الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عود حميد ... مع بداية العام الجديد

كريم عامر

2006 / 1 / 7
الصحافة والاعلام


أعزائى القراء :-
أعتذر عن هذا الغياب الطويل بسبب أدائى لإمتحانات الفصل الدراسى الأول ، وأعدكم أن أكون على تواصل معكم خلال الفترة القادمة إن إمتد بى العمر ولم يلاحقنى أحد المهووسين دينيا بإعتداء أو قتل .
غبت عنكم فى فترة كانت مشحونة بالأحداث الساخنة بدءا من إنتخابات مجلس الشعب مرورا بصدور الحكم بالسجن على الدكتور أيمن نور وإنتهاءا بالمجزرة الوحشية التى إرتكبتها قوات الأمن المصرية بكل عنف وبربرية ضد اللاجئين السودانيين الذين كانوا معتصمين فى أحد ميادين القاهرة .
العام الماضى ، وعلى وجه التحديد النصف الأخير منه ينطبق عليه فعلا عبارة " كانت سنه سودا " ، فقد كان عاما سيئا بالفعل على الجميع - عدا الطبقة الحاكمة بالطبع - إعتدى فيه الأمن المصرى على المتظاهرين فى المظاهرات السلمية التى يفترض أن تقوم الشرطة بحمايتها بدلا من الهجوم عليها ، وتم فيه تزوير إنتخابات رئاسة الجمهورية لصالح دكتاتور مصر الأول وتم إقصاء زعيم المعارضة المصرية الدكتور أيمن نور وتلفيق قضية تزوير ضده ليحكم عليه ظلما بقضاء خمسة أعوام خلف القضبان .
بدأ هذا العام بآمال عريضة وإنتهى بمآسى وجروح عميقة تحتاج الى وقت كبير لمداواتها ، تعرضت فيه الوحدة الوطنية التاريخية بين المسلمين والأقباط إلى هجمات عنيفة وطعنات غادرة كادت تودى بها إن لم تكن قد أودت بها بالفعل ، وتعرضت صورة مصر كبلد كان فى السابق يتمتع بصفة حسن الضيافة إلى بلد سىء السمعة يقتل اللاجئين العزل الذين لا حول لهم ولاقوة دون أدنى ذنب إقترفوه أو جريمة إرتكبوها سوى أنهم كانوا يرغبون فى الحصول على حقهم فى الشعور بالأمان بعيدا عن بلاد مزقتها الحروب والصراعات الطائفية .
إنتهى العام كما بدأ ، إنتهى ووجهونا تصافح فى جريدة الصباح نفس الوجوه الحالكة التى لم يعرف جيلى غيرها .
بدأ العام الجديد فى مصر بتوافق مواقيت أعياد الأقباط مع أعياد المسلمين ، وهذا فى حد ذاته يعطينا أملا فى أن تسود حالة من الود والقبول بين أبناء الشعب المصرى بصرف النظر عن إنتماءاته الدينية .
يحدونا الأمل فى العام الجديد أن تزال كافة أشكال التفرقة بين الناس على أية إعتبارات ، فكلنا بشر تطورنا من أصل واحد وليس هناك أى مبرر عقلانى يضفى الشرعية على التمييز بين الناس بإعتبار أن أحدهم ذكر والآخر أنثى أو أن أحدهم مسلم والآخر مسيحى أو أن أحدهم أسود والآخر ذو بشرة بيضاء أو أن أحدهم ينتمى إلى الأشراف والآخر ينتمى إلى الفلاحين أو عامة الناس ، كل هذه الأساليب العنصرية يجب أن تلغى من قاموسنا الإنسانى حتى تصح نسبتنا إلى المجموع البشرى الذى تتعدد فيه الهويات بتعدد الأفراد ( وليس بتعدد الإنتماءات ) .
يحدونا الأمل فى العام الجديد أن يتم النهوض بالمرأة وتفعيل دورها بإعتبارها نصف المجتمع التى تأتى بالنصف الآخر ، يحدونا الأمل أن تلغى كافة القوانين التى تهمش المرأة وتعتبرها كائنا غير كامل الأهلية مختل الإرادة ، يحدونا الأمل فى أن تختفى من قواميسنا كافة العبارات التى تهين المرأة ومن تراثنا كافة النصوص التى تضع من شأن المرأة وتعتبرها ناقصة عقل ودين .
يحدونا الأمل فى أن يفتح المجتمع عينيه على الأسباب الحقيقية وراء مشاكله التى يتهرب من الإعتراف بها بذريعة الحفاظ على الأخلاق ، يحدونا الأمل فى أن يعيد مجتمعنا النظر فى أساليب تعامله مع الظواهر المتشرة فيه والتى ينكرها بشدة ويتهرب من وجودها حتى يحتفظ لنفسه ببريق زائف يخدع به الناس ويوهم الجميع بأنه مجتمع مثالى طاهر نظيف ، وهو فى حقيقة الأمر كالأجرب الذى يرتدى أجمل الثياب ليخفى بها عاهته !! .
يحدونا الأمل فى أن تستيقظ شعوب العالم النامى من غفوتها وأن تدرك أن لها دورا يجب عليها أن تنهض به ، يحدونا الأمل فى أن تتحطم نظم الحكم الدكتاتورية فى شتى أرجاء العالم على صخرة إرادة شعوبها ورغبتها فى إزاحة الظلم وإزالة الإستبداد .
لدينا آمال عراض مع مطلع هذا العام الجديد لا يسع ذكرها هنا ، ولكن مجرد وجود هذه الآمال لدينا هو وحده يعطينا شعورا بأن هناك أمل فى أن يتغير الوضع إلى الأفضل ، فعلينا أن لا نيأس مادامت الآمال لاتزال تداعب خواطرنا ، وعلينا أن نفترض وجود بصيص من الضياء دائما حتى وإن كانت الظلمة مطبقة علينا من كل جانب .
آمالنا ستتحقق ... مادامت قلوبنا تنبض بحب الحياة ....
أعزائى القراء :-
إنتظرونى دائما ... فلن أغيب عنكم إلا عندما تنطفىء جذوة الأمل فى داخلى ... ولن تنطفىء هذه الجذوة إلا عندما يتوقف قلبى عن النبض .. بحبكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل