الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ومن الحب ...ما قتل ...؟

حامد الزبيدي

2016 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ومن الحب .. ما قتل ...؟
-من الخطأ ان نفهم ان دعوات نتنياهو باقامة دولة كردية في شمال العراق والاعتراف بها ...بانها الضوء الاخضر لاعلان الدولة المنشودة .... نتنياهو وقبله كل الزعماء الاسرائيلين ومنذ اربعينات القرن الماضي كان يعدون لهذه اللحظة .... لكن السؤال ...الذي يجب ان يجيب عنه الكرد قبل غيرهم ....لماذا كان الدعم والتايد لكرد العراق فقط ... ولماذا لم يكن لكرد تركيا مثلا او لكرد سوريا او اكراد ايران ...؟
.؟ علما ان الكرد في تركيا يتعرضون الى ظلم واضطهاد فاق باضعافا مضاعفة ما حدث ويحدث للكرد في العراق او في ايران او حتى في سوريا ...في حين كان للكرد مكانا ودورا متميزا في بناء العراق الحديث عام 1921 فمثلا اول وزير دفاع في اول وزارة عراقية كان كرديا وهو جعفر العسكري ورئيس اركان الجيش نوري السعيد وهو قرغولي ...وكان لهم حتى عام 2003 اكثر من وزير واكثر من نائب ...اضافة الى بيان 11 اذار عام 1971 الذي منح الكرد حقوقا للان لم تتحقق للكرد في تركيا وايران وسوريا ....؟
فهذه الدعوة ليست كما يعتقد البعض حبا وهياما بالشعب الكردي ... وانما دعوته هذه تتزامن مع دعوات من بعض الدول الخليجية للتحالف مع اسرائيل واقامة تحالفات استراتيجية معها وطبعا هذه الدعوة يقف ورائها اللوبي الصهيوني العالمي ... بدعوى مواجهة الخطر الايراني المتعاظم ...اضافة الى ان العراق يعد العدو الازلي للصهيونية العالمية ولهذه الكراهية والاستهداف بعد تاريخي يمتد الى السبي االبابلي ولا ينتهي الا بتمزيق العراق وتدميره ...بل فنائه من الوجود ....؟
ولان علاقات تركيا باسرائيل علاقات استراتيجية وهي عضو بحلف الناتو الذي يعتبر حزب العمال الكردي حزبا ارهابيا ...؟ فقد جاء دور كردستان العراق ليكون راس الخنجر الذي يغرس في الخاصرة الايرانية ...؟
لتكون كردستان بؤرة حروب تستنزف وتعرقل التقدم المذهل لايران ومنعها من التطور النووي وتمزيق العراق الى دويلات متحاربة ... واهمية هذه الدولة انها ستجبر طهران على المواجهة المباشرة التي تتجنبها ايران وهذا سيتزامن مع التصعيد الخليجي من قبل مجلس التعاون الخليجي ومع تدفق صفقات الاسلحة الامريكية للمنطقة والتعبئة النفسية للدخول بمعركة حاسمة مع ايران وجلب المرتزقة من كل انحاء العالم ... تتجه المنطقة للانتحار ..... بفعل التحريض الامريكي ...الاوربي بالدرجة الاولى... لان الجميع يسعى للحصول على المال والمال موجود في هذه الدول الخليجية المرعوبة من الجار الايراني ...والسبيل الوحيد لافلاسها وانتقال المليارات من جيب الى جيب اخر هو في زجها في حروب طاحنة مدمرة مع ايران ...لالحاق الضرر وتعطيل تقدمها ... وقطع تفرعاتها في لبنان واليمن والعراق وسوريا ...؟والهدف الثاني هو التخلص من هذه الانظمة المتخلفة والتي تفرخ الارهاب الذي يهدد كل العالم وافلاسهم طالما يدعمون بهذه المليارات الارهاب ....؟
ايران ....كانت تعلم وتعي كل هذه المخاطر ... ومن بعد حرب الثمان سنوات مع العراق غيرت من استراتيجيتها في المنطقة ... ولن تكون دولة كردستان العراق الجبنة التي تستثير شهوة الفئران للوقوع بالمصيدة ... كما يتصور نتنياهو وحلفائه ...؟
وحتما سيكون الخاسر هم الكرد في النهاية... فامريكا ليست منظمة خيرية كما قيل وامريكا لا تعد القضية الكردية جزء من الامن القومي الامريكي كما اسرائيل وانما ستستخدمها ورقة للعب والاستثمار فكما استثمرت داعش في العراق وسوريا ...تستثمر الدولة الكردية لاحداث الفوضى وعدم الاستقرار في المناطق الحدودية لايران .... وحينما تحترق سترميها في اقرب سلة نفايات... وهذا دأبها مع كل حلفائها .....؟
وعودة الى ايران فهي ليست دولة سهلة المنال فقد حصنت نفسها وارتبطت مع حلفاء اقوياء في المنطقة وطورت اسلحتها الدفاعية ودربت الملايين من الشباب المستعدين للقتال في اصعب الظروف ....كما ان لها موقع خطير ممكن ان يهدد امن العالم ومصادر الطاقة .... ايران حسبتها بشكل دقيق وتسلحت واستعدت لمواجهة كل الاحتمالات ... ولو انجر الكرد العراقيين للانخراط بهذا المخطط وسمحوا للمغامرين منهم في الشروع بهذا المخطط الخطير ... فسيلحق بهم اذى كبير .. فانهم سيضعون بيضهم بمواجهة مع الحصى الصلب ...؟
وممكن جدا نتيجة تقدير العواقب والعلاقة التاريخية لبعض القيادات التاريخية في حزب الاتحاد الكردستاني بايران ... ان تنفصل السليمانية عن اربيل ومقدمات هذا القرار تناقش على مستوى الشارع في السليمانية التي تتعرض للعقوبات الاقتصادية والسياسية ....؟ فالاحماض القوية تأكل اوعيتها ... مهما كانت صلبة ...؟
الاعلامي / حامد الزبيدي
18/12/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو