الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة مقالات منشوره (6)

طارق سعيد أحمد

2016 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


تعبيرا عن امتناني لانضمامي مؤخرا إلى منصة كُتاب صحيفة "الحوار المتمدن"، ولثقتي في قارئ الصحيفة المتميز عميق الثقافة وكثير المطالعه قررت بعد سماح هيئة تحرير الصحيفة وإذن القارئ أن انشر مقالات لي قد نشرتها من قبل في العديد من الصحف "بالتوازي مع مقالي الذي اخص به الصحيفة دون غيرها"، وهذا ايمانا مني بأن صحيفة "الحوار المتمدن" ليست فقط منبرا حرا للإنسانية بينما أراها أيضا ذاكرة لهذه الحرية، لذلك سأنشر هذه المقدمة كلما نشرت مقالا في "سلسلة مقالات منشوره" واعتذر للقارئ عن التكرار..
اختفاء ميدان التحرير
الحلم أروع ما خلقه الله لنا على هذا الكوكب. كلنا نحلم، الظالم والمظلوم، الحاكم والمحكوم، الكبير والصغير، الكل يحلم، ليسخر من حلمه أو يسعى لتحقيقه أو حتى ليحكيه لصديق له في إحدى وسائل المواصلات، وأحيانا يعتبره آخرون أنه سر الأسرار.. المهم أن يستيقظ ليعرف أنه كان في حلم.. مجرد حلم، ومن ثم يفتح باب غرفته على العالم، ويتحرك في اتجاه ما يحقق له وجوده، لكن تكمن أزمة الحلم الجماعي الذي يبدو رائعا من الخارج أنه يتحول إلى كابوس، فقط، حين يقرر ـ أحدهم ـ الغرق في النوم لا الغرق في الحلم!.
من هنا يبدو تفسير تظاهرة “جمعة الأرض” واضحا ومرتبط بأوصال الحلم الواحد، وكان رفض قرار ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة السعودية، ومن ثم التنازل عن جزيرتي “صنافير وتيران” هدف وطني الغرض منه البحث عن الوجود، أو بمعنى آخر تعبيرا صارخا في ابداء الرأي “وهو مشروع وحق إنساني أصيل” خصوصا بعد قرار الرئيس المفاجئ للجميع “في مصرفقط” واكتشاف معرفة الكيان الصهيوني وأمريكا والسعودية بالأمر بل بالأحرى تمت المشاورات بين جميع هذه الأطراف. هذا الأمر في تعميق فكرة أن الرئيس يتجاهل شعبه، وأكد على الأقل أنه لا يعتبر الشعب شريك في أخذ قرار مصيري!. كان ذلك صادما لقطاع كبير من الشعب المصري “وأنا منهم” يحيا على هذة الأرض “وطنه” مؤمنا بأنه صاحب السيادة الوحيد عليها.. وهذة هي الحقيقة الفعلية والمُطلقة.
بعد الحكم بمصرية الجزرتين لم يلتفت الرئيس لهؤلاء الشباب الوطني العاشق لتراب أرضه والمستعد للدفاع عنها في أي وقت، ولم ينطق بكلمة واحدة ـ توحد ربنا ـ عن مصيرهم الغامض، والذي ارتبط بأمر فصل فيه القضاء، وكأنهم في مكانهم الطبيعي وسط المجرمين واللصوص والقتلة!.
يفسر ذلك الموقف، الإصرار على وجود قانون التظاهر الذي يُعتبر المعادل الموضوعي، وبديل قانون الطوارئ خلال عصر مبارك الفاسد، والذي بمقتضاه كان يبطش بمعارضيه ويزج بهم في السجون بعد ملاحقته الأمنية لهم. صورة كربونية نتحرك داخلها بعد تغير العناوين الجانبية واستبدالها بأخرى براقة، لكن تختلف هذة الصورة “الجديدة” في محاولات مستميتة من قبل النظام لحذف رمزية ودلالة ميدان التحرير من الواقع، وتصدير أفكار للشارع المصري توهمه بـ اختفاء ميدان التحرير من الحياة السياسية!.
ولكن، الأزمات المتلاحقة ترتب مشاهد الواقع المؤسف بالشكل الذي يسمح بتصنيفها ووضعها في ملفات خاصة، ومن ثم بناء هيكل معارضة مصرية “رغم تأخره” تساعد برأيها ورؤيتها ومواقفها في حل الإشكاليات المتراكمة. هذا ما ترجمته بعض القوى السياسية والحزبية المهتمة بملف الحريات في مصر، فبادرت منذ أيام بـتدشين حملة تضامنية تحت شعار “تضامنا مع سجناء الرأي”، والتي تمتد خلال الأسبوع الحالي بالتوازي مع الحملة الشعبية للدفاع عن الأرض “مصر مش للبيع”، وتستضيف الحملة قيادات سياسية وشخصيات عامة وتقيم ندوات تثقيفية وشعرية حول قضايا الشباب وأحوالهم خصوصا السجناء منهم، بواقع ندوة يومية تتبادلها المقرات الحزبية ويطلق اسم أحد سجناء الرأي الشباب على الندوة، والخروج في نهاية الأسبوع الجاري بتحركات سياسية وقانونية ضاغطة من أجل الإفراج عن كل سجناء الرأي.
الحلم، تلك الطاقة الكونية الساكنة داخلنا تحرك العالم من حولنا وتعطيه خصائصه الإنسانية التي تثبت في كل مرحلة وعصر أنها قادرة على نسف الجبال وإنبات الزهور، احلم كما شئت لكن لا تسمح ـ لأحدهم ـ أن يغرقك في النوم.
نشر هذا المقال بصحيفة "البديل"
كاتب مصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع