الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة مقالات منشورة (5)

طارق سعيد أحمد

2016 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تعبيرا عن امتناني لانضمامي مؤخرا إلى منصة كُتاب صحيفة "الحوار المتمدن"، ولثقتي في قارئ الصحيفة المتميز عميق الثقافة وكثير المطالعه قررت بعد سماح هيئة تحرير الصحيفة وإذن القارئ أن انشر مقالات لي قد نشرتها من قبل في العديد من الصحف "بالتوازي مع مقالي الذي اخص به الصحيفة دون غيرها"، وهذا ايمانا مني بأن صحيفة "الحوار المتمدن" ليست فقط منبرا حرا للإنسانية بينما أراها أيضا ذاكرة لهذه الحرية، لذلك سأنشر هذه المقدمة كلما نشرت مقالا في "سلسلة مقالات منشوره" واعتذر للقارئ عن التكرار..
البلياتشو.. يعظ
عاد لتوه من عمله الشاق، فتح باب منزله بمفتاحه المصنوع من نفس نوع معدن بابه الفولازي، رغم تأخره اليوم وجد الطعام مرتب الأصناف على طاولة طويلة يحيطها 7 كراسي مصنوعة من الاستانلستيل المطلي بالفضة، وتنتظره أسرته أمام الباب كالعادة، أبنه الأكبر يقف على أطراف أصابعه ممسكا كتابه الدراسي بيده اليسرى وفي الأخرى تدور كرة على أصابعه الخمس على التوالي مرتديا قبعة ذهبية على رأسه وقميص وقفازين وبنطال وحذاء بنفس اللون الذهبي البراق، وتقف زوجته أقرب إلى الباب على يديها وتحمل صينية من الخشب بقدميها عليها كوب من عصير الليمون غارق في قاعه ثلاث قطع ثلج مربعة فقدت من حجمها حوالي نصف ساعة من الذوبان، هذة المرة لم يترك البلياتشو الكبير قطع الثلج في الكوب كما يفعل بينما حطمهم بين فكيه وابتلعهم قطع صغيرة، بـ ولا كلمة واحده، وكما يفعل يوميا منذ زواجه، قفز في الهواء بمرونة فائقة ليلامس الأرض بيده ثم أخذ شكل الكرة ودار دورتين بجسده المكور ليقف أمام مرآة غرفة نومه المسحورة ليبدل ملابس العمل، بدأ بإنتزاع جاكيت البدلة السوداء وطوحها في مكان ما بالغرفة ثم حذاءه الجلدي الأنيق الأسود ثم بنطاله الأسود ثم الكرافات الأحمر ثم قميصه الأبيض، تجرد تماما حتى من ملابسه الداخلية الصغيرة، وبدأ يرتدي ملابسه التي تميزه عن باقي العائلة كـ بلياتشو رب عائلة، إختار لهذا اليوم الطقم الأحمر البراق المنقط بدوائر لونيه متعددة وبابيون برتقالي ضخم، وعلى كرسي مرآته المسحورة وضع مساحيق وجهه وأكد الألوان مرتين وقبل أن يغادر غرفته ويقفز بحركاته البهلوانية على طاولة الطعام، أكد مرة ثالثة على ألوان وجهه والمساحيق وقال لمرآته المسحورة بصوت شبه واضح.. ها أنا هنا ها أنا قد جئت.

يجلس البلياتشو الكبير على رأس الطاولة المستطيلة، ويكلم زوجته بصوت عال مقلدا صوت "يوسف وهبي" ضعي الأنف البنفسجية والباروكه البنفسجية قبل أن تجلسي في حضرتي، وبصوت "إسماعيل يس" قال لأبنه الأكبر مداعبا إياه ضع أنفك الحمراء وارتدي قبعة الساحر قبل أن تجلس في حضرتي، تمر دقيقة في احتساء شربة الضأن الدافئة، وتسأل الزوجة زوجها.. "رأيتك اليوم وأنت تتزعم الاجتماع الذي دعوت له بالجريدة القومية، بعد الأزمه التي افتعلها أصدقائك، كنت رائعا حقا يا حبيبي، ولكن رأيت الطرف الآخر أيضا في اجتماع نقابتهم وعددهم كبير وحماسهم ملتهب.. ماذا تتوقع يا حبيبي؟، يرد البلياتشو بصوت رخيم واثق "أنا فقط يا حبيبتي في هذة الأزمه أنفذ أوامر البلياتشو الأكبر هو كل يريده في هذة اللحظة مني أنا التفكيك فقط تفكيك الكتلة إلى كتل صغيرة" ويضحك ضحكة الأشرار التي يعرفها الجميع من مشاهدي السينما والدراما التلفزيونية.
مد الابن يده ليقطع قطعة من الديك الرومي القابع أمام والده البلياتشو، ضربه والده على يده بالملعقة وقال له "يا ولدي إياك أن تتجرأ على شيء في حضرة الكبيرلابد من الإستأذان بطريقة يحوم حولها الذل والتوسل ولا تمد يداك إياك أن تمد يداك بل أتركه يعطيك ما يريده هو، ومهما كان، وإن لم يرضيك، تأخذه وأنت تتظاهر بالسعادة والإمتنان أمامه" هذة يا ولدي نصيحتي لك اليوم إلتزم بها ما حييت إن أردت أن تصل لأكبر المناصب في هذة البلد.
نشر هذا المقال بصحيفة "انفراد"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا