الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نينوى ....والمصير المجهول ...؟

حامد الزبيدي

2016 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نينوى ....
الجزء الاول ...
الى الحبيبة التي ما فارقت يوما ذاكرتي ....الى اجمل المدن ...الى حبيبتي نينوى ...كنت ولم ازل اراك كطفلة تعدو غنجا كما لو انك توا تعلمت المشي فلا تكاد تلامس قدميك الارض حتى تحلقين في السماء كالفراشات التي تعانق الزهور المتفتحة في صباح موصلي ندي ....كانت حياتي في الموصل رحلة استكشافية في عوالم الجمال ... كان كل شيء فيها يدعو الى التفكر في عظمة الانسان الذي سكن هذه الارض وترك فيها اثارا خالدة .......فهو ومنذ الفجر ينطلق في حياة كلها حيوية وعند الظهيرة يتلذذ بالتهام اطيب الطعام ليغدو في المساء ...انسان مرح يحب اللعب والرهان وتحقيق الفوز على ربعه فهو يمط جسده على طول النسمات العذبة الباردة التي تلامس روحه ... فينسى كل المصاعب التي صادفته في يومه ويعيش اللحظة بجماله وحلاوتها مع اصحابه ....؟
هي الحبيبة ... التي لا زال عبق ربيعها الجميل يحاكي ذكرى تلك الايام التي مضت عذبة تتغنج بحياء ... مقيدة بطابع خاص وتقاليد وعادات تتفرد فيها الموصل دون غيرها من المدن الكبيرة .... هناك قد عرفت الحب لأول مرة ...وفي العوجاية (دربونة – فرع) كنا نختفي عن عيون الاخرين وكثيرا ما دخلنا عوجاية مغلقة فنعود نضحك لنسأل وي صوب صارت السرجخانة .....ليدلنا الرجل المسن الجالس على دكة باب داره بوجل السنين التي يحملها على كتفيه الى الجهة التي تخرجنا بنظرته العارفة ... لنمضي شاكرين له ....الى الشارع الرئيس الذي يضطرنا الى الابتعاد عن البعض لكي لا يشعر الناس اننا معا ... فكانت الرسائل تنتقل بيننا بالعيون .....لكني كنت أبطئ الخطى حينما اقترب من احد المطاعم ...فالراحة والنكهة ترفعني من الارض لاقف املاء جوفي بالروائح الساحرة التي عشقتها من الطاوة الى القلية الى قوزي الشام الى البرتة بلاو الى الكيبايات الى باجة الديري ... فتنشب بالروح سحرها وتغمد في القلب محبتها وعشقها ......؟
لاستمع في يوم اغبر ... الى من يقول ان الموصل سقطت كليا بيد داعش .....؟
000000000000000000000000000000000000000000000000000
الجزء الثاني ....
... كان المفروض منذ الساعات الاولى لدخول الارهابيين للموصل ان تتشكل بؤر مقاومة مسلحة للمحتلين بعمل وتخطيط من الحكومة المركزية ... ويحاسب من تسبب في هذا الاحتلال ويعلق على اعمدة المشانق ليكون عبرة لكل خائن وعميل تامر او دلس او تقاعس او مهد لهذا الاحتلال البربري .....لا ان يتركوا... ليتقاذفون التهم فيما بينهم في لعبة الاتهامات الرخيصة التي استنزفت مشاعر الجماهير وعمقت اكثر فاكثر العوق الطائفي ... وهم موزعين بين اربيل وعمان وتركيا وبغداد ينعمون بكل مباهج الحياة الرغيدة ...؟
اذا تحررت حلب بعد خمس سنوات من القتل والتدمير ....فأن ماساة الموصل ستكون اشد فتكا وستترك تأثيراتها ونتائجها على مستقبل العراق وشعبه ....؟
واذا كان هناك في سوريا من يحاول ان يحتوي الخلافات وينشد التوصل الى حل يرضي الجميع ...ففي العراق ليس هناك من يحتوي المشاكل المعقدة وانما لدينا سياسيين وقادة مهنتهم التي برعوا بها منذ عام 2003 هي تفجير المشاكل والازمات ونقلها الى جميع دول العالم واولهم ماما تيريزا (امريكا ) .واذا كانت في سوريا حكومة قوية يدعمها جيش متماسك قوي اكتسب خبرة كبيرة وهو يواجه الارهاب وغالبية رفضت ان تسلم امر البلاد والعباد لزمر الارهابيين القادمين من كل بؤر العفن الفكري السلفي ...؟
ففي العراق حكومة فاشلة بعدة رؤوس حاكمة وكل له جيشه ويندر ان تجد من ليس له مليشيا مسلحة ... واستثناءا فقط الحزب الشيوعي ....اما البقية فكل له دولته وحكومته وارضه ووزرائه واسلحته وفضائياته وجوقة المطبلين والمزمرين والمنتفعين ...؟
للأسف هناك في بلدي من يضع الملح على الجرح ... ولا يريد له ان يشفى ويتعافى ...؟
الاعلامي
حامد الزبيدي
26/12/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال