الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان وأوباما وداعش: نهاية شهر العسل؟

ناجح شاهين

2016 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أردوغان وأوباما وداعش
نهاية شهر العسل؟
ناجح شاهين
لا بد أن ما يحدث مؤخراً في حاجة إلى تفسير: رفض داعش تسليم مدينة الباب لتركيا مثلما فعل مع مواقع أخرى. قاوم داعش في الأيام الأخيرة بقوة، وألحق خسائر بشرية ومادية فادحة جداً بالجيش التركي. وقد غضب أردوغان بطبيعة الحال، وشن غارات وحشية بالطيران لم تميز بين مدني ورجل عصابات. كذلك أرغى الرجل وأزبد، واستنجد بأمريكا، ثم اتهمها بالتآمر مع داعش. وكل ذلك محير تماماً.
التحالف الذي اعتدناه خلال السنوات الخمس الماضية كأنما يتعرض لهزة. أردوغان يتحدث عن أدلة دامغة تدين الولايات المتحدة بدعم داعش. بينما ترد الإدارة الأمريكية ساخرة من اتهاماته، مبنية أن أردوغان يتظاهر بمحاربة داعش بينما هو في الحقيقة يريد الفتك بالأكراد لا غير. مضحك بطبيعة الحال هذا التهرب من داعش التي تحولت إلى شيطان لا يريد أحد أن يرتبط اسمه به. في الوقت نفسه يصر فرقاء التحالف على أن هذا الفريق أو ذاك هو الذي دعم داعش وما يزال يدعمها لتكون قوية على هذا النحو المدهش.
داعش ظاهرة تذكر بأسامة بن لادن: لقد تم بناء الجهاد الذي يرمز له اسم بن لادن عن طريق المال السعودي/الخليجي والمجاهدين العرب والأفغان والسلاح والتدريب الأمريكي. وكان لوكالة المخابرات المركزية دورها الذي لا ينكر في تأسيس الجهاد ورعايته حتى تحقق لها هزيمة الاتحاد السوفييتي. بعد ذلك انفلت أسامة والجهاد من السيطرة بمقدار أو بآخر واتجه وجهات أخرى.
داعش أيضاً ليست أداة طيعة تماماً في يد أي من القوى الإقليمية. يمكن الاستفادة منها ولكنها ليست تابعاً منضبطاً لأي كان. في المقابل هناك الجيش الحر وما لف لفه الذي يأتمر بتعليمات المخابرات التركية (قوات درع الفرات) وهناك القوات الكردية التي تتبع مباشرة تقريباً للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
القوات الكردية تحارب داعش بغرض تحقيق مكاسب إقليمية في العراق وسوريا برعاية أمريكا وإسرائيل، ولكن ذلك هو الشر الأكبر بالنسبة لتركيا. لا يوجد عدو للدولة التركية كلها، أردوغان أو غيره، أهم من الأكراد. لذلك وصلت الأمور إلى ما هو جوهري واستراتيجي في حسابات الدولة التركية.
بالطبع مهما قلنا عن اعتدال "الأكراد" فإنهم في معظمهم أدوات منذ النصف الثاني من القرن العشرين في يد المخابرات الغربية والإسرائيلية. ولا بد أن ولاءهم مضمون أكثر بكثير من ولاء داعش التي لا يعرف أحد مواقفها النهائية على وجه الدقة. من الممكن أن نتخيل أن يأتي وقت تحارب فيه داعش المصالح الغربية واسرائيل على السواء. وهذا بالطبع لا ينطبق على الأكراد. دعم الأكراد مصلحة استراتيجية لأمريكا وإسرائيل، بينما تحجيم قوتهم وصولاً إلى تصفيتها نهائياً هو حلم تركيا، لأنهم كابوس القومية التركية الذي لا يهدأ.
ليس هناك من مبادئ ثابتة أو خالدة تحكم الدول وسياساتها. ولذلك يمكن أن نرى تحالفاً صريحاً أو شبه صريح في القريب العاجل بين القوات الكردية وداعش في حربهما المشتركة ضد تركيا. وقد لا يكون محالاً أن يتم ذلك برعاية أمريكية ضمنية. ومما يعزز هذا الاحتمال أن الحرب التي يشنها أردوغان داخل سوريا تتم بوضوح بالتنسيق مع روسيا وبشيء من الرضا الإيراني.
قد لا يكون بوسعنا تقدير مدى التزام أردوغان باحترام سيادة الدولة السورية في نهاية الأمر. ولكن من الواضح أن لديه ضوءاً أخضر لتنظيف سوريا من جيوب الكيان الكردي. هناك تحالفات تتضعضع وأخرى تولد، على الأقل فيما تبقى من أيام إدارة أوباما، ولسنا متأكدين بالطبع من الاتجاه الذي ستأخذه إدارة ترامب. لكن هناك انكفاء واضحاً الى حد ما في الدور الأمريكي بما يسمح لروسيا بأن تقوم بدور أكبر في ترتيب طريقة اللعب في منطقتنا، ومن هذه الناحية يصل الطموح الروسي الذي نشك في واقعيته حد التفكير في دعوة السعودية إلى المشاركة في مشاريع روسيا لإنهاء الحرب في سوريا.
نحب بالطبع أن نأمل بأن ما يحدث من اصطفافات سيكون مفيداً في النهاية في تعزيز الحلف الذي يسعى إلى بناء قوة مستقلة في منطقتنا تعمل على ردع الهيمنة الأمريكية ورأس حربتها إسرائيل لمصلحة تشكل جسم عربي –مشرقي على الأقل- ينسق مع إيران وروسيا من أجل الدفاع عن قضايا هذه المنطقة الاستراتيجية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي خسرت كثيراً جداً في السنوات الأخيرة في سياق الربيع العربي الذي اتضح أنه كان ربيعاً "إسرائيلياً" بدرجة كبيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة