الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟

طارق سعيد أحمد

2016 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية




أشك أن أجد مصري واحد من “فئة الشعب المطحون” يحمل داخله نسبة رضا على حاله. الأغلبية العظمى، ولا أبالغ، تتدنى أحوالهم إلى الأسوأ على كل المستويات، على عكس ما كنا نتوقع بعد قيامنا بثورتين!.
ولأننا نعيش في شبه دولة لا تعرف حتى إلى أين تتجه السفينة، ولم يحاول ربانها أن يصنفها سياسيا ولا اقتصاديا ولا ثقافيا؟! يبدو لي أن السبب الرئيسي هو عدم وجود برنامج انتخابي في الأساس!.
صحيح أن اللحظة فرضت واقع بعينه بعد 30 يونيو، وكان أشبه بالحتمي، لكن الفشل بدأ بصمت الشعب وارتخاؤه وعدم مشاركته في أخذ القرارات المصيرية.. فشلنا، ويُصر الرئيس على هذا الفشل بقرار إقالته مجموعة من الوزراء “الفشله” واستبدالهم بآخرين!. على أساس رضاه على مجموعة أخرى لن يطولها قرار الإقاله؟. بمعنى أن الرئيس راضٍ كل الرضا على وزير داخليته.. مثلا؟! وغيره!!.
أوشكت سهام الإطاحة بـ ١١ وزيرا الاقتراب من الرؤوس، بعد أن انتهت جهة سيادية ـ منذ أيام معدودةـ من إعداد تقارير فنية عن أداء حكومة المهندس شريف إسماعيل، بعد أن بلغ استياء مؤسسة الرئاسة مبلغه، أبرزها أزمة الدولار والقمح والأرز والدواء، ومهزلة تسريب امتحانات الثانوية العامة، التى تظاهر طلابها للمرة الأولى فى تاريخ مصر التعليمي! ولاحقتهم الداخلية في مشهد عبثي شديد المرارة. وفضيحة وزير التعليم العالى أشرف الشيحي، وأزماته التى كان أشهرها شجاره فى مجلس النواب مع عدد من الأعضاء، وتهديده لهم بأنه لن يأت تحت قبة البرلمان مرة أخرى “مخاصمهم يعني”.
ولا أذكر هنا بعض من أزمات وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم؛ لأنني في مقال سابق بعنوان “انتحار حلمي النمنم” اعتبرته خارج السياق. كل هذة الكوارث وأكثر وقعت على رأس الشعب المصري ومنذ شهور تحاصره.. تأخرت فخامتك.
وتضمنت القائمة السوداء للراحلين المحتملين داليا خورشيد وزيرة الاستثمار لفشلها فى حل أزمات رجال الأعمال، والتي تفرغت تماما لـ”تجديد” مكتبها بملايين الجنيهات، وغيرت الديكور بشكل مستمر، فضلا عن إطاحتها بقيادات الوزارة بمنتهى الأريحيه، وجاءت بشلة من رجالها ومعارفها، خصوصا ممن كانوا يعملون معها فى شركة “أوراسكوم”!، كما أثبتت فشلها بعدم طرح حلول عاجلة للكثير من المشكلات التى يعانى منها الاقتصاد المصري، بعد توقف آلاف رجال الأعمال عن الاستثمار!. وبدوره انضم أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام، للقائمة، بعد الفشل الذريع فى إدارة شركات القطاع، بل تجاهله تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات، التى كشفت فساد الشركات القابضة، وإصراره على الإبقاء على أصدقائه من رؤسائها الفاسدين، وهو ما تسبب فى خسائر بلغت مليارات الجنيهات! تأخرت فخامتك.. أليس كذلك؟
لست من هؤلاء المؤمنين بإصابة النظام بمرض “العمى السياسي”، ذلك لأنني ما أعلمه عن الساسة وأرباب الوظائف المرموقة هو أنهم يتمتعون بمناعة قوية وجلد سميك، مما لا يسمح لهم انتقال العدوى، والدليل أنهم يتقدموا ودون توقف في حياتهم السياسية، وغالبا لا تأتي وظائقهم ومناصبهم إلا على حساب الشعوب، لذلك أحاول الفهم أريد أن أعرف الإجابة على هذا السؤال البسيط.. ماذا قدمت “في رأي الرئيس” هذة الحكومة لمصر؟.
سيادة الرئيس.. إقالة بعض الوزراء لن يغير الواقع ويكسبه صفات جديدة، إن أردت التغيير بالفعل في العامين المتبقيين من عمر رئاستك لمصر اختر من أهل الكفاءة ولو كان من معارضيك، رئيس وزراء يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه للشعب المصري الذي سُرقت أحلامه “عيني عينك” وأنت رئيسه!. فضلا عن محاسبة كل الوزراء بالورقة والقلم وبأقسى سرعة. والسؤال ثقيل الدم والمُلح لفخامتك هو.. ما هي الضرورة القصوى لإصرارك على استمرار “شريف إسماعيل”؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الناس خيبيتها السبت و الحد
هانى شاكر ( 2017 / 1 / 7 - 22:29 )

الناس خيبيتها السبت و الحد
______________

زعماء العالم الفاشلين يهبطون إلى القاع

اما زعمائنا ... فهم يصعدون اليه


دى ( فعلا ) مصيبة سودة يا جدعان
....

اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح