الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهل السياسة - 7- قراءة في خطاب السيد كيري الاخير

ماجد ساوي
شاعر وكاتب

(Majed Sawi)

2016 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لقد اتحفنا السيد كيري - وزير خاريجة الولايات المتحدة الامريكية بخطابه الاخير بحكايته الخاصة مع القضية الفلسطينية وروى لنا على مدى ساعة وربع قصة الولايات المتحدة الامريكية - دولته - مع هذه القضية ومع ابنتها المدللة - اسرائيل - واشبع الخطاب في بدايته بكل مايمكنه جمعه من ذكريات ومصادر ومعلومات ونقاط للتعبير عن دعمه لاسرائيل كمقدمة لهذا الخطاب الساحر الذي توسطه حديثه الغامر عن نقاط الخلاف بين الطرفين - الاسرائيلي والفلسطيني وختمه بالعبارة الشهيرة التي تتردد في اروقه الصحف والاذاعات والقنوات على مدى 10 سنوات وهي " حل الدولتين " وهو الحل الذي ابدعته الادارات السابقة - ادارة الرئيس بوش - وهو الصيغة الاخيرة -التي توصل اليها طرفا النزاع - لاتفاقية السلام الفلسطينية الاسرائيلية حيث انتهت المفاوضات الثنائية قبل بضع سنوات ولم تتقدم قيد انملة وقد عدد السيد كيري مواطن الخلاف بين الطرفين وما يعيق عملية السلام من واقع جولاته بينهما واجتماعاته بهما طوال فترة عمله كوزير لخارجية اوباما وبالتالي فان خطاب السيد كيري لا يحمل اي جديد

قصة القضية الفلسطينية الاسرائيلية معروفة لجميع سكان العالم العربي - والاسلامي - حيث انه من المعروف ان اليهود طائفة من طوائف المشرق وهم يسمون عند المسلمين باهل الذمة ولا حق لهم بولاية الامر على السكان المسلمين وان لهم حقوق وواجبات تجاه الدولة التي تحكم هذه المنطقة ومنها دفع الجزية وقيود على حقوق المواطنة لكونهم من غير المسلمين كما يعلم الجميع وان لا يكون ولاءهم للخارج وان عليهم انهاء دولتهم طوعيا والانضمام الى الدولة الفلسطينية كمواطنين وطائفة كبقية الطوائف الا ان السيد كيري لم يذكر شيئا من هذا في خطابه - ولا ادري ان كان يعلم شيئا من هذا او انه لا يرغب ان يعلم - وان كنت اجزم بجهله بحقيقة الخلاف وموضوع النزاع بين الطرفين - ولا يوافقه في هذه الرؤية التي عبر عنها في خطابه الا طرفا عملية السلام حيث انه اختصر الخلاف بين الفلسطيين والاسرائيليين - والصراع طوال تسعين عام الى " ادارة الضفة الغربية وغزة " واخذ يعدد - مسندا بجهازي الاحصاء الاسرائيلي والفلسطيني - نقاط الخلاف والنزاع والفرقة وكيف انه لابد من الوصول الى حل يتوافق عليه الطرفان واخذ يشرح كيف ان توقف هذا السلام يعني المزيد من الخسائر للجانبين وللامانة فقد عرض عدة حلول سحرية لهذه الاشكالية العميقة - ادارة الضفة الغربية وغزة - وهي ترتيب الاجتماعات بين الطرفين لملاحقة المجرمين والمعارضين والغير منخرطين في هذا الماراثون .

انا افهم البيئة والمجتمع التي ياتي منها السيد كيري وافهم عدم قدرته على رؤية الصراع على حقيقته واتفهم فشله في ذلك وكذلك فشل ادارة اوباما - حيث يعمل السيد كيري - في ابتكار صيغة جديدة وقد علا الغبار صيغة " حل الدولتين " ولعله لانه رجل غير عسكري فهو ربما يجهل مفهوم العدو والصديق ويعتقد - كما هي ادارته - انه من الممكن انشاء صداقة بين الاعداء لهذا قضى ردحا من الزمن وهو يحاول انشاء هذه الصداقة بين الطرفين الا انه صدم في النهاية لعدم امكانية ذلك وياللعجب من هذه النتيجة الغريبة رغم انه - من حيث قدم السيد كيري - هنالك الكثير من الاصدقاء الاعداء فهنالك الزوجة التي تبغض زوجها وتتركه بلا عشاء وترحب به في كل مرة يدخل المنزل بقبلاتها وهنالك الاب الذي يختصر علاقته بابنائه في هدية عيد الميلاد تاركا لهم حرية التنقل بين البنوك للحصول على القروض وهم يفاضلون بين اسعار الفائدة وهنالك الجار الذي لايعرف اسم جاره !!

التفاصيل التقنية لاتفاقية السلام - اتفاقية اوسلو - هي محور خطاب السيد كيري وهو عبر عن امتعاضه من توقف الاجتماعات الامنية - مفاوضات السلام - وهو حقيقة قد تناسى ان اهل فلسطين من حقهم حكم انفسهم كما انه وقد حكم الاسرائيليون انفسهم ونسيانه هذا لهو دليل دامغ وقاطع على انه فشل في قراءة التاريخ الذي يقول ان الاسرائيليين مهاجرون قدمو من خارج فلسطين ولا حق لهم بتكوين دولة لهم خاصة بهم وحكم اهل الارض وهم الفلسطينيون الذين يقول التاريخ انهم اهل هذه البلاد من الاف السنين وقبل بعثة موسى - عليه السلام - حتى وكل انبياء بني اسرائيل وكذلك فشله في قراءة الجغرافيا التي تقول ان اسرائيل في وسط محيط عربي وانها لابد ان تكون حكيمة و ووديعة كي يمكنها البقاء على الاقل وان كل ما تقوم به لا يشجع على اي تفهملوجودها والقبول به - ولو مؤقتا - ولعله قد تجاهل - عن عمد بدافع التكبر او عن خوف من الالات الصهيونية - الكثير من خطوات اسرائيل العدوانية في المنطقة وحروبها المتعددة وتنكيلها باهل هذه البلاد طوال ستين عاما وليس فقط انشاؤها فلو كانت دولة عادلة ومنصفة لقبل بها الجميع واخر ما تقوم به هو انتهاك حرمة المسجد الاقصى المتكرر مؤخرا في تعبير فج عن تطرفها وعنصريتها وكونها دولة لليهود فقط ولا وجود لغيرهم فيها فهل هذا النوع من التكوين يمكن معه الحديث عن اي سلام واخيرا لا يمكن رؤية اسرائيل الا بؤرة فساد وافساد في المنطقة وللولايات المتحدة الامريكية نصيب منه ولا يمكن لاي كلمات ان تعبر عن طبيعة الشعب الاسرائيلي الا انه تجمهر لعشاق الجريمة لا اكثر.

خطاب السيد كيري يمكن النظر اليه على انه خطاب ابراء ذمة لادارة اوباما من عملية السلام وان كان حافلا بالارقام والاحصائيات - كما هي عادة الامريكيين - التي تؤسس لعملية اقناع بذل السيد كيري وسعه في بثها الا نها فشلت في تكوين اي حقيقةيبحث عنها السيد كيري او يرغب في تكوينها لدى المتابع لخطابه الا حقيقة كون المشهد في المنطقة يتجه نحو الانفجار وان السيد كيري يتجه الى احد المنتجعات عقب هذا الخطاب حيث الجولف واللحم المشوي في الهواء الطلق وطبعا الخمور الفاخرة.

ماجد ساوي

الموقع
http://alzaweyah.atwebpages.com













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص