الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للبالغات ، و البالغين ..!

ميشيل زهرة

2016 / 12 / 22
الادب والفن


هناك في زمن ليس مُهمّا أن نعرفه .. وفي مكان كثيف الظلال ، أخضر ، و ماء هاديءُ الجريان . و على ضفة سكرى برغبة بدئية التمنّي .. عارية من زيف ساديّة الحضارات .. هناك ، كانت رقصة الآلهة . هناك ، كانت رقصة مجد الحياة الخالدة . في حضرة آلهة المكان البدئي ..سناجب ، و ذئاب ، و بنات آوى . و أفعى تتدلى على غصن كأنها تراقب تهمتها القادمة . لكنها تراقب ، أيضا ، و تبارك ، رقصة الفطرة الخالدة في الروح . فتنتعش ، و تتلوى فرحا ببراءتها .
في ذاك المكان الموغل في سكينة الروح ، التي أسست ، فوق مساحة شموخها ، تبرئة شيطانها المظلوم أمام عدالة قضاة ظالمين .
هناك ، كانت الضحكات تزلزل أرجاء الوادي الذي راحت جنباته تُصفّق فرحا ، كطقس زفاف كاهنته الغابية . هناك يرتعد القلب توقا ، و عشقا ، مشاعا . يعزف القلب نشيده لاستمطار ، ميلاد ، الفرح الغامر من الجسد ، كغيمة يستحلبها النهرُ ليسقي ضفتيه ، و ترفده الينابيع بمحبة ، و تلقائية . هناك عرفتَ كيف تمتطي الصوت بلا سرج ، و لا لجام ، لترحل في بحر السمع ، و تغرق ، ثمة ، بنشوة جنين في رحم . هناك عرفتَ كيف تطير في فضاء ( عين ) من يعصف بك الهيام إليها / إليه / . هناك كان الدرس الأول ، لمعنى : أن ترسل الروح عبر مسام الجسد ، إلى جسد الهائم عشقا . و يرسل إليك ، لتكتمل دارة الألوهة الخالدة . هناك ، كانت الأسس الأولى للجمال الخالد لرعدة ألم الموت ، و الميلاد ..! في لحظةٍ عارمة الموت في الجسد، ليرتعش العالم من أدناه إلى أقصاه ، ويتحول إلى رعد ، و برق، لينير غابية الروح و الجسد .
تستنفرُ آخر الشعيرات النامية على مسار الظهر الطافح بالصهيل ، و على محياك ترتسم ملامح الغابة بكل تجلياتها . في تلك اللحظات المغمورة بالمجد ، و المشغولة بالفرح العميق ، تكون قد دخلت روح العالم لتعرف أسرار الأبدية ، لتتأكد أن لا شيء ، هناك ، غيركما في لحظة انتصار على كل القوى العاتية ، و إن تعالت أسماؤها . ! هناك فقط ، ترى الأزل يعانق الأبد بهيام فريد .
هناك ترى أنكما تحولتما إلى ذئب ، و ذئبة ..هناك في لحظة المجد الخالد لإيقاع الروح و الجسد . ترى ذئبتك ، وقد كشرت ، انتشاء ، و شهوة ، عن أنيابها ، من فرط الدفء الشامخ ، في لحظة انقضاض لذيذ . تنقضّ على كتفك الأيمن فتعضه تاركة ندبة زرقاء فيه ..فتنقضّ أنت على كتفها الأيسر لتغرس فيه نابيك ..ألستَ الذئب الراحل إلى ذروة الألم ، كي تصل إلى الإثارة العظمى التي تفتح لك أبواب الخلود السامي ..؟؟ ألستما الذئبين الراغبين في موت يفتح بوابة الحياة الحرّة ..؟؟ إذا أطلقا لروحيكما العنان ، كأفراس غابيّة بلا سروج ، و لا ألجمة .. و لم يُقلّم حوافرها البيطار .
هناك تتحولا ..!! يقف الذئب على مرتفع ، و يصلي للقمر ، صلاة : ( المجد للحياة ..!! ) و تقف الذئبة على بوابة معبدها ، ككاهنة تُدير قدّاس مجدها الأزلي في ميلاد جديد ..! تلتفّ الأفعى ، على غصنها ، بمودة ..و السناجب سحبت ما تبقّى من ثمار الجوز إلى جحورها . و بنات آوى راحت تمجد الكون بأغنية تُرسلها على صهوة الريح القادم مع جريان النهر ، من الأزل ، و إلى الأبد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا