الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنطوشية / عباس البلداوي

سلمان عبد

2016 / 12 / 15
كتابات ساخرة


كان المحافظ سابقا يسمى " المتصرف " او عاميا يطلق عليه " المُصرّف " والمحافظة كانت تسمى بــ " اللواء " فكان يطلق على محافظ كربلاء مثلا " متصرف لواء كربلاء " . الا ان الامر تغير الان كما هو معروف .
وقد تعاقب على محافظة كربلاء الكثير من المتصرفين او المحافظين ، فمنهم من لم يعد يتذكره احد على طريقة " ان حضر لم يعد وان غاب لم يفتقد " أي انه تسنم المنصب ولم يترك اثرا ابدا وكان نصيبه النسيان لا بل كان البعض منهم عرضة للتنديد ، ومنهم من لازال يذكربكل اجلال واحترام لما قدمه للمحافظة من خدمات او مشاريع مهمة كان يسعى لها بكل جهد و مثابرة تنطوي على احساس بالمسؤولية فكان له الذكر الطيب . ومن هؤلاء المرحوم عباس البلداوي .
في سنة 1955 ، رأيت بنفسي سيارات مصلحة نقل الركاب تجوب مدينة كربلاء ، وكنت استخدمها للذهاب الى المدرسة ( ثانوية كربلاء ) لأن بيتنا يبعد عنها مسافة كبيرة في العباسية الشرقية " الدخانية " وقد اصدرت المصلحة وقتها بطاقات للطلاب بسعر رخيص كنت اقتنيها واستعملها لمدة شهر ويمكن تجديدها ، وكان وراء هذا المشروع متصرف ( محافظ ) كربلاء الاستاذ المرحوم عباس البلداوي .
ويذكر الاستاذ عبود الشالجي في كتابه " موسوعة الكنايات البغدادية " عن هذا الرجل فيقول :
كان المرحوم البلداوي مثالا للعفة والاستقامة والخلق الكريم ، وليَّ القضاء فكان قاضيا مثاليا ، ووليَّ الادارة فكان اداريا مثاليا ، وقدحصلت معه قصة عندما كان متصرفا في لواء ( محافظة ) كربلاء وخلاصتها :
( انه انشأ مشروعا لنقل الركاب داخل اللواء بسيارات باص كبيرة ، وقامت بالعمل شركة زودت المشروع بسيارات باص المانية ماركة " مارسيدس " ، وبعد ان انجزت الشركة عملها ، واستوفت اجرها ، تقدم مديرها الى المتصرف وقدم اليه " هدية " من الشركة ، ظرفا يحتوي على عشرة الاف دينار ، فلم يغضب رحمه الله ، ولكنه قابل المدير ببشاشة وقال له : اني اشكرك واشكر الشركة على هذا اللطف ، ولكني ارجو منك ان تقدم هذه الهدية الى ادارة البلدية التي يعود مشروع الباصات اليها ، حيث انها مكلّــفة بالقيام بمشاريع كثيرة تحتاج الى بذل ، وهذا المبلغ يعينها على القيام ببعض تلك المشاريع ، وتم الامر وفقا لأقتراحه ، اذ قدمت الشركة ذلك المبلغ تبرعا منها للبلدية ) .
وللقصة تتمة : ( ففي الاسبوع الذي ردّ فيه العشرة الاف دينار ، قدِم عباس البلداوي الى بغداد ، واقترض مني مائة دينار اشترى بها ملابس له ولاولاده ) .
عرب وين طنبورة وين ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي