الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانة للشهداء وللتاريخ المشرق للاتحاد

مصطفى بنصالح

2016 / 12 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


خيانة للشهداء وللتاريخ المشرق للاتحاد

في خضم الإعداد للمسيرة الطلابية الوطنية، بمناسبة الذكرى الستون لتأسيس الإطار التاريخي العتيد، اتحاد الطلبة إوطم، والتي تصادف في نفس الآن انطلاق المعركة الوطنية للدفاع عن مقر المنظمة إوطم، المستهدف صراحة من طرف النظام وأجهزة دولته القمعية، منتهزا الفرصة بسبب الحصار الدائم، وطول مدة التضييق، والحظر العملي على كافة أنشطة الاتحاد.. وهو الشيء الذي نتج عنه تراخي ملموس في هيكلة الاتحاد، وتبخيس للتنظيم، ولدور العمل الوحدوي في إنجاح معارك ونضالات من هذا الحجم.. في هذا السياق برزت بعض المعطيات الجديدة، مرافقة للمعركة ولعملية التحضير للمسيرة الطلابية الوطنية، وجب الوقوف عندها بكل جرأة ومسؤولية.
ورفعا ﻷي التباس، ومن موقع المشاركة النضالية في المعركة ﻹنجاحها، حيث يجب أن يتـّجه الفعل لتدعيم الخطوة، وتوسيع رقعة المساندين والمدعـّمين لها، عبر مدّ الأيادي وتثمين الجسور من أجل التأسيس لعمل وحدوي ديمقراطي وتقدمي، يؤكـّد على خلاصات ندوة 23 مارس التاريخية، ويأخذ بزمام المبادرة، عبر فتح حوار شامل بين جميع الفصائل الطلابية التقدمية، لضمان مشاركة الجميع، قيادات وقواعد طلابية في هذه المعركة المصيرية، دفاعا عن حق إوطم في الوجود، ودفاعا عن المجانية وعن الحق في التعليم، وحفاظا على مقر المنظمة التاريخي.. وفي هذا السياق ثبت وأن استل المتآمرون، وكافة الانتهازيين والرجعيين، سكاكينهم لمباشرة "البقرة المنهارة" إوطم، والاستعداد لنحرها من الوريد إلى الوريد، مستعملين في ذلك جميع الأساليب والخطط الخبيثة لجر إوطم لتلك المستنقعات الظلامية الموبوءة، توسيعا لقاعدة "المعارضين للمخزن!"
لقد تعرّت وانكشفت مراميهم الدنيئة هذه، والتي تجسدت بشكل جلي في التنسيقات المتتالية والمتواترة، بين الحليف الظلامي المعروف، والمعادي علانية ﻹوطم، ولهويته التقدمية والديمقراطية من جهة، وبين بعض الاتجاهات الانتهازية التي تدّعي الثورية وتـُنسب نفسها للتوجه الديمقراطي داخل الساحة الطلابية والجماهيرية.. في هذا السياق لم يتوانى اتجاهان سياسيان، عن الإقدام علنا عن تطبيع العلاقة مع جماعة "العدل والإحسان" الظلامية وتيارها الطلابي، والتنسيق معها، ومشاركتها العديد من الندوات والملتقيات، بشكل يبيّن عن مدى استهتار قيادة الاتجاهين بالمبادئ، وبالهوية التقدمية، وبخطورة ما يحاك بالليل ضد المنظمة إوطم، وفصائلها التقدمية والديمقراطية.
فصيلان سياسيان "النهج الديمقراطي" وتيار"المناضلة" التروتسكي، اتخذا هذه الخطوة، في تراجع ملموس وخطير، لم يجد له من تفسير من يقدّر، ويحترم مبادئ النضال اليساري والتقدمي، ومن له أدنى ارتباط بالمرجعية الماركسية، المدافعة والمنافحة عن الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لطبقات الشعب المحرومة والمسحوقة.. فليس من الصدف في شيء، اختيار هذا التوقيت بالذات لتسريع شتى المبادرات، التي تتجه لنفس الهدف والمنحى.. إذ سبق لهذين التيارين الانتهازيين أن أقدما على خطوات مماثلة ومريبة، خلال المشاركة والدعم ﻻنتفاضة العشرين من فبراير المجيدة، التي تحوّلت بقدرة قادر لحركة، ولجبهة سياسية معارضة للمخزن ولسياساته وصلاحياته، تلف اليمين بـ"اليسار" وترص الجميع وراء "الجماعة"، ابتداء من "النهج الديمقراطي" ثم "فدرالية اليسار" و"تيار المناضلة" و"حزب الأمة" و"حزب البديل الحضاري"، وبعض من الشتات اليساريين والديمقراطيين.. تجمعهم وتحشدهم حول أرضية حد أدنى للمطالة بالإصلاحات السياسية وبالملكية البرلمانية..الخ
فخلال السنة الفارطة هرول المسمى "محمد بوطيب"، وهو ممثل لتيار ا"لمناضلة" بعد أن طلـّق خلسة، وبدون سابق إنذار أو تقييم أو نقد ذاتي، يشرح أو يبرر أسباب انفصاله عن رفاقه القدامى بإحدى مجموعات "البرنامج المرحلي" بجامعة وجدة.. وكذا أسباب تراجعه عن ماضيه اليسراوي، الرفضوي، والمعادي لأي شكل من أشكال التنظيم والانتظام، بما فيه عداؤه للهيكلة الإوطمية، وللعمل الجماعي، والوحدوي مع باقي الفصائل الطلابية التقدمية والديمقراطية، باعتباره تنسيقا مرفوضا "سيزكي" الاعتراف بالاتجاهات الإوطمية "الإصلاحية والتحريفية"..الخ هرول أخيرا، وبدون حياء، ﻹحدى المنصات بجامعة طنجة، وهو المهووس أصلا بالمنصات وبالزعيق داخل القاعات وفقط! والمتحمس للتسابق على المكروفونات، وإلقاء الخطب والكلمات.. ليلقي بكلمته جنبا إلى جنب ممثل جماعة "العدل والإحسان" في تحدي خطير لدماء الشهداء، بمن فيهم المعطي وبنعيسى.. الذين أشرفت على تصفيتهم هذه الجماعة الإرهابية بكل برودة دم، ودون الحاجة للندم، أو الأسف عمّا اقترفته أياديها النجسة، في حق مناضلين لهم الحق في الحياة، والوجود، وممارسة الصراع، والخلاف..الخ لم يراعي التزاماته واتفاقاته السابقة مع حلفائه المشرفين على ندوة 23 مارس، التي كان من الممكن أن تمشي بعيدا في دربها الوحدوي والديمقراطي.. وفضّل الركوع والانصياع للقطب الظلامي مقتفيا أثر الأخ الأكبر، "النهج الديمقراطي"!.. ويا لها من فضيحة مذلة!
لم تقف الأمور عند هذا الحد، بل بادر ممثل هذا التيار الانتهازي نفسه، خلال الأسبوعين الأخيرين، متخذا خطوة أخطر وأعمق من هذه، وهي مشاركته بمدينة أكادير بملتقى طلابي دعت له الحركة الثقافية الأمازيغية، إلى جانب "منظمة التجديد الطلابي" أي "حزب العدالة والتنمية" وهو حزب الحكومة، ومنفذ مشاريع الدولة، والمشرف على تطبيق مخططات صندوق النقد الدولي وكافة الشركات العابرة للقارات..الخ بالإضافة لجماعة "العدل والإحسان" التي تدّعي زورا وبهتانا انتماءها ﻹوطم.. تـُسابق الزمن لهيكلة تعاضديات تنظيمها المهزوز، وتتربص بنضالات الحركة الطلابية وبمعاركها المصيرية، بما فيها معركتها دفاعا عن مقر الاتحاد، تنفيذا لدسائسها ولخططها الدنيئة في محاولة يائسة لاستئصال إوطم التقدمي المكافح، من جسم الحركة الطلابية ومن فضاءات الجامعة ككل.
وعلى نفس النهج، لم يتأخر "الرفيق" ممثل النقابة الوطنية للتعليم العالي بالبيضاء "محمد أبو النصر" عضو "النهج الديمقراطي"، عن المشاركة والإشراف على إحدى الندوات بالجامعة، نظمتها جماعة "العدل والإحسان" حول موضوع التعليم.. مجسدا انحراف الحزب عن المبادئ الاشتراكية الأصيلة، التي لا تقبل المساومة أوالتحالف مع أعداء الاشتراكية والفكر الاشتراكي، مهما تفتقت شعبويتهم وثابرت على "معارضتها للنظام وللمخزن".! هكذا إذن تنفضح المؤامرات والتنسيقات الاستباقية، لتخرج للعموم والهواء الطلق، بحثا عن الشيطان قصد التحالف معه، ومعانقته، والتزلف له، طمعا في الحشود وأملا في الانصهار "الجماهيري" المنشود.
لقد تأكدت بالملموس، خيوط المؤامرة، وتبيّن للجميع أن المتباكين على ضياع مقر الاتحاد أو التخوف من تحويله لمتحف، حسب الاقتراح السخيف الذي تقدم به أحد قدماء "الثوريين" المغاربة، الحبيب الطالب ومن معه ووراءه.. بأنه كان لغاية في نفس يعقوب، لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بمقر الاتحاد، وبمستقبل الاتحاد، وبنضالات الاتحاد.. وبالتالي ستكون المعركة ساخنة وطاحنة، وستضع أصحاب الحقوق، المعنيين مباشرة، أي الجماهير الطلابية بمعية قياداتها الميدانية من الفصائل الطلابية الديمقراطية والتقدمية، الممانعة بإجماع للهجوم على مكتسبات الحركة، المادية والديمقراطية والقيمية..الخ فهي من لها كلمة الحسم الأخيرة، حيث ستكون في الموعد خلال مسيرة الرباط، تخليدا للذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.. حينها سيكون للمعنيين بهذه المعركة كلام آخر مع كافة الانتهازيين والعملاء المندسين، دعاة الانفتاح على "جميع القوى المناضلة" "المعارضة للنظام والمخزن"، بالرغم من ظلامية هذه القوى المعارضة، وبالرغم من معارضتها ومعاداتها للمشروع التحرري الديمقراطي التقدمي!. متجنبين الأسئلة المشروعة والمحرجة، عمّا هي حقيقة هذه المعارضة؟ وما هي أهدافها؟ ولمصلحة من تخدم هذه المعارضة؟ وما هو مشروعها المجتمعي؟ وما موقفها من القضايا المجتمعية المختلفة؟ من المرأة مثلا؟ ومن المِلكية؟ ومن حرية الاعتقاد؟..الخ

مصطفى بنصالح
20 دجنبر 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات