الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش من ظاهرة الى حقيقة .

كرم خليل

2016 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


منذ تشكيل الدولة الاسلامية ( داعش ) حاولتُ المستطاع من أجل أن يجري تناول هذه الظاهرة بشكل موضوعي ، ومواجهتها بعقلانية سياسية وخطاب تنويري وإستراتيجية واضحة تعتمد القيم الديمقراطية المدنية وترفض لاختزالها بمؤامرة إيرانية أو مالكية أو لمجرد جماعة تعمل بإمرة المخابرات السورية . إلا قول الشاعر قد غلب :
( لقد أسمعتَ إذ ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي )
في 2013 قابلت أحد الشخصيات السياسية السورية من أصحاب العباءة الديمقراطية . بدأ الحديث عن خطف المطرانين من قبل مجموعة شيشانية أرسلتها المخابرات الروسية ومن ثم تسليمهما إلى المخابرات الجوية السورية . لم أعلق ، وكان هذا آخر أجتماع بهذا الشخص . فماذا أقول له ونحن نرى متعمدين أساسيين في ائتلاف أصدقاء - أعداء الشعب السوري يتحدثون عن أبي عمر الشيشاني كعميل للمخابرات الروسية ولا يعلمون أنه حارب مع الجيش الجيورجي ضد القوات الروسية في بلده قبل هجرته لسوريا .ولكن سمعنا تصريحات تتحدث عن القضاء على داعش في ثمانٍ وأربعين ساعة ، الأمر الذي يعطي مقدمات الأخبار في قناة ( العربية ) نوعاً من الطمأنينة . يراقب المرء الانحدار في مستوى التحليل والسطحية السياسية والسقوط الأخلاقي والتهافت على المال عند كل من أراد ( السِتةُ المبشرون بالسيطرة على مستقبل سورية ) تنصيبه " ممثلاً وحيداً للشعب والثورة " . ويتابع في المقابل من قرر أنه في زمن الجهاد وقيام "خلافة أهل السنة والجماعة " إنما تكون الحاجة لممثل شرعي وحيد لله على أرضه .
من المضحك والمبكي معاً أن الصراعات والمناظرات الأكثر جدية كانت في صف قيادات داعش والنصرة واحرار الشام وفصائل المهاجرين باعتبارها قد رضعت من حليب " القاعدة " ويعرف بعضها بعضاً ، وليس بوسع شخص ، مثل أبي ماريا القحطاني أو كأبي محمد الجولاني ، أتهام من مدهما بالمال والرجال وعناصر نجاح انطلاقتهم ، بالعمالة للنظام السوري أو العراقي .؟
لقد تم تعبيد الطريق الإعلامي والسياسي والعسكري لخروج تنظيم "داعش" إلى النور كقوة مسلحة وعقائدية إقليمية في إصرار السلطة السورية ، وبعدها العراقية ، على الحل الأمني والعسكري وفي مواجهة ما يحدث ، مع سياسة تركية وخليجية وغربية فاشلة ووكلاء سوريين صغار وعدد من السماسرة الإقليميين الذين أعماهم الحقد ، وغطى على بصيرتهم الخوف من حراك شعبي واعٍد أرادوا قتله في بلاد الشام ، ولو استتبع ذالك تمزيق الأوطان وتحطيم الإنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو