الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نحن والميلاد:
فلورنس غزلان
2016 / 12 / 23الادب والفن
لماذا نحن دون العالمين ؟ ، لماذا نحن دون البشر؟ مُحَزَّمون بالخوف منذ ولادتنا ، نشرب السُم قطرة قطرة ، ونتجرع آلاماً لم يذقها سوى المسيح فوق صليبه......المسيح ، آب وابن ...قام من موته ، ونحن من يقيمنا من هذا الموت المتسلسل والمتناسل في أرحام نساء ينجبن وحوشاَ يفتكون بأطفالنا ونساءنا ...بالخريطة والوطن ، ويرفعون رايات غريبة ...يفرغون المدن المستسلمة لأبواق الغرباء .
لماذا نحن؟ وفي ميلادك الذي يعني يوماً جديداً ، الذي يعني أفقاً أكثر نوراً ، الذي يعني انتصار الحقيقة على الوهم.
ألسنا جديرون ببشارة منك؟ بإشارة ترسمها على الأرض لينبت السلام ....تلجم أفواه الطغاة ، وتكبح جماح الغزاة .
ألا تسمع يانبي السلام نحيب جبالنا ، زفير أنهارنا ، وغضب سمائك ينهال فوقنا؟ ...ألست من يعرف بسرائر الناس ، ويرى الطعنات تسدد لصدور البؤساء منا؟ ، وعلى وخز آلامنا يتبادل الزاحفون الأنخاب بعد كل هزيمة انتصروها بدمنا.
على أبواب المدن المنشطرة نتمرغ في وحل أرواحنا المكسورة ، نحتضر فوق تراب الأرض، شفاهنا متيبسة، وعيوننا زائغة ، لأن الذعر يحيط بنا ، والخجل والهوان يزيد من نشيجنا اشتعالاً.
نوشك على التلاشي ياسيدي المسيح....
تطاردنا أشباح أعوام حبلى بالحزن والجوع والألم والموت ، ونرنو إلى غدٍ ضبابي يحمل في بَرقِهِ الصقيع والبرد ، وينذر باحتمالات جُل مواعيدها يتأبط شراً مدججاً بكلام السُعاة وبطش الرُعاة.
تأتِ في موعدك ، ونحن البشر الذين سمعنا عنك ولم نرك ، لانعرف لك هيئة ولا شكلاُ ، نحن الذين رُبِطنا بحبلك ، بحبل الدهشة أمام قدراتك ، جئت يتقدمك الغيم ، ونحن نرتعش خوفاً منك وخوفاً عليك،
أن تطالك الشبهة لو انحنيت ورأيتنا، أن تُصاب بالخجل حين تشاهد مواكب أطفالنا تتدافع أيديهم نحوك ...لا للتبرك بك أو التقرب إليك، وإنما لاعتقادهم أنك تحمل لهم خبزاً وأملاً....وأن سلال الأزهار وألوان الأشجار التي تحتفي بك تحتوي على مايسد رمقهم ، وأن موسيقى ميلادك ستتدفق عليهم بسيل من دفءٍ
يُعيد لهم لذة النعاس بعد أن تفلت عضلات أجسادهم المتيبسة من ضراوة البرد وقساوة الحياة.
طوابيرهم تتقدم ياسيدي المسيح، يحلمون بإزاحة الموت المتربص بهم ...أيمكنك أن تزورها تلك المدينة، التي صمتت أجراسها ، مع أن صلاة أخرى أُعلنت من مآذنها ...منعت عليهم الحزن وطالبتهم بالخشوع!.
سنحتفل بك على طريقتنا ....سنطلق كل المكبوت في صبرنا ، ونرسل بالصور التي لايحتملها خيال البشر لتفتك بمن يفهم عشق الوطن....لتصرخ في وجوههم : أهكذا علَّمَكم مُخَلِص العالم ؟، أن "أحبوا حتى أعداءكم".
سنحتفل بك في هجرتنا القسرية ، وعليك أن تفضح بحضورك معنا هذه الجنازة الأخيرة ، التي خرجت من حلب....حلب الشغوفة بفك طلاسم قدوسك وفهم نبوءتك في خلاصها من حزنها....مدينة تفخر بأنها
دون المدن استقبلت ميلادك في يوم نالت منها يد طغاة الأرض الذين ستشفع لهم بغفرانك!
أنت يارسول الكلمة لم يبق لنا سوى أن نذبح خلايا الصبر فينا ، فقد أوشك حبك أن ينضب أمام نحيب الراحلين.....فليأتِ الحداد ، وليجف المدى والمداد...في يوم الميلاد...يوم لم يولد منه وفيه إلا الموت، فهل يليق بك ياسيدي المسيح أن نحتفل بميلادك ونحن على شفيرخيطٍ بالٍ؟ نتوشح بالحزن ونهرب من المفاجآت....أيليق بك ألا تمد يدك إلى انتشال مولود جديد من رحم الموت ، وأن تختصر عذاب سنين طويلة بولادة طفل السلام؟.
22/12/2016باريس ــ
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تزاحم شديد حول عامر خان بمهرجان البحر الأحمر ونجم بوليوود يع
.. نسخة جديدة من بطولة ون للفنون القتالية تقام بصالة لوسيل للأل
.. بيشتغل دوبلاج تركي.. أحمد أسامة فنان متعدد ??
.. ما بين الصيدلة والتمثيل.. رحلة مريم كرم صيدلانية وممثلة
.. أنتوا اتخانقتوا مع بعض ؟.. أبطال كاستنج عاملين قلق على المسر