الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألحقيقة في معركة الانتخابات

عوزي بورشطاين

2006 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تجري تغييرات جدية في اسرائيل في معركة الانتخابات البرلمانية، وتحاول السلطات وقيادات الاحزاب الصهيونية ووسائل الاعلام، تحريف وتزوير تلك التغييرات والتقليل من اهميتها وتغطيتها باعمال نصب وغش.
لقد جرى انقسام جدي في الاحزاب، وخاصة في الحزب الحاكم، "الليكود"، ان كان ذلك بسبب نقاش شخصي بين ارئيل شارون وبنيامين نتنياهو، او بسبب صعوبة الاستمرار في السياسة القديمة المتجسدة في مواصلة القمع التنكيلي الظالم للشعب الفلسطيني.
لقد نفذ ارئيل شارون انسحابا من منطقة غزة بسبب الضغظ الامريكي برئاسة جورج بوش، وهدف الامريكيين هو التسلط التام على الدول العربية واستغلالها، وهذا لم ينجح بعد. ففي العراق يتصاعد النضال وتشتد المقاومة المعارٍضة للاحتلال الامريكي، ويتصاعد كذلك النضال في الولايات المتحدة الامريكية نفسها، من اجل الانسحاب من العراق، وعلى جورج بوش الاثبات والخداع، بان السياسة الامريكية تساعد فعلا الشعوب العربية، لذلك ضغط على شارون للانسحاب من غزة، ولقد جرى تنفيذ ذلك، لكن لأرئيل شارون توجد مشاكل صعبة داخل اسرائيل فهو يستند بالاساس على اليمين وقواه التي تكره الشعب الفلسطيني، وخاصة "غوش ايمونيم" ولذلك فان الانسحاب من غزة لم يسفر عن أي تغيير، وعمليا كل الاتفاقيات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية تخرق من قبل اسرائيل، التي تواصل قتل الفلسطينيين وقمعهم بشكل شديد والتنكيل بهم، وحكومة اسرائيل هي المسؤولة عن الجوع وقلة العمل والبطالة في المناطق الفلسطينية، اسميا فان الارهاب ينفذ من قبل الفلسطينيين، ولكن اسرائيل مع جيشها وقادتها تقوم باعمال وجرائم قتل ولذلك يجري عليها الرد من قبل الفلسطينيين وفي احيان يكون الرد مضرا بالجانبين.
ويدعو الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، الى مواصلة القمع البشع والتنكيل الشديد ومواصلة التسلط على الارض الفلسطينية، ويقوم اعضاء "غوش ايمونيم" وزعران شبيبة التلال باعمال لتعميق القمع والتنكيل بالفلسطينيين، ويدعو اليمين المتطرف الى المعالجة والاهتمام بالفلسطينيين في اسرائيل، أي ترحيلهم وقمعهم وتنفيذ الترانسفير، ومواصلة سياسة التمييز العنصري وتعميقها!
ان وسائل الاعلام الاسرائيلية تتجاهل كل ذلك،ومن الجوهر الاساسي لخلاف الآراء بين قوى اليمين، وارئيل شارون يساعد اليمين المتطرف، وانضمام شمعون بيرس وغيره من القادة الى حزب "كديما"، لا يدفع شارون ليغير سياسته وهو يصر على مواصلة سياسة القمع للفلسطينيين.
لا يوجد أي تغيير وفي النشر خاصة الرسمي، فان النقاش شخصي فقط بين اعضاء "الليكود" و"كديما"، ويحاولون كذلك في حزب العمل التخفيض من جوهر التغيير، لكن القائد الجديد عمير بيرتس، يؤكد اجراء تغييرات اولا وقبل كل شيء في القضايا الاجتماعية لصالح العمال، لكنه اكد ايضا تغييرات في الجهود لانجاز السلام، لكنه بين الفينة والاخرى يُسمع تصريحات مختلفة ومتناقضة، ويبذل الجهود الكبيرة لاعادة بيرس، ويتفاوض مع ايهود براك، براك الذي لا يختلف بمواقفه عن الليكود وباقي احزاب اليمين. ومن الواضح ان التغيير في سياسة حزب العمل برئاسة عمير بيرتس، يتعلق ومشروط في أي وضع تزداد قوى السلام قوة وتضطره الى انتهاج سياسة جديدة توصل الى انجاز سلام وتحمي حقوق العمال.
ومن اجل حرف الآراء عن المشاكل الاساسية، يتعاملون في وسائل الاعلام مع قضايا الغش والخداع وعلى سبيل المثال، يجري ليليًا في القناة التلفزيونية الاولى تخصيص برنامج للانتخابات وعمليا تبث قصص عن نشاطات قوى اليمين، وتتجاهل كليا انصار وقوى السلام، خاصة من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة ونشاطاتها اليهودية العربية، وهذا ليس المثال الوحيد لنهج وسائل الاعلام الرسمية، ومثير للاهتمام كذلك تعامل وانشغال وسائل الاعلام، في القضايا الفلسطينية وكيفية معالجتها، وتبرز ان الفلسطينيين من مواطني اسرائيل لا يهتمون بقضايا اخوتهم في المناطق الفلسطينية المحتلة، ويجدون اشخاصا وكأنما لاول وهلة فقدوا اية ثقة بالاحزاب العربية بما فيها الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، الحركة اليهودية العربية والتي تدافع عن حقوق الفلسطينيين وضد جرائم القتل والقمع والتنكيل.
ان ارئيل شارون وشمعون بيرس، وكأنما عمقا اهتمامهما بالعرب في اسرائيل، وهما يبذلان الجهود لكي تنسى الجماهير الفلسطينية مجزرة اكتوبر 2000 وعدم استخلاص العبر من قرار حكم لجنة أور والتمييز الواضح والذي يتعمق دائما خاصة ضد السلطات العربية. وضد العاطلين عن العمل، والذي يسفر عن الفقر والتمييز الواضح في كافة المجالات من منطلق عنصري.
نشر في هآرتس بتاريخ 2/1/2006، (ص.6 ) عن انه في مستشفى نهريا ومستشفى صفد، يجري التفريق بين اليهوديات والعربيات اللواتي انجبن، وان غرف الولادة المريحة والعصرية مخصصة لليهوديات وليس للعربيات، ويتضح انه لا حدود للجنون العنصري، ولكن يجب عدم القلق ففي صفحة 4 جاء ان عرب اسرائيل يتصالحون مع السياسة الاسرائيلية ويقدمون مثالا ام الفحم حيث يزداد الدعم فيها للاحزاب الصهيونية، وان حزب "كديما" سيحصل من العرب على اصوات تضمن وصول ونجاح ثلاثة اعضاء كنيست، وحزب العمل سيحصل على اصوات كثيرة والسؤال الذي يطرح نفسه هل يجري الشرح بشكل جيد في القرى والمدن العربية عن ضرورة مكافحة تلك الاحزاب السلطوية والتحذير من دعمها، وشرح ما معنى التصويت للاحزاب الصهيونية وانعكاس ذلك سلبا بالذات على العرب. ويجب الاعتراف بوجود تقصير في الاعلام والنشر عن اهمية التعاون اليهودي العربي والنضال من اجل مساواة العرب القومية والمدنية، ولتغيير جذري في سياسة اسرائيل. وهناك شروحات عن ان الاحزاب العربية لن تتجاوز نسبة الحسم ولذلك عليها التوحد، ومن هنا فان الاوضاع تتطلب توحيد كل قوى السلام في جبهة واحدة مشتركة للنضال ضد الحرب والتمييز ومن اجل السلام والمساواة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي


.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي




.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف حرب إسرائيل على


.. ما الذي حققته زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية في مفاوضات وق




.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب