الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الروسية

كاوار خضر

2016 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


 
انطلاقة الثورة الجماهيرية السورية ومطالبها المتواضعة والبسيطة لم ترقْ للنظام السوري، ومؤسساته الأمنية والعسكرية، ولم تتوانى في قمع الجماهير الثائرة وثوارها العُزل، مستخدمة السلاح في وجه المظاهرات ومودعة المتظاهرين في غياهب السجون ، والحالة هذه أدت بالمظاهرات السلمية إلى حمل السلاح ضد القوات الحكومية دفاعا عن نفسها. وهذا ما كان يريده النظام، كي يستعطف المجتمع الدولي إلى جانبه متوهما إياه بأنه يدافع عن نفسه ضد من يحملون السلاح في وجهه، وعليه الشرعية معه لقتل هؤلاء شاهري السلاح ضده. واللافت أن السلاح الذي حمله معارضو النظام لم يكن كافٍ لحماية الشعب من آلة الدولة القمعية.
 
معارضة الخارج المتمثلة بالمجلس الوطني ومن بعده الائتلاف رفعت شعارات عدة ومنها رفضها التام للتدخل الخارجي بعكس النظام الذي له علاقاته الخارجية منذ عقود، رغم ذلك كان النظام يتهم المعارضة بأنها صنيعة القوى الخارجية. هذا جعل العديد من الدول تتريث في مساندة الثورة، كونها ثورة على الدكتاتورية والاستبداد.
 
وحمل السلاح هذا من قبل الثورة السلمية أدى إلى تحريفها عن مسارها الصحيح، لو أنها بقيت ثورة سلمية لما تسنى للدولة السورية القيام بهذا القتل والتشتت والدمار الحاصل للمدن السورية علاوةً على تهجير الملايين من الشعب في الداخل وفي دول الجوار ، ولم تكتفِ المعارضة بحمل السلاح غير الكفئ فقط؛ بل قامت بأسلمة الثورة وتكفير المرء لأتفه الأسباب، ولم يأت هذا من فراغ؛ وإنما كان نتاج اختطاف الإخوان المسلمون الثورة بشكل شل حركة الثوار الأحرار. تنشطت فروع هؤلاء في الخارج، حتى غدت الثورة وكأنها ثورتهم، وهذا أدى بطبيعة الحال إلى تململ العالم الحر عن مساعدة الثورة وغض الطرف عما يقوم به بشار وأزلامه من جرائم بحق الشعب السوري، مكتفين بالتصريحات والتنديدات دون رصيد عملي. وتفاقمت معاناة الشعب من دون أي مخرج. كان خطأ إبراز الثورة بمظهر إسلامي؛ لأن الشعب السوري بطبيعته مسلم ومعتدل في إسلامه. لو تريث الأخوان إلى انتصار الثورة واستقرار الديمقراطية في سوريا، لكانت سوريا لهم دون منازع. يكفيهم أنهم شهروا السلاح في وجهه عندما كان النظام في أوج قوته.
 
والتدخل الروسي السافر في الشأن السوري يستدعي إنهاء الأزمة لصالحها، والحوارات الجارية مع المعارضة بمبادرات روسية تسفر عن سوريا جديدة تابعة لها شكلا ومضمونا. ربما تكون سوريا الروسية، إن جاز القول، أكثر انفتاحا على الشعب السوري، مقارنة بالحكم الطائفي الذي دام عقودا من الزمن، شعرت الأغلبية في ظله أنها مستملكة من قبل الأقلية الطائفية الحاكمة.
 
ربما أكون مخطئا عندما اعتبر الأحزاب الكردية ومجلسها التي امتنعت عن الاشتراك في اجتماع حميميم على خطأ، كما أسلفنا آنفا، أن سوريا تستقبل عهدا جديدا، لروسيا اليد الطولى في ترتيب مستقبلها، خاصة وأن الدعوة كانت روسية، وإن تلبست بعبارات من العهد البائد، ليس من المنطق الظن أن روسيا طائفية، ما يستشف من الجاري أنها تتخذ الطائفة الحاكمة واجهة لها، ومن المحتمل جدا أن تتخلى عنها أمام الأغلبية السنية في القادم من الأيام. وليس خافيا أن هيئة التفاوض التي تتعامل معها الأحزاب الكردية ومجلسها هي نفسها تفاوض النظام السوري، وإن كانت برعاية روسية أمريكية. كان من المفيد للقضية الكردية حضور ذلك الاجتماع لتسجيل موقف تاريخي؛ وذلك بعرض الفيدرالية الكردية دون أي تنازل عنها.
 
يبدو أننا نكرر ما قام به أسلافنا في مثل هذه المواقف. لكي نواكب عصرنا يلزمنا المزيد والمزيد من التغيب عن هذه المناسبات.
--------------------------------------
كاوار خضر، كاتب من غربي كردستان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار