الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يجري في الموصل؟

عادل احمد

2016 / 12 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هناك تعتيم اعلامي عالمي بصدد المعارك في الموصل. ولا يعرف المرء بشكل واضح ودقيق مالذي يجري في تلك المعارك، فليس هناك أخبار أو تقارير في وسائل الأعلام كما وأن الحكومة العراقية لاتصدر بيانات عسكرية لتوضيح موقف المعارك.. ولا قوات التحالف الدولي تصدر بيانات أو توضيح حتى داعش نفسه وحلفائه من دول الخليج ليس لديهم ما يقولونه عن المعارك. كل ما يعلن عنه ان المعارك تسير بشكل بطيء جدا بسبب شراسة ومقاومة قوات داعش في خطوطه وكثرة الهجمات الأنتحارية. ان هذا التعتيم المعلوماتي والاعلامي حول ما يجري في الموصل من قتل ودمار ووحشية بين كل الاطراف المتحاربة هو اشارة مهمة لحجم الصراع الدائر بين كل الاقطاب، فكل طرف يريد حسم الأوضاع لمصلحته بغض النظر عن الضحايا والدمار والوحشية التي تنتج عنها.
ان كل من امريكا والغرب واعلامهم الكاذب يقوم بنشر صور الدمار في حلب وبما يراه مناسبا لمصلحتهم، فالحرب في حلب هم غير مشاركين فيها بشكل مباشر.. الحرب في حلب يقودها الجيش السوري وحلفائه بمساعدة الطيران الروسي، لذلك نراهم يذرفون دموع التماسيح بحق المدنيين في حلب وبحق ما يسمونها بالمعارضة المعتدلة في سوريا، والتي هي بالأساس ليس غير جبهة أحرار الشام (جبهة النصرة سابقا) وبقية الأرهابيين الأسلاميين واللذين لايقلون وحشية عن داعش فقط يخالفوهم بالأسم... ان كل الضجة الاعلامية الغربية بصدد قتل المدنيين والابرياء من قبل الجيش السوري الجزار، لم يكن الا خوفا من ابادة اعوانهم وعملائهم الارهابيين الاسلاميين وتحقيق النصر لروسيا. والا لماذا لا يوجد هذا الذعر والخوف من قتل المدنيين في الموصل والتي لا يعرف احد بالضبط حجم الدمار والقتل هناك؟ ان تدمير جميع الجسور التي تربط الجانب الايسر بالجانب الايمن من الموصل قد دمرت تماما، وان جميع اطراف الموصل تقريبا محاصرة، وقصف طيران التحالف وصواريخهم مستمرة، وكتائب الاعدامات من عناصر الحشد الشعبي تنتقم يوميا من المدنيين ساكني هذا المدن بذريعة أن جميع ساكني الموصل هم سلفيين وارهابيين.. هل يختلف الابرياء في الموصل عن الأبرياء في حلب؟ ام تختلف المصالح؟ لماذا كل هذا التعتيم عما يجري في الموصل؟ وبماذا تختلف الموصل عن حلب؟..
لا تختلف القتال في الموصل عن القتال في حلب بوحشيته ودماره، بل تختلف فقط التحالفات الاقليمية والدولية. ففي سوريا تحالف امريكا والغرب مع الارهابيين الاسلاميين بالضد من الحكومة السورية والقوات الايرانية وروسيا، اما في العراق هناك تحالف امريكا والغرب مع الحكومة العراقية والاكراد بالضد من داعش، فليس لديهم حليف في العراق مثل "جبهة النصرة". ان أمريكا والغرب يحاربون في الموصل مع حلفاء روسيا ليس من اجل النصر لهذا الحليف، بل هو من اجل احراز النصر لامريكا والغرب وتوطيد أقدامهم اكثر في العراق والمنطقة، كونهم غير متأكدين من تحالفهما مع الحكومة العراقية الى اي مدى قد يصل. وان التعتيم على القتال في الموصل يأتي من باب محاولة امريكا والغرب النصر بأي ثمن كان، حتى وأن كان على حساب دمار مدينة الموصل بالكامل وقتل مئات الاف من الابرياء، كي يثبتوا اقدامهم في المنطقة امام تمدد القطب الروسي وأنتصاره في سورية.
ان احد اهم وظائف الجبهة الانسانية هو اظهار الحقائق للمواطنين والرأي العام وخاصة الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والفقيرة، واللذين هم ضحايا هذا الصراع واكثر المتضررين منه. ان توضيح الحقائق وما يجري حولنا من التحالفات والاتفاقيات الدولية والاقليمية والمحلية وفضح نويا ومخاطر كل هذه السياسات على الفقراء والكادحين، هي مهمتنا نحن الاشتراكيين والقوى التحررية والانسانية. ان تصوير الحقائق وما يجري حولنا هو اول شيء يجب ان نعمله. ان فضح نويا امريكا والغرب وروسيا وصراعاتهم من أجل مناطق النفوذ يجب ان يكون بشكل صريح وواضح، ويجب ان يصل الى جميع العمال والكادحين والفقراء في العراق والمنطقة بكل الطرق الممكنة. من غير الممكن التفكير بسياسة الانتظار وتامل ان ينتصر احد هذه الاقطاب والاطراف ويرسم مستقبل الاجيال القادمة بهذه السياسات المعادية للانسانية، اذا اردنا القيام بشيء من اجل مصلحة العمال والكادحين والفقراء.
ان السياسة الاكثر استسلامية هي عبارة عن الانتظار او الاعتماد على احد الاطراف كي يقلل من معانات الجماهير، ان تدخل امريكا الغرب وروسيا والسعودية وقطر وايران لا يقلل من معانات الجماهير الفقيرة بتاتا، وانما تزداد أوضاعهم سوءا وتعمق معاناتهم اكثر وتحطم ارادتهم. اذا استطاعت الجبهة الانسانية النهوض واستخدم ارادتها الانسانية لمواجهة القوة الامبريالية العالمية وشرها، سيكون طريقا نحو الوقوف بوجه البربرية الرأسمالية المعاصرة وسياساتها المناهضة للانسانية.
علينا نحن الشيوعيين والاحرار ان نتمسك بالرد المقابل لهذا التعتيم الاعلامي حول القتال في الموصل وفضح سياساتهم البربرية، وتوضيح الحقائق بجميع الطرق الممكنة والاستفادة من جميع القنوات الاعلامية والتكنلوجية واظهار الحقائق، وتشكيل الجبهة الانسانية وتحشيد القوى التحررية للوقوف بوجه حروبهم وقتالهم ودمارهم وفضح سياساتهم. هذا ما نستطيع عمله اليوم وفق قوتنا واستعداداتنا التنظيمية والسياسية ووعينا الطبقي. لنسير في هذا الاتجاه الصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تكثف اتصالاتها لوقف حرب غزة.. وتنفي -نقل معبر رفح-| #مرا


.. كيف يمكن توصيف ممارسات الاحتلال واستخدامه لأسرى دروعا بشرية




.. اللواء فايز الدويري: لا أعتقد أن الاحتلال قادر على أن ينجز ع


.. أحداث شغب و تخريب بولاية قيصري التركية بسبب شائعة اعتداء سور




.. الرئيس الفرنسي وزوجته يمشيان بملابس غير رسمية في شوارع لو تو