الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتعين على السيسي زيارة طهران ؟

محمد القصبي

2016 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أفزعني ما قاله أحد الأصدقاء خلال حوارنا حول تردي العلاقات المصرية السعودية ،حيث تساءل بانفعال :لماذا لايزور الرئيس السيسي طهران ردا على زيارة مستشار الملك سليمان لسد النهضة ؟
هل يمكن ان يفكر أي مسئول مصري بهذا الشكل ؟
لاأظن .
المملكة في علاقتها بالقاهرة تبدو خلال هذه الفترة مثل صبي مراهق ، إن توترت علاقته بأحد أفراد أسرته تصرف بطيش وبما يهدد مصالح بل مصير الأسرة كلها ، سد النهضة يلحق الضرر بشعب بأكمله وليس بنظام السيسي ،وحتى بلغة المصالح -إن لم تُجدِ لغة الأشقاء - إلحاق ضرر بالغ بالشعب المصري كما هو الحال مع سد النهضة يؤثر بشدة على شريان الحياة للمصريين ،وتردي أوضاع المصريين يقصي القوة الكبرى في العالم العربي عن الصراع التاريخي مع القوميتين المتربصتين بالجغرافية العربية.. الفارسية و التركية .
وكما نرى ..الذي يقرر مصير سوريا العربية الآن بوتين وأردوغان وروحاني !!
ومنذ أيام بثت الميديا الإيرانية فيديوهات لقاسم السليمي جنرال الحرس الثوري الإيراني وهو يتجول كقائد فارسي منتصر في حلب!!!
وبالطبع لا يخفى على أحد أن تركيا تسعى من وراء الحرب السورية إلى ضم إدلب ومناطق أخرى في الشمال السوري لأراضيها , ولامانع إن انتهى الصراع بتفتيت الجغرافية السورية بل والعربية إلى إمارات لاترى بالعين المجردة !هذا يصب تماما في صالح التوجهات العثمانية لأردوغان .
وليت الأشقاء في الرياض يدركون أن الصراع في المنطقة صراع قوميات ،العرب ، الفرس ، الأتراك ، بالإضافة إلى دولة إسرائيل المزروعة عنوة في الإقليم.
لذا من قصر النظر مسعى الرياض تأسيس مثلث سني أضلاعه الخليج ، أنقرة ، القاهرة ، لمواجهة المد الشيعي ..ذلك أنه لايوجد مد شيعي ،بل فارسي ..
إلا أن طهران نجحت في تسويق الصراعات الإقليمية على أنها طائفية ،من خلال دعمها للأقليات الشيعية في الجغرافية العربية ،ليس مناصرة لها في مواجهة ماتزعمه باضطهاد سني لها ، بل لتوظيفها كطابور خامس لإضعاف النظام العربي ، وصدقت الرياض الأكذوبة الفارسية ، فاستعانت بالإرهابيين من النصرة والأخوان والدواعش ،بل وبقومية معادية أخرى وهي الأتراك السنيين !!
ولأن مصر تدرك بأنه صراع قوميات "دون إغفال دور الدولة المزروعة عنوة في المنطقة ،أعني إسرائيل" فلايمكن للسيسي مثلا أن يزور طهران ، لأنه يعي مخاطر الأحلام الفارسية في الهيمنة على الجغرافية العربية ،وفي الوقت الذي كانت توجد فيه سفارة للمملكة في طهران وتبادل زيارات للمسئولين بين البلدين ..كانت علاقات القاهرة بطهران مجمدة .
ولاأدري .. هل يعلم الأشقاء في السعودية حجم المخاطر المستقبلية التي تنتظر المملكة ؟
قانون جاستا الذي يحفزمئات الأسر الأمريكية التي فقدت أبناءها في تفجيرات 11سبتمبر إلى رفع دعاو قضائية على السعودية ،قد يصل حجم التعويضات التي ستنجم عنها إلى 3,3 تريليون دولار ، الأمر الذي سيدفع الإدارة الأمريكية إلى الحجز على أموال السعودية لدى بنوكها والتي تقدر ب750 مليار دولار .
المملكة مقبلة على أيام عصيبة ،وعليها أن تعي أن قدرتها على المواجهة لن تكون من خلال الدواعش والنصرة والأخوان وتميم وأردوغان العثمانللي البراجماتي حتى النخاع ، بل عبر نظام عروبي قوي يكشر عن انيابه للفرس والأتراك والإسرائيليين ،بل والقوى العالمية .
وأظن أن استعادة المنظومة العربية قوتها على أسس قومية هو المخرج الوحيد للمنطقة من صراعاتها ، لأنه سيجبر الآخر -أي آخر- على الإذعان لمبدأعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.
تلك هي روشتة المصريين لخروج العالم العربي من مأزقه التاريخي .
ودون ذلك فهو مراهقة سياسية ستعجل بسقوط الأشقاء شرقا تحت سنابك الخيل العثماني والفارسي ..وبالطبع الإسرائيلي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة