الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد العقل الكردي 2/2 ماذا نعمل من أجل حرية كمال سيد قادر؟

خالد يونس خالد

2006 / 1 / 8
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


صدرت محكمة حزبية خاصة تابعة لإدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني حكما بالسجن ثلاثين عاما على الكاتب الكردي الدكتور كمال سيد قادر لكتابته مقالات تحَدَّث فيها عن الفساد الإداري والمالي في أقليم كردستان. ملابسات هذا الحكم غامض لدى الكثير من الكتاب لعدم تبيان تلك المحكمة الصورية غير القانونية أسباب ذلك الحكم، ولعدم معرفة الناس عن مضمون المقالات المنشورة من قبل الكاتب فيما إذا كانت نقدا نزيها من أجل الخير والصلاح أو كانت تهجما شملت القضايا الأخلاقية والعائلية. وفي كل الحالات فإن تلك المحكمة الحزبية الخاصة لم تفسر هذه النقاط الغامضة مما أثارت جدلا واسعا بين الكُتاب والنُقاد الكرد والعراقيين والأجانب، ناهيك عن مؤسسات الدفاع عن حقوق الإنسان.
ومن هذا المنطلق، وباعتباري كاتبا كرديا عراقيا مستقلا عن الأحزاب السياسية العلمانية والدينية، واستنادا لمبادئي وقناعتي بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الكلمة النزيهة والحق في التعبير عن الرأي باحترام دون أي اعتداء على الآخرين، ينبغي رفض الحكم الذي صدر من محكمة خاصة غير علنية بحق الدكتور كمال سيد قادر، وضرورة إطلاق سراحه أو محاكمته محاكمة عادلة وقانونية وعلنية تعطيه الحق في توكل محام دفاع للدفاع عنه، وتبيان خفايا التجاوزات القانونية التي ارتكبها. أما إذا كانت تلك المحاكمة الصورية تهديدا للكتاب الآخرين لكي لا ينقدوا فذلك مرفوض كليا. لأن النقد العقلاني حالة صحية ضرورية من أجل الإصلاح والتقدم.
لا أعني هنا أنني أؤيد ممارسات الدكتور كمال سيد قادر إذا تجاوز النقد إلى تهجم بالشكل الذي يهدم حدود التقبل في العقلية السائدة في كردستان، مع تأكيدي بضرورة النقد النزيه الموجه للقيادات الكردستانية لأنها ليست معصومة عن الخطأ. ولا بد من هذا النقد النزيه لخيرنا جميعا. لكنني لا أؤيد المحاكم الحزبية والقبلية وأدعو إلى إلغائها وإلغاء قرارتها التي شملت جميع السجناء السياسيين ومنهم الدكتور كمال سيد قادر. أما إذا كان جُرم الأخ الدكتور كمال جرم آخر غير النقد فعلى القيادة الكردستانية أن تبين للجماهير ذلك الجُرم حتى تتوقف حملات العداء والاستنكار التي يستغلها البعض. إننا لا نؤيد أي جرم لاقانوني فيما إذا إرتكبه الدكتور كمال سيد قادر بالتشهير بالعائلة البرزانية أو الشعب الكردي. ومع هذا فإنه لابد من محاكمة عادلة لتطَلع الجماهير الكردستانية على الحقيقة. أما إذا كانت جريمته نقدا نزيها للقيادة من باب الإصلاح فإننا نستنكر الحكم عليه حتى وإن كان يوما واحدا، ونطالب بإطلاق سراحه فورا وبدون تأخير، لأن من حق كل مواطن كردستاني أن يمارس النقد النزيه والبعيد عن التشهير. قيادة البرزاني مطالبة بتبيان الحقيقة للجماهير، لأن ما حدث لا زال غامضا ويسبب الإحراج لنا جميعا بما فيها لقيادة البرزاني نفسها. وجميع الكتاب الكرد الذين يعيشون في المهجر يخشون من العقوبات لأنهم ينتقدون. ونحن نرفض كَمَّ الأفواه، طالما أن موقف هؤلاء الكتاب هو موقف مسالم ومؤيد للقضية الكردية، وغير معاد للقيادات الكردستانية إذا تحترم تلك القيادات حرية الكلمة وممارسة الإرادة الحرة وحقوق الإنسان. وأنا اقول هذا الكلام، من منطلق الحياد التام، فأنا لست عضوا في أي حزب سياسي، وأحترم جميع القيادات الكردستانية بعيدا عن التملق والخضوع وعبادة الشخصية.
أرفض استخدام أسلوب المهاترات ضد القيادات الكردستانية. وأنا أنقد الأحزاب والقيادات الكردستانية من منطلق الدعوة إلى التصحيح والتغيير نحو الأفضل، ولكنني في الوقت نفسه، أجد أن من حقي ومن حق كل كاتب كردستاني أن ينقد الوضع البائس في أقليم كردستان في حدود الأحترام. ويجب أن يكون هذا الاحترام متبادلا. صحيح أنني استلمت شكاوى من مسؤولين كبار عن النقد الذي أمارسه، وأصر أن أستمر في هذا النقد ولا أتملق لأحد، لأنني مقتنع أن النقد الذي أمارسه عقلاني وضروري ويجب أن يمارس لخير الشعب والوطن دون تجريح أي مواطن حكاما ومحكومين. كما أنني مقتنع أيضا أن القيادات الكردستانية تتقبل النقد البعيد عن التجريح والمهاترات، وعليها أن تحترم الكتاب في ممارستهم ذلك النقد النزيه. وإذا لم تقبل تلك القيادات النقد النزيه، فذلك مشكلتها النفسية التي تعانيها من خوفها من ذاتها وخوفها من الحرية.

ما العمل؟
شكَّلَ بعض الأخوة لجنة معينة تحت غطاء الدفاع عن الأخ كمال سيد قادر. وأعتقد جازما أن بعض الأفراد يسيؤون إلى الأخ كمال أكثر مما يدافعون عنه بالشكل الذي يعملون. فهم ينشرون مقالات عدائية عدوانية ضد القيادات الكردستانية، تتجاوز حدود النقد العقلاني للدفاع عن الأخ كمال، إلى التهجم الشديد على العائلة البرزانية بالذات والقيادات الكردستانية الأخرى ليس بدافع الدفاع عن الأخ السجين الدكتور كمال إنما بدافع التهجم على العائلة والقيادة تحت غطاء الدفاع. إن تلك الممارسات تُعقِد قضية الدكتور كمال أكثر ولا تؤدي إلى إطلاق سراحه. وأنا اقول هذا من زاوية حرصي على حرية الأخ كمال سيد قادر، وإنه من غير الممكن أن تكون للكلمات القاسية المشحونة بالتهجم والعداء والشماتة أن تحرر الأخ الدكتور كمال. لذلك فإنني أنصح إخواني الذين يعتبرون أنفسهم حريصين على أن يتبعوا أسلوبا أكثر حكمة. إنني أكرر أننا نرفض الحكم عليه لمدة ثلاثين عاما، ونطالب بإلغاء ذلك الحكم، محاكمته محاكمة نزيهة وقانونية وعلنية، تعطيه الحق أن يكون له محامي يختاره هو إذا كان مذنبا قانونيا أو مقترفا جريمة يعاقب عليها القانون طبقا للدستور الذي أقره الشعب.
وأكرر أن الأسلوب الذي يتبعه بعض الزملاء بالتهجم السافر على القيادات الكردستانية يريح أعداء الكرد. فهناك عدد كبير من المتطرفين المعادين للشعب الكردي يتمنَون أن تستمر هذه الحملة الشعواء للإساءة للشعب الكردي قاطبة. وهم بذلك يفَضلون بقاء الأخ كمال في السجن ليستمر هذا العداء ليس بحق العائلة البرزانية والقيادات الكردستانية الأخرى فحسب، إنما بحق كل الشعب الكردي، وأرجو الكف عنه، لأنه حرب يستفيد منها أعداء الكرد، وإن كانت نية الأخوة المدافعين عن الدكتور كمال صادقة، ولكنها مضرة بهذا الأسلوب. لابد من إتِباع أسلوب ديمقراطي عقلاني، وممارسة النقد العقلاني، والعمل الجاد من أجل الكلمة الحرة والنزيهة.
أعرف عددا كبيرا من الكُتاب لم يتجرؤوا السفر إلى العراق وبعض مناطق أقليم كردستان منذ سنين. وإنني واحد من أولئك الذين لم يسافروا إلى بعض مناطق أقليم كردستان منذ عام 1994، لأنني أنقد، رغم أن نقدي نزيه وبعيد كل البعد عن التجريح والتشخيص والعداء، إنما للبناء ومن أجل الحرية. وأقر أنني سأظل أنقد ما أراه مناسبا في حدود الاحترام والنزاهة. وقد أجاد الشاعر في قوله:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَروم
فلا تَقْنَع بِما دونَ النُّجـومِ

فَطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ
كطَعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ

نطالب القيادات الكردستانية بضرورة العمل من أجل البناء والتطور لتحقيق الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان وحكم القانون. وندعو الحرية للدكتور كمال سيد قادر، ونطالب في الوقت نفسه بوقف حملات التشهير والعداء ضد القيادات الكردستانية، وضرورة ممارسة النقد النزيه لخير الشعب. ونطالب بالكف عن التهديدات التي يتعرض لها الكتاب في المهجر، حيث تحول بعض مكاتب الأحزاب الكردستانية وبعض مكاتب الحكومة إلى مراكز تجسس على الكتاب. كما تحَول بعض مواقع الانترنت العائدة لبعض الأحزاب الكردستانية إلى مواقع حجب الكلمة الحرة والنقد النزيه إذا كان النقد موجها ضد قيادة حزب ذلك الموقع الالكتروني الكردستاني، مع العلم أن الذين يديرونها يعيشون في أوربا، وقد نسوا أنفسهم ما يعيشون فيه من حرية مع الأسف، حيث قوانين الدول المتواجدة فيها تحمي حق التعبير عن الرأي ومنع حجبه. في الوقت الذي تستلم تلك المواقع مساعدات مالية من الدول المتواحجة فيها، على أساس تشجيع ممارسة الإرادة الحرة. إنها مأساة ليس بعدها مأساة حين لا يفهم السجين الحزبي في أوربا الحرة معنى التعبير عن الرأي، فكيف بالفقراء والمساكين في الوطن؟
كلنا مطالبون باحترام ممارسة الإرادة الحرة والتعبير عن الرأي لخير الشعب كله. نحن الكتاب الملتزمون المستقلون نريد أن نكون لكل الشعب، مع احترامنا للجزء الذي يجب أن يحترم إرادتنا أيضا. نريد مجتمعا ديمقراطيا تنعم فيه الأكثرية والأقلية بالحرية والكرامة. وما تصويتنا في الانتخابات إلاّ من أجل كردستان وشعب كردستان والعراق وليس من أجل شخص معين أو قيادة معينة. فالقيادات في المجتمعات تتغير بفعل إرادة الشعب. والشعب صاحب السيادة. هكذا تعلمنا في الغربة الحزينة، وهكذا يجب أن تتعلم قياداتنا معنى الديمقراطية. وأدعو هنا بضرورة أن تُفتح دورات تثقيفية لبعض العناصر القيادية الحزبية في بعض المناطق قبل غيرها من المواطنين ليفهموا معنى الديمقراطية وكيفية ممارستها.

الكاتب مسقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في


.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب


.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد




.. حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق وثاني أ