الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلب .. اسقطت رهان الاقوياء

محمد علي مزهر شعبان

2016 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


حلب .. أسقطت رهان الاقوياء
محمد علي مزهر شعبان
حلب وضعت اوزار الحرب، وبهت الزهو في صدور من جفخوا ونفخوا في قدرتهم على البقاء. الحمية في صدور من تعهدوا على ديمومة الخراب واليباب بردت بل تجمدت اوصالها لهول المفاجئة . الثقة في أروقة القرار الامريكي والغربي، نزف معينها الذي مدته كأشكالية تطول، وتحسبه أنها لعبة الامم الكبيره ليس باخلاقها، بل فرض القوة والسطوة، وضمان النهايات وما يصب في خزائنها ومصالحها. ذهول بعد هيجان، وصمت بعد صراخ دعي، وبكاء تماسيح على الطفولة التي ثرمتها انفلاقات حمير بيادقهم. نباح" وليد الطبطبائي" ومن شاكله وهم يندبوا حظهم العاثر: لقد سقطنا نحن وليس حلب . اولئك هم انتفظوا محمومين وصدورهم متخمة من حنق وخشية بعد فشل تلك الامال المعقودة والرهان على قدرة البيادق.
مذ بدأت شرارة القتال في سوريا، سكنت حلب، وكأنه السكون الذي يسبق العصف، وباتت تلك العاصمة الشمالية مودع الختل والغدر لنحرها، الى أن دخلها ما يسمى الجيش الحر ولواء التوحيد وسبعة عشر فصيلا تمخض عن السيطرة اخيرا لجبهة النصرة واحرار الشام، بعد اقتتال الضواري في الغاب بين اولئك الوحوش،اللذين اتوا بوصاية دول راعية، مدفوعي الثمن، من جوارها، كاعزاز وتل رفعة وادلب واسراب القادمين من ابراطورية أل عثمان. ان اغلب القادمين، شراذم تقيأتهم اممهم من اصقاع الارض . واذ مارست الذئاب طباعها فان اغلب سكان المدينة هجروها، اما الى ارض الفيافي والاصقاع، او الى المناطق تحت حماية الجيش السوري. اربع سنوات، قصف وصواريخ، تمكنت تلك الفصائل من السيطرة على اجزاء كبيرة منها كالحمدانية والسكري واغلب الاحياء الشرقية، جعلت تلك المدينة الجميلة الصناعية وبوابة الامم اطلالا ويبابا.
كان القتال فيها سجال، كرة وفرة، وغلبة ودبره، دون توثيق من المقهور ومن القاهر ومن المنتصر من الخاسر، تتقلب فيه الاجواء والاحوال، والخطى وئيدة، وهنت في بعض الاحيان الاندفاعات اذ ان الامداد لتلك الفصائل كان من احدث ما اوصلت امريكا والغرب وتركيا من تقنية وعدة متقدمه . قصاد تلك الدعومات تناخ الخيرون بكتائب من هنا وهناك، واختلط الدم السوري بالعراقي باللبناني، ليكون عنوان نهر الدم الوجود من عدمه، فالتحمت الغيرة وشرف الانتماء ببسالة منقطعة النظير، وثبات في شدائدها، مقاومة لاحقت وساوقت اختها في ارض الرافدين، حيث الحمية الثائرة في الدماء العراقية، وهي تسقط المجازات بين ان تحيا او تعيش في اودية الموت المجاني .
انطلقت تلك الجحافل، تشرب الرمال وقع اقدامها، قلوب تتوثب على الاكف ماضية الى الغاية الساميه، جنان لا ترهبها الخطوب، ولا ترعبها النوازل، فكان الانتصار حليف الارادة الحقه، لغاية ترفع لافتة النصر، تنشد الظفر وهي تخطو بيقين من مسك النصر .
لقد انتصرت حلب وان كانت اوراق التقسيم تتقاطفها، أمارات وشرقية وغربية. فان سيطرة القوات الحكومية، ومن ساندها وترافق مع دعمها، وباقي الرفقة في جحافل الاندفاع من دولة شهد التاريخ بمواقفها مع حركات التحرر كروسيا، ودولة نصيرة الحق والمظلومية كأيران . ولكن حلب ليس الانتصارالاخير الذي ينهي معركة الاجندات والمصالح، وان اجتازوا العقبة الكئداء في البوابة الرئيسية لدخول الامداد والاعداد، وان الانتصار فيها هو الدفق والدافع الكبير معنويا، ولوجستيا، وغلق منافذ الاحراش، ومزايدات الدول ورهاناتها، على هذا الموقع الستراتيجي، الا ان امام السوريين، مواصلة المهمة لتزلزل الارض تحت ما بقي لها من مواطن اقامت فيها داعش جحور وقماقم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر