الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من إنتصر في حلب؟!.... وعلى من؟!

ناجي العواجنه

2016 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



الآن . . . و بعد ثبات اسطورة الجيش العربي السوري وسحقه يد الإرهابيين في حلب لتصبح يده هي العليا ، بعد أن إنقض الصمود الأسطوري للدولة السورية جيشا وشعبا وقيادة وافترس كل مخططات تقسيم المنطقة ليقطعها اربا اربا والتمكن من تمزيق المخطط الصهيوأمريكي المتمثل بخارطة الشرق الأوسط الجديد ، بعد الانجاز العظيم والانتصارات التي حققها محور المقاومة في الميدان ودحره الإرهابيين على طول خط التماس بين سوريا وتركيا وقطعه للشرايين التي كانت تغذي هذه الحركات الإرهابية التكفيرية ، واسترداد نسبة كبيرة من الأراضي التي كانت محتلة من اذرع المحتل الصهيوأمريكي طيلة 6 سنوات بأدواته الإرهابية ، غمر فيضان التساؤلات والحيرة المجتمع الصهيوني ، ما المصير المنتظر بعد الانتهاء من استئصال الإرهاب في سوريا ؟خاصة بعد خروج سوريا أقوى وأصلب من أكبر حرب كونية عرفها التاريخ المعاصر ؟

يتردد صدى السؤال فيصدح عاليا في المجتمع الصهيوني ، حيث ترجم الحيز الزمني الكبير المخصص في مختلف وسائل الإعلام في كيان العدو الذي خصصه كيان العدو ليتم تحليل كل التداعيات التي ستعكسها معركة تحرير حلب عليهم ، السياسيين والعسكريين داخل هذا المجتمع الهجين أجمعوا بتحليلاتهم أن الخطر محدق بهم من جميع الجوانب وعلى كافة الأصعدة ، حيث ان عليهم لتجنب الأسوء وتقليل النتائج السلبية الكثيرة التي ستنهمر عليهم أخذ جميع الاحتياطات بعد تحرير حلب وتعافي الدولة السورية.

يجب أن نفهم ف بداية أن الكيان الصهيوني طيلة الست سنوات السابقة انتهج وطبق معادلة أساسية ألا وهي مبدأ التوازن بين التنظيمات المقاتلة والجيش العربي السوري ، واستمر ملتزما الصمت طوال استمرار هذه المعادلة ، لكن صدى انتصارات الجيش العربي السوري الذي صدح مدويا على الحدود الجنوبية سابقا كان قد أصم أذان ذاك الكيان المسخ فاسقطت واجب التحفظ وبدأت تتوالى تصريحاته عن القلق الذي ينتاب قيادته السياسية والعسكرية عن التطور الحاصل في الأرض السورية.

لاحقا ... بدا بوضوح وجلاء من تصريحات قادة كيان العدو اعتبارهم معركة حلب معركة فاصلة للقضاء على الإرهاب وقلب موازين القوى ، الشيء الذي أسقط مخططاتهم جمعاء المتمثلة في إدامة القتال هناك بلا غالب ولا مغلوب ، لكن التطور الذي وقع على أرض الميدان أعتبر خطرا لأمنهم القومي ويهدد وجودهم المشروط ببيعهم وهم الجيش الذي لا يقهر ، حيث إن تطهير مدينة بحجم حلب أكد للصهاينة ومراكز دراساتهم أن الدب الروسي والتنين الصيني قد افاقا من سباتهما اضف الى ذلك النهوض الايراني، بذلك أصبحوا قوة ولاعب رئيسي في المنطقة مما سبب تراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ، اضافة لسحقهم للحلم العثماني والمشروع الخليجي.

تصاعد حدة وتيرة المقاومة للمشروع الأمريكي التركي الصهيوني الخليجي ، ثم وبما أن وجود الكيان الصهيوني مرتبط بفعل القوة المتجسدة في الغطرسة الأمريكية اضافة لسطوة الخليج الدينية على مجتمعات الشرقية ، ما يعني ان ضعف أمريكا وسقوط الخليج يعني إقتراب نهاية (إسرائيل) وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ، بل ذهب البعض داخل المطبخ الصهيوني معتبرا الإنتصارات الساحقة للجيش العربي السوري وحلفاءه تغييرا إستراتيجيا كبيرا بما سيحمله في ثناياه من تغير لموازين القوى داخل المنطقة خاصة مع استمرار انتفاضة السكاكين المباركة والإنتصارات التي حققها الحشد الشعبي والجيش العراقي على الصعيد العراقي ، أما في اليمن ففشل التحالف المتامرك المتمثل بتلقى الضربات المتتالية اضافة لبدء رجوع مصر لمربعها الصحيح وانحيازها ضمنيا للمعسكر الشرقي وتصاعد وتيرة خلافاتها مع الخليج ، ليجد الكيان الصهيوني نفسه محاصرا من كل الجهات ، فأصبح هاجسه الأكبر يتمثل في الخوف والقلق المتزايد من إقامة قاعدة للمقاومة قبالة الجولان المحتل ، خصوصا بعد أن كشفت التقارير أن حزب الله وبدعم سوري ايراني قد وضع لبنة أولى لمقاومة شعبية غايتها تحرير الجولان المحتل ، تمثل ذلك باغتيال الشهيد سمير القنطار ، الشيء الذي زلزل مضاجعهم وجعل الخوف والرعب والهلع يدخل الى قلب المجتمع الصهيوني الهش ، ذاك المجتمع الذي وبمجرد تحسسه الخطر يلوذ بالفرار لأنه لا ينتمي الى هذه الأرض .

للوقوف بوجه هذا الخطر المحدق بهم ، رأى أغلب المحللين الصهاينة أن الحل يتمثل بأن يأمر الكيان عملائهم في المحيط للتدخل في سوريا بإرسال جيوش عربية لوقف تقدم الجيش السوري ، الامر الذي اثبت فشله سابقا لصعبة تحققه و لسبب وحيد ، لأن هذه القوة العربية غارقة في الوحل اليمني.

حالة التلبك والتلعثم في كيان العدو وحلفاءه هذه الأيام تشعرني أن خياراته قد نفذت ، وأنه يستعد لمواجهه مباشره ودخوله في حرب كونيه تخوضها الكيانات الحقيقة وليست عبر وكلائها على الارض ، اذا أطأ حدسي(وأتمنى ذلك) يعني ان النصر السوري بات قوسين او أدنى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد