الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقنعة / قصة قصيرة

محمد الطيب بدور

2016 / 12 / 17
الادب والفن


أقفلت باب الغرفة ...رمت بحقيبة اليد جانبا...و ألقت بجسدها المتعب على السرير...
السكون داخل المنزل في غياب ابنتها و ولدها الوحيدين ضاعف احساسها بالغربة ...فما وقع بعد نهاية العمل اليوم أفاض كأس المعاناة ...
تمنت لو أنها لا تستيقظ .كي..لا تتذكر كابوس اليوم...حتى لا تغرق في متاهات التفسير ...و كأنها بهذا التمني استحضرت كل التفاصيل ...فقد خرجت كعادتها من الشركة صحبة زميلاتها ..لتقف غير بعيد
تنتظر الحافلة ...رأت زميلتها تركب السيارة التي توقفت ...هي تعرف أن السائق زوجها...يقيمان غير بعيد من حيها ...و قبل أن تنطلق السيارة...أشار اليها الرجل ....بيده أن تركب ...توقفت ...فقد رأت الحافلة مقبلة ...و رأت زميلتها تتحدث من داخل السيارة لزوجها...فكأن نقاشا احتدم بينهما ..و انطلقت السيارة بينما ظلت هي واقفة و قد عرفت ما جرى ...شعرت كمن يوجع الأرض بثقله ...نظرت حولها و قد تصبب العرق من جبينها ...توجهت الى المحطة...عليها أن تنتظر ...فقد غادرت الحافلة منذ قليل ...
تقلبت في صدفة حزنها لتستعيد مواقف مشابهة ...فزميلتها و مثيلاتها لا يستلطفنها ...لصلابة مواقفها
و جديتها ...لجمالها الصارخ بينهن ...و اقتدارها على دفع الأذى ... و تعويلها على ذاتها ...رغم رقتها و ظروفها التي بقيت مجهولة للكثيرين ...
و استحضرت سجل المضايقات و النظرات التي اخترقت جسدها طمعا أو حسدا ...و زيف المجاملات
وعبارات لا تجد طريقها الى قلبها ...كلمات كالمساحيق سرعان ما تزول عند أول غيث للحقيقة.
ماذا بوسعها أن تفعل اذا ألهبت تسريحة شعرها الأفئدة ؟ و نفذ صدق كلامها الى قلوب الرجال و أغرقت مراكبهم ..بخفة روحها ؟...ليتصوروا ....ما يشاؤون ...ألهذه الدرجة يكون الجمال نقمتها و نعمتهم التي لا يقدرونها ؟
لم تغادر لساعات غرفتها ...فقد استيقظت في ذاكرتها براكين ...كالكوابيس ...ما ان تحاول النوم حتى
تستعر نار القهر لتلقي بلهيبها على جسمها النحيل ...حتى أنها لم تتفطن الى رجوع ابنيها ...لم يريدا ايقاظها ....
تحاملت على نفسها ...و بخطى متعثرة ...قصدت غرفتهما ...كانا يغطان في النوم ...صاحت ...وليد...لمياء ...لم تذهبا اليوم الى المدرسة اليوم ؟
أفاقت لمياء ...مذعورة ...ماذا يا أمي ...هل نذهب الى المدرسة يوم الراحة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس