الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة -المشاركة السياسية- وسعت من ظاهرة -الاغتراب السياسي- في الجزائر

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


غياب إستراتيجية التكوين السياسي عند المواطن وراء ظهور الأزمة
( 15 ألف موقعا الكترونيا تابع للتنظيمات الإرهابية)
----------------------------------------------------------------

إشكالية هيبة الدولة لدى المواطن الجزائري ماضيا و حاضرا و مستقبلا كان عنوان ملتقى وطني نظم بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة ( شرق الجزائر) طرح فيه باحثون أسئلة عديدة لمعرفة العوامل الأساسية لاهتزاز هيبة الدولة الجزائر في فترة من الفترات و مدى شعور المواطن إزاء الدولة، كذلك مشكلة التربية السياسية و كيفية غرسها في النشء، و الأسباب التي خلقت ما يسمى بالاغتراب السياسي عند المواطن الجزائري، و ما هو دور وسائل الإعلام في إزالة هذه الضبابية و ترسيخ فكرة الدولة و تقريبها من المواطن، حيث اقتضى الحال النظر أو قراءة متمهلة لأمور كثيرة تتعلق بسمعة الدولة و هيبتها خاصة في عهدة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بعد إنشاء لجنة إصلاح هياكل الدولة و انتشار فكرة تشبيب المؤسسة العسكرية و إدخالها عالم الاحترافية و مدى حاجة السلطة إلى ضبط استقرارها ، و فك الصراع بين المدني و العسكري في إطار الشفافية و المساءلة في ممارسة الدولة ..، فبالرجوع إلى المراحل التي مرت بها الجزائر في العشرية السوداء و فرض حالة الطوارئ و قد سمحت هذه الأخيرة ببعض التجاوزات وصلت حد التعدي على مقدسات الدولة و تراجع هيبتها على الصعيدين الداخلي و الخارجي بسبب تفشي ظاهرة "الإرهاب" الهمجي، جعلت المواطن الجزائري يفقد ثقته في المسؤولين و الحكام و غاب عن مفهومه مشروع الدولة أمام التوسع الملحوظ لبعض التيارات القومية ، الوطنية على المستوى الجهوي أو العشيرة و حتى على مستوى الأسرة، كذلك ظروف تحول الديمقراطية في العالم الثالث و إساءة فهمها من قبل المواطن الذي اعتاد الخضوع إلى سلطة واحدة و قبول أو تطبيق قرارات سياسية فوقية دون إعطائه الحق في "المعارضة"، انتشرت خلالها بعض الممارسات مثل ( الاستهزاء بالشخصيات و الرموز الوطنية ، و التعدي على القوانين و السياسات الوطنية و بروز ظواهر أخرى مثل التهريب و الهجرة السرية..)..
رغم ظهور مؤسسات دولية تدافع عن حقوق الإنسان و احترامه، إلا أن هذا التحول انعكس على سلوكات المواطن دون أن يعي انه جزء من هذه الدولة، كما أن غياب التربية السياسية و الثقافة السياسية و غياب استراتيجية التكوين السياسي عند المواطن سواء كان مواطنا عاديا أو منضويا تحت لواء حزب ما ، خلقت لدى المواطن الجزائري ما يسمى بـ: " الاغتراب السياسي" خاصة لدى فئة الشباب، بحيث أصبح الشباب الجزائري غير مكترث بالقضايا السياسية ، و هذا راجع إلى أسباب عديدة كذلك، أهمها غياب الدور الوظيفي لمؤسسات المجتمع المدني و التنشئة السياسية و المدنية للمواطن ، و ولـّدت هذه الأسباب ما يسمى بالعداء السياسي لدى المواطن الجزائري ومقاطعته الفعل السياسي و بالأخص الانتخابات السياسية التي أدت إلى أزمة المشاركة السياسية و عزوف المواطن الجزائري عن التصويت، وقد أخذت إشكالية "الإعلام" و دوره في ترسيخ فكرة الدولة في ذهن المواطن الجزائري جدلا كبيرا بين مؤيد و معارض، فمن الأسباب التي ساهمت في تراجع هيبة الدولة ، نجد التهديدات الاتصالية و "الجوسسة" الإعلامية التي زرعتها المدارس الغربية التي تسعى إلى إبراز مساوئ و عيوب بعض الدول في إطار مصطلح جديد هو " الدولة الفاشلة" خاصة بعد أحداث سبتمبر 2001 و عودة النقاش حول المشروع النووي و هذا من باب تسويق الخوف و الفزع في نفس المواطن الجزائري، فضلا عن ظهور ما يسمى بالإرهاب" الإلكتروني" الذي عرف هو الآخر انتشارا واسعا ، تشير الأرقام عن وجود 15 ألف موقعا الكترونيا للتنظيمات الإرهابية، التي امتدت إلى مواقع التجارة في المخدرات و هو دليل كاف على فشل الدول في محاربة قضايا الفساد، يرى مختصون أن معرفة الحقيقة و البحث عنها بحرية هي من الحقوق الجوهرية للإنسان ، فهناك علاقة بين الصحافة و الدولة بحيث ينبغي على هذه الأخيرة أن تتبع سياسات تؤدي إلى حماية حرية تدفق المعلومات و الأنباء..
فالدور الذي لعبته الصحافة في الجزائر وبالخصوص في العشرية السوداء حيث كانت الصحافة المكتوبة بمثابة درع هجوم و حصن دفاع عن الدولة الجزائرية و أداة عدل و إيقاظ و توجيه و ترشيد جعلها تحتل مكانا مميزا عند المسؤولين و الحكام، كما أن الخطاب الإعلامي تنوعا و اختلافا، في الرؤى و التصورات، من خلالها أصبحت الصحافة المكتوبة تنقل صورة مؤسسة الدولة إلى المواطن عن طريق التقارير و التعليقات ، مما جعلها تعرف نوعا من النضج الفكري الإعلامي وهي المرحلة الثانية من تطور الصحافة المكتوبة و تمتد هذه المرحلة من 2001 إلى اليوم دخلت فيها الصحافة المكتوبة عالم الاحترافية، و قد حاولت الصحافة الجزائرية المكتوبة في الجزائر إرساء قواعد لمرحلة ناضجة ، حيث ساهمت في تعزيز صورة الدولة في حكمها وبنيتها أمام المواطن الجزائري سواء كان محايدا أو معارضا.

علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات إسرائيلية على بيروت وصور وسقوط صاروخ شرقي القدس


.. مسؤولة كندية تهاجم نتنياهو بسبب حربه على غزة ولبنان




.. غارات إسرائيلية على الشويفات وصور جنوبي لبنان


.. رعب في لبنان بسبب الحرب.. وإحباط من المستقبل




.. بايدن عن إمكانية بدء إسرائيل عملية برية في لبنان: يجب وقف ال