الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلاق الكترونية

ليلي عادل

2006 / 1 / 7
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


لم أكن يوما" من المعتادين على أستخدام الأمثال و الأقوال ومن اللذين يدرجونها بين الجمل ليثبتوا شيئا" أو ليوضحوا فكرة ما ..لأني لا أؤمن بالثوابت و القوالب الجاهزة و لا أحبذ الأحكام المعممة لفكرة و تطبيقها على شيء أو شخص ..لكن هناك مقولة تثبت لي التجارب أنها غالبا" ما تنطبق وهي مقولة :(( الأناء ينضح ما فيه)) ..فالمفكرين و المثقفين عندما يتعرضون لموضوع أو فكرة معينة يناقشوها بفكر و مصدرهم التراكم الثقافي المخزون لديهم و يمكن لقاريء خبير ان يكشف توجهات الكاتب و نوع الخزين الفكري الذي يملكه من خلال ما يستخدمه من كلمات و الفاظ ..وأسلوب مناقشته للأفكار فهناك من يختار فكرة و يبني عليها موضوع لتثبيت الفكرة ..و هناك من يهشمها لينفيها ..فضلا" عن تنوع الأساليب في الكتابة ..المهم في كل ذلك ان هناك حدود أخلاقية و الفاظ محرمة يلتزمها الكاتب المتمرد قبل غيره ...كما في الحياة فيمكننا من خلال التحاور مع شخص لا نعرفه مسبقا" ان نحكم على نوع البيئة التي يتحدر منها و بتعمق أكثر يمكن معرفة نوع الحياة التي عاشها و الأشخاص اللذين عاشرهم ...فالشخص الذي مصدره الحياتي بيئة نظيفة ...أخلاقيا" تربى على أحترام الذات و بالتالي أحترام الآخر حتى لو كان مختلفا" و مخالفا" له بالأفكار و التوجهات...يمكننا أكتشافه من خلال طريقة مناقشته للأفكار بحيادية مع النفس قبل ان تكون تجاه هذا الآخر ..
لكن هناك نوع آخر من الأشخاص يمكننا ان نعرف ان بيئتهم التي تظهر ملامحها من أول خلاف أو نقاش على فكرة لا تتماشى مع أساسياته و مصالحه و غالبا" ما تتغير ثوابت هؤلاء مع تغير المصالح الحياتية و المادية ومصادر القوة التي يعتمدونها بعد ان تنفد لديهم قواميس الألفاظ النابية المستخدمة بداية" , و عادة ما يبتعد هؤلاء بل هم لا يعرفون معنى" للتفكير الحيادي و الحوار الفكري العلمي ...و لا يؤمنون بشيء أسمه أختلاف أو تنوع التوجهات و الأفكار ..و حرية الرأي و التعبير , فأما أن تكون مع ...أو أتهموك بكل الصفات التي كانت تتصف بها بيئتهم التي علمتهم أياها ...
تخيلوا اليوم و بعد كل ما رأيناه من مصائب و موت يطاردنا و يقترب كل يوم أكثر من الذي قبله ..ما زال هناك الكثير ممن يتمسك بمبدأ القوة و القتل و الأساليب اللا أخلاقية حتى بأستخدام التكنلوجيا المتطورة التي أنتجتها عقول لا تعرف معنى الشتيمه ..
لقد أبتكر هولاء اللا أخلاقيون الشتيمة الألكترونية و يستحقون براءة أختراع على هذا المنجز العظيم الذي أنتجته عقولهم الخرقاء ..
و أنا أطالب بمحكمة عدل الكترونية تحكم و تنصف المشتوم لأخذ حقه من الشاتم ليعم مبدأ" الأخلاق أولا" ....على الأقل الكترونيا" , بعد أن صرنا" بعيدين عنه كثيرا" في هذه الحياة الدنيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اياد نصار وسلوى عثمان ودينا فؤاد وكارولين عزمي وزيرة التضامن


.. النائب أيمن محسب : هناك أدوية رئيسية لأمراض مزمنة مايقدرش ال




.. كارين جان بيير ترد على سؤال حول مدى خطورة إنفلونزا الطيور ال


.. هل تستعد فرنسا للاعتراف بمغربية الصحراء الغربية؟ • فرانس 24




.. صورة معدلة لمجلة تايم تنتشر على الإنترنت بعد مقابلة مع ترامب