الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحَّ النوم يا دكتور صالح المطلك!!!!

محمد ضياء عيسى العقابي

2016 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


صحَّ النوم يا دكتور صالح المطلك!!!!

للدقة، لم ينم الدكتور صالح المطلك ولا رفاقه الطغمويون*، بل نوَّموا أنفسَهم. لماذا؟ سنأتي على ذلك.
المواطنة غيداء لاجئة من الموصل في مخيم الخازر في أطراف أربيل. ألمّت بها أزمة صحية صعبة وأخذتها سيارة الإسعاف قاصدة المستشفى إلا أن السائق تباطأ عن عمد حتى فارقت الحياة.
هذا ما أوردته فضائية (الحرة – عراق) في نشرتها الإخبارية بتأريخ 15/12/2016. طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق بإجراء تحقيق في الموضوع خاصة وأن الأصوات قد تعالت معلنة أن عدداً من المواطنين اللاجئين قد إختفوا من مخيم الخازر هذا.
بالأمس نقلت نفس الفضائية أيضاً عن الوزير السابق والنائب محمد تميم كيلَ الإتهامات لجهات كردية بقتل مواطنين عرب . وقبلها طالب زعيم محمد تميم في إئتلاف العربية أي الدكتور صالح المطلك طالب الحكومة العراقية بالتدخل لوقف حرق بيوت وقرى تابعة للعرب في منطقة كركوك.
بالطبع جاءت هذه المطالبات متأخرة بعد أن بلغ السيل الزبى كما يُقال. لقد حصل هدم قرى وبيوت عربية في مناطق عدة تابعة لديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل وقد أشارت منظمة الهيومان رايتس ووج الى بعض ذلك. لقد صُفي قياديون من المكون العربي في كركوك مثل المرحوم خليل الجبوري ولم ترتفع من الطغمويين إلا أصوات ضعيفة متناثرة هنا وهناك مثل صوت النائب عن كركوك خالد المفرجي في 5/9/2015.
أعود وأسأل: لماذا نوَّم المطلك وكل الطغمويين أنفسهم يوم حصلت كل تلك البشاعات بحق العرب في تلك المناطق؟
إن هؤلاء الطغمويين لا تهمهم مصالح الناس بل تهمهم مصالحهم الطغموية وعلى رأسها إستعادة سلطتهم التي فقدوها لصالح صناديق الإقتراع لذا فكانوا منشغلين بنسج المؤامرات مع البرزانيين ضد النظام الديمقراطي العراقي بالتنسيق مع حكام تركيا والسعودية وقطر بمباركة أمريكية. لقد عبَر أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق خير تعبير عن توجهات ومؤامرات المتطرفين من أولئك الطغمويين. لخص النجيفي إستراتيجيته بالتصريح: "إن السنة والكرد بينهما حلف إستراتيجي مذهبياً وحضارياً". بالطبع كان أثيل النجيفي يشير الى تحالفه مع مسعود البرزاني.
أما المعتدلون من الطغمويين فقد تحدث عنهم النائب السابق السيد عمر الهيجل عندما كان نائباً في الدورة السابقة، في فضائية (الحرة- عراق) / برنامج "بالعراقي" إذ قال: كان الشيعة يلعبون دور بيضة القبان بيننا وبين الكرد ونحن نريد اليوم أن نلعب هذا الدور بين الشيعة والكرد.
أقول للدكتور صالح المطلك ولجميع رفاقه الطغمويين:
إلعبوا أي دور تريدون شريطة أن يكون دوراً نظيفاً وطنياً وحريصاً على الإنسان والقيم الإنسانية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): الطغموية والطغمويون
الطغمويون هم لملوم من جميع أطياف الشعب العراقي حكموا العراق منذ تأسيسه وفق صيغة تبادل المصالح مع القوى الإمبريالية وبالحديد والنار للإنتفاع الطبقي من ثرواته المادية والمعنوية بذرائع مختلفة منها إدعاء القومية. لقد مارسوا في العهد البعثي سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والطائفي فاقترفوا جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب؛ ولم يعد قادراً على إطاحة النظام سوى الله أو أمريكا. وأطاحت به أمريكا لأهدافها الخاصة ولكنها ساعدت على تأسيس النظام الديمقراطي ومن ثم أخرج العراقيون قواتها واستعاد العراق استقلاله وسيادته في 1/1/2012. غير أن الأمريكيين ركبوا حصان داعش الذي أوجده الطغمويون وحكام تركيا والسعودية وقطر بإيحاء من أمريكا نفسها، ودخلوا العراق من الشباك.
بعد سقوط نظامهم في عام 2003 أجج الطغمويون الطائفية بأعلى وتيرة، بعد أن كانت مبطنة منذ تأسيس الدولة العراقية، وذلك لشق صفوف الشعب والمحافظة على ولاء أعوانهم ودفعهم الى عرقلة بناء العراق الديمقراطي الجديد عبر الإرهاب والتخريب من داخل العملية السياسية إصطفافاً وتنفيذاً للمشروع الطائفي السعودي المطروح على نطاق المنطقة والعالم لدرء خطر الديمقراطية الزاحفة على النظام في المملكة وخاصة بعد أن كشفت إيران تآمرهم على القضية الفلسطينية حينما مدت إيران المقاومتين الفلسطينية واللبنانية بالسلاح بينما إقتصر الدعم السعودي على المال المسموم.
وقد انتفع الامريكيون من اثارة الطائفية في العراق بقدر كبير جداً وكفاءة عالية مستخدمين الطغمويين أنفسهم في هذا المجال كأدوات طيعة لإضعاف العراق الجديد؛ وربما كان الأمريكيون هم المحرضين على تأجيجها وذلك من أجل تنفيذ مشروعهم الحقيقي وهو الهيمنة على منابع البترول في العالم للي أذرع جميع الدول المؤثرة عالمياً للقبول بنتائج ما بعد الحرب الباردة التي جعلت الولايات المتحدة القطب الأعظم الأوحد في العالم، الأمر الذي لو إستمر لشهدت الشعوب الويلات والمصائب بأشد مما شهدت. أفشل العراق، على يد التحالف الوطني، مشروع أمريكا هذا الذي إصطدم مع المصالح الإمبريالية الأوربية أيضاً، ولكن إدارة الديمقراطيين الأمريكية أعادت إحياءه بعد إصلاح التحالف التقليدي مع أوربا الذي خربه المحافظون الجدد.
فرض الطغمويون والأمريكيون، بالإبتزاز، المحاصصة ومفهوم الشراكة والتوافق المغشوشين، مقابل مجرد المشاركة في العملية السياسية أي العملية الديمقراطية المعترف بها عالمياً وهي الوسيلة الوحيدة القادرة على حماية مصالح الجميع وبالتالي تحقيق التعايش المشترك والسلم الأهلي. يصر الطغمويون، بعد أن خسروا هيمنتهم المطلقة على الحكم عبر صناديق الإقتراع، على استرداد سلطتهم بكل الطرق بضمنها التخريب ونشر الفساد عبر العملية السياسية والتستر والتعاون مع الإرهاب وذلك للحيلولة دون إستكمال بناء دولة المؤسسات الديمقراطية.
شكل الطغمويون والبرزانيون العنصريون تحالفاً غير رسمي مع الأمريكيين وتوابعهم في المنطقة حكام السعودية وتركيا وقطر كل لغايته؛ ولكن يجمعهم دفعُ العراق باتجاه الديمقراطية المشوهة والدولة الفاشلة لتنفيذ المشروع الامبريالي الصهيوني القاضي بتفتيت البلدان العربية من داخلها.
الطغمويون لا يمثلون أية طائفة أو مكون لكنهم يدعون تمثيلهم السنة لتشريف أنفسهم بهم والخروج من شرنقة الطغموية الخانقة الى ساحة الطائفة الأرحب. غير أن السنة براء منهم خاصة بعد توريط الجماهير فدفعوا بها الى حياة النزوح في المخيمات تحت رحمة البؤس والشقاء وتهديدات داعش.

للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع الرابط التالي رجاءً:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي