الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفوضى الاجتماعية والطبقة الوسطى

عبدالكريم ابراهيم

2016 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



التدرج الطبقي صفة اجتماعية قديمة ؛ لا يمكن لا مجتمع أن تخلو منها، مهما كانت قوانينه الايدلوجية ، والفكرية ، ودرجة رقيه الحضاري. ولكن تبقى هنالك طبقات تشكل الثقل الاكبر في المجتمع ،ولعل الطبقى الوسطى هي حلقة الوصل مابين اليمين واليسار ،وايضا هي عامل استقرار في نفس الوقت ، وموازنة في المعادلة الطبقية . و اي خلل يمكن ان يقود المجتمع الى حالة التطرف الذي يلغي الطرف الآخر ويصادر حقوقه ومكتسباته ،ويسحق بقية الطبقات المساعدة له .
جلّ الطبقة الوسطى في العراق من الموظفين إلى وقتٍ قريبٍ قبل تتشظي الى الطبقتين: موظفو صغار وكبار ، حيث بقيت الغالبية العظمى منتمية الولاء والدخل الى هذه الطبقة . في حين غادرتها الفئة الثانية للتنضم الى طبقة البرجوازية نتيجة الامتيازات المالية التي تتمتع بها ما وسع الهوة بين الاختين لدرجة المقاطعة بشكلٍ غير معقول .
انكماش الطبقة الوسطى يمكن ان يولد فجوة في العراق ؛ لان الازمة المالية ضيقت الخناق على السواد الاعظم ، وجرت قائمة للدخول الى دون درجة الفقر ؛ ما افقد هذه الطبقة اهميتها في المجتمع ، وابعدها عن ممارسة دورها الحقيقي المرسوم لها في الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ،لانها انشغلت في القاتل لاجل البقاء في مرحلة معينة من التحول الاقتصادي .ومشكلة الموظفين في العراق – اي الطبقة الوسطى – تضخم اعدادهم دون دراسة ، واختصار الامتيازات على مؤسسات حكومية دون غيرها . ولعل لهذا التفاوت دوره في تحريك الصراع الطبقي، وساعد الى حد ما الى انتشار الفساد الاداري عند صغار الموظفين بحجة ردم الهوة والحصول على الحقوق المسلوبة كما يعتقد بعض هؤلاء . فضلا عن الصعود السريع دون المرور بـ(فلاتر) التصفية ، ولد وجود مجموعة من المنتفعين الذين استطاعوا ان يختزلوا وان يتخطوا السلم الزمني المتعارف عليه في التحول .
العراق في ظل الازمة المالية الحالية ادرك خطورة التحول الطبقي السريع حيث ذهبت جل ميزانية الدولة على شكل رواتب ضخمة ونفقات مالية الى جهات معينة . وقد فشلت كل المحاولات لكبح جماح امتيازات الدرجة العليا ما جعل العراق يقع تحت تأثيرات صندوق النقد الدولي وشروطه التي لاترحم . ربما وضع سلم للرواتب يراعي فيه الجميع دون تمييز هو الحل الامثل،ولكن مثل هذا التوجه يلقي معارضة من اغلب الجهات المنتفعة ،وحجة هؤلاء انهم اعتادوا على نمط معين من العيش لايمكن في حال من الاحوال التراجع عنه .وأمام اصرار الجميع في عدم التنازل عن بعض مكاسبه جعل الامور تسوء وتسحق الطبقة الوسطى في ظل صراع الامتيازات وعدم وجود نية حقيقية للاصلاح واكتفاء بالشعارات التي اصبحت سلاح البعض لتشخيص الخلل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة