الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحة والتعليم ... فشل مقصود

حسين عبد المعبود

2016 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الصحة والتعليم .. فشل مقصود
الخدمة الصحية تسير من سيئ إلى أسوأ ، ولا علاج ولا خدمة طبية إلا لمن يملك النقود أوالواسطة ، ويا بخت من ملك الاثنين معا ، والتعليم قد أصبح في خبر( كان زمان ) وحسب ما قال الفاجومي : ( التعليم بقى يافطة وذكرى ) كل ذلك بسبب السياسات الفاشلة التي انتهجها الحزن الوطني سابقا وحب مصر حاليا ، وبسبب إهمال متعمد ، فلا رؤية ولا برامج محددة ، ولا ثواب ولا عقاب ، كل ذلك عمدا ودعما لخصخصة الصحة والتعليم ، وكل ما تفعله الحكومات : ماهو إلا كلمات إنشائية ، وخطب رنانة مناسبة للمؤتمرات واللقاءات الصحفية ، والتصريحات التليفزيونية والإذاعية ، لكن لا فكر ولا إرادة .
وبتضليل واضح وبلا خجل يقولون أن ما نعانيه من أزمات ومشكلات صحية وتعليمية بسبب تراكمات لسياسات الحكومات السابقة ، يتملصون من مسئولياتهم ، فهم السابقون وهم الحاليون ، وكأن الحكومات السابقة هم ليسوا امتدادا لها ولا من جنسها ، أو كانت مُشَكلة من حزب أو فصيل غيرهم ، فالسياسات السابقة والحالية هي سياسات الحزن الوطني وإن لم يكن له لافتة ولا وجود قاوني ، إلا أنه موجود متخفيا تحت أسماء ولافتات جديدة مثل : حب مصر وتحيا مصر ، ومستقبل وطن وحماة الوطن ، وطن طن طن .... وكلها حزن وطني بأسماء ولافتات متعددة جديدة ، ولكنهم يفعلونها ويخيلون .
يقولون أن تدني الخدمات الصحية بسبب سوء الحالة الاقتصادية وأننا نحتاج المليارات والمليارات لإقامة المباني والمنشآت اللازمة ، والمليارات للأدوية والأجهزة الطبية ، مع العلم أنهم مسئولون مسئولية كاملة عن تردي الأوضاع الاقتصادية ، لكن يمكن تقديم خدمة طبية مناسبة دون الانتظار للانفراجة المالية وحتى إقامة المباني والمنشآت ، وقد كان ذلك يحدث في الماضي ، فبعد ثورة يوليو وحتى متصف ستينيات القرن الماضي كانت المباني لكثير من المستشفيات متواضعة جدا ، بل كانت هناك مستشفيات عبارة عن أكشاك خشبية ، وحجرات من البوص ، وخيمات ، ولكن كانت هناك خدمات طبية ، وكانت هناك حملات صحية تجوب القرى والنجوع ، والقضية كلها تكمن في الرغبة في التخلص من كل ما هو مجاني ، وتشجيعا للمستشفيات الخاصة .
ويقولون أيضا أن السبب في تردي العملية التعليمية هو : الكثافة وضيق الأماكن ، وحالة الاقتصاد المتردية ، نعم كل ذلك موجود بالفعل ، ولكن يمكن التغلب على ذلك ، أو التقليل من أثاره وسلبياته قدر الإمكان : بانتظام الدراسة ، والاهتمام والتأكيد على حضور الطلبة والمعلمين ، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب على المعلم قبل الطالب .
كل الفشل الذي نعانيه في الصحة والتعليم فشل مقصود ومحمود من قبلهم ، بغرض التخلص من حكاية المجانية وحواديت ثورة يوليو وعبد الناصر فهم يرونها غير صالحة لهذا العصر ، بل هي السبب في ما نعانيه ، ولا بد من التخلص من هذه المجانية التي ساوت بين العامة والنبلاء ، بين السادة والعبيد ، وتساوي بين ابن بائع الفول و ابن الحلاق وأبنائهم . مع ملاحظة انه في أحيان كثيرة تفوق ابن بائع الفول وابن الحلاق على أبنائهم !!
تُخرّب المستفيات الأميري لصالح المستشفيات الخاصة ، وكل مستشفى عام مهمل ولا يقدم خدمة ولو متدنية ، بل عبارة عن طلل ، دعما للمستشفى الخاص القريب منها .
وتُخرّب المدارس الرسمية لصالح المدارس الخاصة ، والمدارس الحكومية أو الأميري لا تلقى الرعاية أو الاهتمام بل مهملة تماما دعما للمدارس الخاصة .
فهو حقا فشل ولكنه فشل مقصود ومحمود ، لأن حكومات الحزن الوطني سابقا وحب مصر حاليا ، شرعية أو لقيطة اتجهت بالفعل ومنذ زمن للقضاء على ما ماتبقى من تعليم مجاني وما تبقى من خدمة صحية مجانية ، ومن كل ما هو مجاني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا