الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدب الآخرة

محمد مسافير

2016 / 12 / 24
كتابات ساخرة


عاش صالحا... دخل الجنة!
وهناك... بدا أول الأمر مندهشا، لم يعرف ماذا يقدم أو يؤخر... متع بصره قليلا بما تحضنه الجنة من أنهار وأشجار ومروج، قطف فاكهة طازجة من شجرة التين، تراءت له أول الأمر عالية شاهقة، لكنه حين اقترب منها، بدت كل الثمرات في متناول قامته، يقطف واحدة، تنبث أخرى مكانها... أكل العشرات منها، كان طعمها ألذ بكثير من طعم تين الدنيا، لم يكن جائعا، فلا أحد يجوع بالجنة، كان يأكل من أجل الاستمتاع فقط، بدأ يتذكر أهل الدنيا... تذكر أمه وكيف ألقي بها في نار جهنم، لم يشفق على أمه المسكينة، لم يحس بأي شيء من الأسى عليها... لأنه في الجنة، وأي إحساس يسبب التعاسة أو الألم لا مكان له هنا.. نسي الأمر، غادر المكان دون قصد محدد... تذكر أنهار الخمر والحور العين، لم يزد إلا خطوات معدودات حتى فتح فاه عن آخره، كان منظرا أخاذا، فتيات في منتهى الروعة مستلقيات جنب نهر صاف يتدفق برفق وعذوبة تسيل لعاب الناظرين، كن ينظرن إليه جميعا نظرات افتتان... اقترب منهن باحتشام... لكنهن لم يكن أبدا محتشمات، فقد كان لباسهن يكشف عما تشتهيه النفس، احتار أول الأمر، بأي منهن يبدأ؟ كلهن فاتنات، وقبل أن يبدأ في الانتقاء، ارتوى من الخمر الطيب، ارتشف أكوابا عديدة دون أن يفقد توازنه، فقد كان غير مسكر كما توقع، ثم عاد إلى الحور العين سائلا:
- كلكن بديعات الجمال، فهل لي أن أبدأ بكن جميعا؟
أجبن بصوت رخو وعذب يذهب العقل...
- كلنا لك يا عبد الله المرتضى... فافعل ما تشاء، كل شيء مباح هنا...
---
ولأنها عاشت صالحة... دخلت الجنة!
لم تأبه كثيرا ببداعة المكان، وروعة الجنان، وسحر الأنهار، وطيب الأثمار، كانت ضائعة وسط حشود المنعمين، فطفقت تبحث عن زوجها، قلبتهم واحدا واحدا، كان الكل منشغلا بالغوص في عالم اللذة، بعضهم يقطف الثمار ويبلعهم بلعا، والبعض ينهل من أنهار الخمر واللبن والعسل، وآخرون منشغلون بالحور العين تحت الأشجار الشاهقة، وفوق الأرائك الحريرية، كان من بينهم زوجها، لم ترد أن تقاطع انغماسه في ارتشاف لذة حورية ممشوقة القوام، بديعة المحيى، وكأنها سويت على مهل، انتظرته قليلا، سرعان ما نفذ صبرها، سألت إحدى النساء إن كانت تعلم شيئا عن مدة الجماع، أخبرتها أنها سمعت الإمام البخاري يقول أنها سبعون عاما، فقدت الرجاء، دمعت عيناها، أخبرتها المرأة أن مصيبتها أفظع، لأن زوجها دخل النار، ولن تجد ناكحا، أردفت أخرى أنها ماتت عذراء، وحظها التعس حرمها من لذة الجماع في الدنيا والآخرة... أدركت حينها أنها الأوفر حظا، وإن حرمهن الله من الرجال، فبالجنة ما يلهيهن عنهم... قطفت غصن موز، استلقت إلى جدع شجرة، وبدأت تقشره وتأكل الواحدة تلو الأخرى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ