من الحب بين الزوجين تعتبر ممارسة دنسة.
• ولكنّه يعارض تماماً, فكرة أنّ الهوى العابر, والعلاقات العابرة, أكثر شاعرية ونقاوة من العلاقات الزوجيّة الخالية من الحب.
• يفضل لينين, معارضة الزواج القذر والدنيء غير القائم على الحب, بالزواج البروليتاري القائم على الحب, ويؤكد على أنّ علاقات الهوى العابرة ليست دليلاً على النقاوة والشاعرية.

تعليقات من كاتب المقال:

• تكمن مشكلة شعار الحب الحرّ, في عدم {تحديد مفهوم الحريّة}, من حيث أنّ إدراك مفهوم الحريّة يختلف باختلاف الطبقة, فالحريّة البرجوازية تعني شيئاً مغايراً بل ومناقضاً تماماً لمفهوم الحريّة بالنسبة للبروليتاريا.
• طريقة الإرسال وعدم التحديد, والتحرر من الشروط, والميل نحو الاعتداد بالإطار بمعزل عن المضمون هي جوهر الطريقة البرجوازية في كل مجال.
• البرجوازية تفهم الحرية, على أنّها حريّة الذات والهوى والملذات, وبالتالي حريّة الخيانة واللهث وراء الشهوات, والتحرر من المسؤوليّات, حريّة الاستغلال, حريّة الجسد, وعبوديّة العقل.
• أمّا الحرية الحقيقية, فهي حريّة طبقة المنتجين, طبقة الكادحين, وهي حقيقية, لأنّ هذه الطبقة هي الطبقة الحقيقية, هي الطبقة التي تنتج الحياة ووسائل العيش, تنتج حقيقة حياتنا, أمّا البرجوازية فهي طبقة زائفة وخاملة واتكاليّة وتعيش كعائل مستغل لجهود وعرق الكادحين لا أكثر.
• النقاط من 1-7 أعلاه, لن تقدمها الحياة على طبق من ذهب, ولا تأتي جاهزة, بل هي نواة لبرنامج نضالي لانجاح علاقة الحب, بالارتقاء بها من الحب الزائف غير النقي, إلى أعلى مراتب الحب.
• في مجتمع قائم على الطبقية والاضطهاد والعبودية كالمجتمع الرأسمالي الحديث, تخضع العلاقات عادة, بما فيها العلاقة بين الرجل والمرأة لمقولة السبب والنتيجة الخطيّة, فأحدهما سبب والثاني نتيجة, أحدهما قائد والثاني تابع, أحدهما جوهر والثاني مظهر للعلاقة, لذلك تعاني معظم العلاقات من التمزق الروحاني, وتلاشي الحب, وتتحوّل عبر الزمن إلى علاقة جافّة إجرائية, خاوية من الحقيقة والمعنى, مغرقة في الالتزامات والهموم, والاعتبارات الماديّة والجسديّة, مما يفتح للخيانة العاطفية والجسدية أوسع الأبواب.
• العلاقة الحقيقية بين الرجل والمرأة, لا بد وأنْ تخضع لمقولة (التفاعل), والتي أتت كحل للتناقضات الموجودة في المقولة السابقة مباشرةً عليها وهي مقولة السبب والنتيجة.
• ففي مقولة التفاعل, كل سبب هو نتيجة, وكل نتيجة هي سبب, كل جوهر له مظهر, وكل مظهر له جوهر, الرجل قائد للعلاقة وخاضع لشروطها, والمرأة تماماً وبالمثل, قائدة للعلاقة وخاضعة لشروطها.
• هذه المساواة الجوهرية بين الرجل والمرأة في العلاقة, لن تأتي جاهزة, ولن تسقط من السماء, ولن يخلقها كويبيد بسهم من سهام حبّه المثالي, لن يصل الرجل والمرأة لتلك العلاقة إلّا من خلال النضال والسعي نحوها, بالاتفاق, كتفاً لكتف, ساعداً بساعد, قلباً في قلب, روحاً من داخل روح.
• المساواة والنديّة والانسجام وتوحّد الرجل والمرأة وانصهار اختلافاتها في وحدة الروح والحب والزواج, لا بد أنْ تعكس نفسها, في كل مجالات الحياة الخارجية, في العمل والتعليم والنضال والتثقف والرفاهية والسرير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية مع الفريق البر


.. حزب التقدم والاشتراكية يناقش العنف الرقمي ضد النساء، سبل الح




.. تداعيات الصراع القائم و آفاقه - د. موفق محادين.


.. س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان




.. بعد عام من 7 اكتوبر، حوار مع مصعب بشی-ر