الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية عروبة العراق لأجل غير مسمى

اكرم بوتاني

2016 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الإستبداد واحتقار الحرية الفردية ،هي السياسة التي تتبعها ايران ضد مواطنيها منذ نجاح الثورة الخمينية وسيطرة رجال الدين على السلطة ، حتى تمكنوا من تدمير المواطن ، وتحطيم رغباته فبعد ان كان الفرد الايراني تواقا للعلم والمعرفة وراغبا في منافسة الدول المتطورة ، باتت رغباته لاتتعدى الأكل والنوم والبحث عن المخدرات وحبوب الهلوسة .
هذا النموذج التسلطي الديكتاتوري ،هو النموذج الذي يعتز ويفتخر به ابناء شيعة العراق ، وهو النموذج المرتقب تطبيقه في العراق ،فبعد تحرير الموصل سيتحول العراق الى دولة جديدة ، دولة بعيدة عن التعددية الحزبية ، تتسلط على رقاب ابناءه سلطة دينية طائفية ، وهو ما يخطط له نوري المالكي منذ سنين ، ولامراء بان سلاسل من المصائب والنوازل ستنزل على راس العراقيين ، لأن ايران ستقود الدولة العراقية معتبرة العراق جزءا من اراضيها ، وهذا ما ينتظره ابناء شيعة العراق بفارغ الصبر وهم تواقون لتطبيق النموذج الايراني ومهيئون تماما للخضوع والاستبداد لولاية الفقيه ، لكثرة ما زرع في عقولهم من حقد وكراهية منذ نعومة اظافرهم ،وهم ينتظرون تحرير الموصل بفارغ الصبر ، ليتحول العراق الى محافظة ايرانية ، وكأن الفرد الايراني يعيش غاية السعادة وغاية الترف تحت حكم المرجعية ، فالموصل هي آخر معقل من المعاقل المتبقية التي تربط العراق بالعالم العربي ، فماذا سيكون مصير ابناء المذهب السني بعد تحرير الموصل (العرب/الكورد)؟
بالنسبة للعرب السنة لم تبقى امامهم خيارات كثيرة ، فما عادوا يتحملون اكثر مما تحملوا من قتل وتشريد وتدمير ، فما عساهم فاعلين اذا كانت قياداتهم متخاذلة مع جلاديهم ، وقد ادارت لهم ظهرها واهملتهم واهملت حقوقهم ، بسبب تشيعها من اجل مصالح مادية ضيقة ، واذا ما كانت سجون السلطة مزدحمة بابنائهم بتهم الإرهاب ، واذا ما كان الدورالعربي مغيبا بالكامل سوى من تعابير الرفض والاستنكار الخجولة لتثبت للعالم بان العرب لايتعدون كونهم ظاهرة صوتية ، كل هذا يدفع العرب السنة الى الخضوع والامتثال للأمر الواقع وهو الحل الوحيد امامهم ، رغم انهم يدركون بأن القتل على الهوية سيستمر رغم الامتثال والخضوع (الا اذا كان للرئيس الامريكي المنتخب كلمة اخرى) .
اما الكورد فامام خيارين ، الخيار الاول ، هو ان يتركوا خلافاتهم الحزبية جانبا وان يوحدوا صفوفهم وان لايثقوا بالشيعة ووعودهم ، فالحرب قادمة ولامهرب منها ، فما يردده قيس الخزعلي ، هو حقيقة ما يطبخ في مطابخ ايران ، ولايجوز الاستخفاف بأقواله ، وانما يجب ان تأخذ اقواله بجدية وان تعتبر تلك الأقوال رسائل ايرانية تصلهم من رجل حاقد لايدرك غباءه ما يتفوه به من امور السياسة ، وان يتهيئوا للمنازلة الكبرى ، وميعاد المنازلة مرتبط بتثبيت حكم بشار الاسد في سوريا ، حيث ستتحد كل الفصائل الشيعية لمحاربة الكورد ، ليكون العراق بكامل اراضيه وساكنيه تحت سلطانهم ، ولا يتورعون استخدام اشد انواع القسوة في سبيل تحقيق غاياتهم ، وحسن نصرالله قد اشار الى ذلك في الكثير من المناسبات ، اما الخيار الثاني هو ان يعلنوا الدولة الكوردية دون خوف ، لا من طهران ، ولا من انقرة ودون الرجوع الى بغداد ، حيث لايعقل ان يرضى الذي إستعمرك واستعبدك ان تتحرر من قبضته وان تكون حرا وصاحب دولة وتضر مصالحهم في قادم الايام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله