الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل الصحافة الورقية

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2016 / 12 / 28
الصحافة والاعلام


مستقبل الصحافة الورقية
د.حبيب مال الله ابراهيم
التكنولوجيا لا تعترف بالعراقة، فهنالك صحف يعود تاريخها الى عقود لكن قلة اقبال الناس على اقتنائها وتحول الاعلانات الى الانترنيت وزيادة المصروفات أدت الى تحولها الى صحف الكترونية، ففي الولايات المتحدة الامريكية أعلنت صحيفة (نيويورك صن) العريقة باصدار آخر نسخة ورقية لها عام 2009، وتحولها الى صحيفة الكترونية. تبعتها صحيفة (ذا روكي ماونتن نيوز) التي كانت تفتخر قبل عقود بأن قرائها يقفون في طوابير لاقتنائها، تحولت هي الاخرى الى صحيفة الكترونية بعد ان الغت نسختها الورقية. أعلنت مجلة (نيوزويك) الأمريكية هي الاخرى تحولها الى مجلة الكترونية باسم (نيوزويك غلوبال) نظراً لعدم قدرتها على منافسة الصحافة الالكترونية وسرحت المئات من موظفيها.
أما صحيفة (سان فرانسيسكو كرونيل) العريقة التي يرجع تاريخ صدورها الى عام 1864 فقد عانت هي الاخرى من الخسائر المتلاحقة، ما دفعت مالكها (شركة هرست) الى وضع حد لخسائرها فأصبحت هي الاخرى صحيفة الكترونية بالرغم من عمر نسختها الورقية تجاوز الـ 150 عاما.
في بريطانيا الغت أكثر من 100 صحيفة ومجلة نسخها الورقية لتحتفظ بموقعها الاكتروني نتيجة الأزمات المالية التي تعرضت لها والتي تجاوزت الـ 44 مليون دولار. تشير اخر الاحصائيات بأن عدد قراء الصحف والمجلات الورقية يبلغ 1.7 مليار نسمة في حين وصل عدد متصفحي الانترنيت والصحف الالكترونية أكثر من 2.5 مليار نسمة في الوقت الذي يشهد جمهور الانترنيت والصحف الالكترونية تزايداً مستمرا بسبب انتشار الانترنيت على نظاق واسع في قارة افريقيا وأمريكا اللاتينية وازدياد سرعته.
بدأنا نشهد اذاً انحساراً للصحافة الورقية وقد تشهد العقود القليلة المقبلة تحول العديد من الصحف المعروفة مثل (واشنطن بوست) و (نيويورك تايمز) الى النسخة الألكترونية نتيجة التطور التي شهده قطاع تكنولوجيا الاعلام وتحول القراء الى المواقع الالكترونية للحصول على الأخبار، فضلاً عن عدم قدرة الصحف الورقية على مواكبة الأحداث لحظة وقوعها.
يتبنى خبراء الأعلام رؤية متشائمة لمستقبل الصحف والمجلات المطبوعة، اذ يرى عملاق الصحافة روبيرت مردوك أن الصحافة الورقية سوف تختفي بحلول عام 2020. ويقول مؤلف كتاب "النهاية الحتمية للأعلام الورقي" فيليب ماييرز ان آخر مطبوع ورقي سيصدر في عام 2043. لأن الاعلام الالكتروني استطاع تقديم المحتوى بشكل مختلف عما قدمته الصحافة الورقية على مدى قرون، فالأخبار تقدم معها فيديوهات بدلا من الصور، ويستطيع المتصفح الاستماع الى تصريح المسؤولين بعد قرائتها كذلك الانتقال الى ملف الـ pdf الذي يضم البيان أو القانون بعد قراءته والعشرات من هذه الخدمات الى جانب قدرة الجمهور على التفاعل معها عن طريق اعادة نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي أو ترك تعليق أو البحث عن تطورات الحدث في الموقع الالكتروني.
كتب احد أبرز المدافعين عن الصحافة الورقية في العالم العربي وهو الصحفي المعروف الأستاذ عبدالرحمن الراشد مقالا في جريدة الشرق الأوسط يقول فيها: "هل سيصبح مصير الصحف الورقية مثل مصير الحمير والبغال والخيول في زمن ظهور السيارة؟" باعتقادنا ان المصير نفسه ينتظر الصحف والمجلات المطبوعة بعد أن اصبح بالامكان الوصول الى الصحف الالكترونية من خلال أجهزة المحمول وأصبحت ثورة التكنولوجيا لها معنى واحد اليوم هو "المحمول أصبح بديلاً لجميع أجهزة الاتصال القديمة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة