الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقصوصة / عودة

بويعلاوي عبد الرحمان

2016 / 12 / 28
الادب والفن


دخل حامد حانة chez jean-pierre ،الحانة خالية إلا من ثلاثة زبائن،يتجرعون

الجعة الباردة ، ويثرثرون ويقهقهون، قعد منزويـا في ركـن قصي بعيـداعن صخبهم

طلب من النادل زجاجة خمرأحمركبيرة ، شرب الكأس الأولى والثانية والثالثة و....

انتشى ، أشعل سجارة محشوة ،دخل قاسم يمشي بخطوات مثقلة ، لقد أنهكتـه سنوات

الاعتقال الطويلة ، ابتسما قبل أن يتصافحا ويتعانقـا بحرارة ، اتكـأ بصعوبة على أول

كرسي أمامه ، طلب من النادل قهوة سوداء بدون سكر، راديـو كاسيط الحانـة تنبعـث

منه أغنية راي صاخبـة وماجنـة ، يدخـل بين الفينة والأخرى ، بائع سجائـر بالتقسيط

شحاذ سكير، ماسح أحذية ، بائع فول سوداني وبذورالقرع ، ........سأل قاسم حامدا :

- كيف أحوالك يا حامد ؟

- كما ترى ، بعد تسكعي في دروب المدينـة ، أعـرج على هذه الحانـة ، لم أجـد عملا

قارا بعد ، أنا أفكرفي الهجرة إلى إسبانيا عن طريق البحر.

- وكيف حال أم الخير ؟

- ماتت أم الخيرياحامد .

- ماتت أم الخير!!! ( دمعت عيناه )

- وفاطمة كيف حالها ؟

- فاطمة ، هجرت المدرسة بعد موت أم الخير، واشتغلت خادمة .

أرسل قاسـم زفرة عميقـة ، وأحس بعرق ينزل بـاردا من إبطيـه ، أخرج علبـة سجائـر

مهربة ، أشعل سيجارة ، ونظرإلى قرص الشمس ، ثم إلى ساعـة البلديـة المعطلة التي

يشيـرعقربـاهـا الأخضران ، إلى الواحـدة وسـت دقائق ، نظـر إلى ساعــة يـده ، كانـت

تشيرإلى الخامسة والنصف مساء ، أخذ نفسا أخيرا من سيجارتـه ، رشـف رشفتين مـن

قهوته ، دفع للنادل ثمن القهوة ، نهض ،اتجه صوب البـاب الزجاجي وهو يقـول لحامـد

وداعـا ، تابعه حامد بعينيه المتعبتين من أثـر السكـر، حتى اختفى ، كـان قرص الشمس

يتوارى خلف فندق السعادة ، وكـان النـادل يذرع الحانـة طـولا وعرضـا ، يوزع الجعـة

على الزبائن الذين وفدوا فرادى وزرافات ، في الخارج التفت قاسم يمنـة ويسـرة ، عبـر

الشارع ، وأخذ طريق الأميرعبد الكريم الخطابي .


بويعلا وي عبد الرحمان ( بُويَا رَحْمَا نْ )

وجدة - المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض


.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية




.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف


.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف




.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال