الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هؤلاء قتلوا حفيدك يا مبارك

طارق المهدوي

2016 / 12 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


هؤلاء قتلوا حفيدك يا مبارك
طارق المهدوي
(1)
بحلول عام 1976 كان وزير الاستخبارات السعودي "كمال أدهم" قد أبرم صفقة مصالح سياسية متبادلة في مصر بين الإخوان المسلمين والنظام العسكري الحاكم برئاسة "أنور السادات" مع نائبه "حسني مبارك"، وهي الصفقة التي منحت "السادات" دعماً إخوانياً لجهوده من أجل تقليص نفوذ أنصار سلفه "جمال عبدالناصر" الذين سبق لهم محاولة الانقلاب عليه عام 1971 وذلك ضمن مساعي "السادات" الرامية إلى الانفراد الشخصي بالسلطة، مقابل حصول الإخوان على الإفراج عن جميع معتقليهم وسجنائهم وإعادتهم لوظائفهم بأقدمياتهم الأصلية مع رفع أسمائهم من قوائم منع السفر وترقب الوصول وقوائم حظر التصرف في أموالهم وأملاكهم، ثم تطورت الصفقة إلى تعاون بين الإخوان المسلمين والعسكريين عندما تصدى الفريقان معاً بعنف دموي لجماهير الفقراء الذين خرجوا غاضبين تحت قيادة الشيوعيين المصريين لإسقاط نظام "السادات" عام 1977، ليتطور التعاون إلى تحالف بين الفريقين عندما اشتركوا معاً في محاربة قوات الاتحاد السوفيتي الموجودة على الأراضي الأفغانية طوال الفترة الزمنية الممتدة منذ عام 1979 حتى عام 1989، ورغم وجود بعض المنازعات التنافسية بين الفريقين فقد غلب الاتفاق على كل ما كانا يخوضانه من صراعات رئيسية بمختلف الدوائر المحلية والإقليمية والعالمية، لاسيما في ظل استمرار اتفاقهما على معاداة الشيوعية والليبرالية والتعالي فوق الأقليات الدينية والفئات المجتمعية الأضعف، وفي ظل استمرار الحرص الانتهازي لكل فريق منهما على امتطاء الجسد الضخم للفريق الآخر مع وضعه في وضع المطية وليس الندية مؤقتاً لحين حصوله منفرداً على التمكين المطلق، وهكذا تعامل العسكريون مع الإخوان باعتبارهم أداة اختراق وتغلغل وسيطرة مجتمعية بينما تعامل الإخوان مع العسكريين باعتبارهم أمير متغلب يجب طاعته طالما لا يمنع تمددهم تحت ساتر النشاط الدعوي، ليبرم الفريقان تقسيماً انتهازياً للسلطة والثروة فيما بينهما على أساس غلبة العسكريين في مؤسسات الدولة والعلاقات الخارجية مقابل غلبة الإخوان في أروقة المجتمع والسوق تحت رعاية الرئيس "أنور السادات" ونائبه "حسني مبارك"، ولكن بمجرد أن فكر الرئيس العسكري في إقالة نائبه العسكري وتعيين "منصور حسن" كنائب مدني غير إخواني لرئيس الجمهورية انقلب أعضاء العصابة على زعيم عصابتهم، فكان اغتياله أثناء مشاركته في أحد العروض العسكرية داخل إحدى المناطق العسكرية بحيث خلفه في كافه مواقعه على رأس الجمهورية والتحالف العصابي الانتهازي نائبه العسكري "حسني مبارك" عام 1981!!.
(2)
في عام 2006 تراجع الرئيس "حسني مبارك" عن تنفيذ وعده السابق بمنح الإخوان المسلمين نسبة ثلث المقاعد البرلمانية المنصوص عليها دستورياً كحد أدنى لتعطيل أي قرار أو إجراء حكومي، رغم التزام الإخوان من جانبهم بتنفيذ وعدهم المقابل له المتمثل في دعمه خلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي أقيمت عام 2005 الأمر الذي أصاب الإخوان بغضب أعمى تجاهه، وفي عام 2007 قام الرئيس "حسني مبارك" بتعديل الدستور المصري على نحو يمنع أية ترشيحات محتملة لأي شخص له خلفية عسكرية ضد نجله في الانتخابات الرئاسية التالية التي كان من المقرر إقامتها عام 2011 الأمر الذي أصاب العسكريين بغضب أعمى تجاهه، وبما أن الإدارة الأمريكية كانت لم تزل حينذاك تحتاج إلى وجود توابعها من الإخوان والعسكريين معاً ضمن مخططاتها الرامية لمكافحة الجهاديين والشيوعيين على امتداد العالم فقد قررت في عام 2008 مشاركة هؤلاء وأولئك التوابع غضبهم الأعمى تجاه شخص "مبارك"، هذا الغضب الذي ترجموه ثلاثتهم عبر عدة ضربات موجعة انتهت بالضربة القاضية الفنية المتمثلة في امتطائهم أكتاف انتفاضة ميدان التحرير الجماهيرية البطولية التي اندلعت عام 2011 ضد نظام "مبارك" لتوجيهها نحو الإطاحة بشخص "مبارك" مع الإبقاء على نظامه، وذلك بعد تسعة عشر شهراً من ضربتهم الفنية الأولى التي كانت قد أصابت شخصه يوم 16/5/2009 عبر اغتيال حفيده الأكبر "محمد" ذي الاثني عشر عاماً الذي طالما وصفه "مبارك" بأنه نقطة ضعفه الوحيدة لشدة تعلقه به، حيث ذهب الصبي كي يلعب في أحد الأندية العسكرية داخل إحدى المناطق العسكرية إلا أنه سرعان ما تم نقله إلى أحد المستشفيات العسكرية داخل إحدى المناطق العسكرية وهناك أعلنوا وفاته بنزيف حاد في المخ، ورغم مسارعة دوائر العسكريين والإخوان والأمريكان بتقديم عدة تفسيرات طبية مضللة ومتضاربة حول أسباب الوفاة إلا أنها لم تخفي تفسيرين اثنين هما الأقرب إلى الحقيقة، أحدهما مفاده أن الصبي قد مات بسم نادر تم دسه داخل قطعة حلوى مقدمة إليه سراً من أحد الأشخاص المحيطين به وهي قطعة حلوى من نوع معروف سلفاً لدى المحيطين به أنه يحبه، والآخر مفاده أن الصبي قد مات على إثر ارتطام رأسه بمادة صلبة قد تكون الأرض التي تم إسقاطه عليها عمداً من فوق جواده وقد تكون العصا التي تم ضربه بها عمداً فوق رأسه، علماً بأن اغتيال الصبي أسفر عن اهتزاز كبير في التماسك الشخصي لجده "حسني مبارك" مما ساعد أعضاء العصابة على الانتقام من زعيم عصابتهم عبر الإطاحة به ليخلفه العسكريون والإخوان معاً عام 2011!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ